Sunday 9 July 2017

السيد المسيح فى اسفار موسي الخمسة

المسيح في العهد القديم


مقدمة

في هذه الدراسة سوف نستطلع أسفار العهد القديم لكي نجد فيها شخص الرب المبارك يسوع المسيح وعمله كمخلص. أصلي أن تكون هذه الدراسة لاَ بِأَقْوَال تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ، قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ (1كو13:2). كما إني أفعل ذلك وفقا لقول الرب: "فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي." (يو39:5). وأيضا كما فعل هو مع تلميذي عمواس إذ: "ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ." (لو27:24).

كتب أدولف سافير: "كل المحاولات لفهم يسوع المسيح، منفصلا عن العهد القديم، يمكن أن ينتج عنها نتيجة غير مرضية لأن يسوع المسيح هوتحقيق لما جاء في موسى والأنبياء.''

في هذه الدراسة سوف أشير إلى المواضيع الرئيسية والخطوط العريضة في كل سفر من أسفار العهد القديم مع ملخص للمحتوى. هدفي هو ليس فقط أن تقرأ هذه الدراسة، ولكن أن تدرسها جنبا إلى جنب مع كتابك المقدس. وهذا سوف يمنحك قوة حقيقية في حياتك وفي إيمانك بشخص الرب يسوع المسيح.

في مكان التعليق يمكنك إضافة صورالمسيح في السفر المقدم وغير المدرجة في الدراسة.

أصلي أن تكون هذه الدراسة بمثابة إنطلاقة لمزيد من الدراسة والنمو.

 

 


سِفْرُ التَّكْوِينِ


يعتبر سفر التكوين بمثابة بذور الكتاب المقدس. وقد دعاه اليهود  בראשית أي "في البداية". وفي الترجمة السبعينية أطلق عليه اسم "الجيل" دلالة على أن سفر التكوين يعطينا القصة الحقيقية لبداية أو بذور الحياة والإنسان. يتمركز سفر التكوين حول سبعة أزواج من الأشخاص البارزين هم: أولا، آدم وحواء. ثانيا، قايين وهابيل. ثالثا، نوح والشعب. رابعا، إبراهيم ولوط. خامسا، إسماعيل وإسحاق. سادسا، يعقوب وعيسو. وسابعا، يوسف وإخوته.

يمكن تقسيم سفر التكوين وفقا للأشخاص، أو العهود، أو الأزمنة. لكني سوف أستخدم تقسيم بسيط جدا يعتمد على الكلمات الآتية:

1- إنشاء

2- إحلال

3- تجديد

إنشاء (الإصحاحات 1و2)

من المتعارف أن هذا السفر كتبه موسى، هذه الحقيقة مؤيدة من أقوال المسيح التي في عديد من المرات يذكر أن موسى كتب عنه (يو46:5)،  أو كتب موسى (يو 45:1)، أو هل قرأتم في كتاب موسى أو موسى قال.

من المثير للإهتمام أن نلاحظ أن سفر التكوين يحتوي على حقائق أساسية في خمسة علوم عظيمة:

1- اللاهوت Theology ، علم الله. فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ (1:1). وَقَال اللهُ: "نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا" (26:1). إلوهيم هو اسم الله المستخدم في سفر التكوين، وهو إسم أحادي الجمع. كما أن ضمير الجمع "نا" في الكلمات "صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا" ثم يليها الأفعال "خلق" و "قال" في صيغة المفرد إنما تدل على شخصية وطبيعة الله.

2- نشأة الكون Cosmogony ، علم الكون. خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. سفر التكوين يعلن ان الكون كله خرج إلى حيز الوجود بإرادة وعمل الله.

3- الأنثروبولوجيا Anthropology، وعلم الإنسان. سفر التكوين يعلم أن الله خلق الإنسان. لم يأتي الإنسان إلى العالم نتيجة للتطور كما تقترح النظرية الحديثة.

4- علم الإجتماع Sociology، علم المجتمع. سفر التكوين يتحدث عن تشكيل أول وحدة إجتماعية، وهي الأسرة، بناءا على العلاقة الزوجية.

5- . الإثنولوجيا Ethnology، علم الأجناس. سفر التكوين يعطي سجلا عن اتساع الدائرة الإجتماعية وتقسيمها إلى أجناس وتوزيعها وانتشارها حتى تصل إلى تكوين الأمم.

هناك العديد من العقائد الأساسية الأخرى جذورها في سفر التكوين، وهذا يؤدي بنا إلى القسم الثاني:

إحلال (الإصحاحات 3-11)

تم العثور في سفر التكوين على الجرثومة الحقيقية لعقيدة الخطية. حيث نجد أنفسنا أمام الشيطان، الذي ثار وتسللت شخصيته بالكامل بدقة وخداع إلى والدينا الأولين. ونجح في تجربتهما وجعلهما يخطئان، مما أدى إلى أن قايين قتل أخيه هابيل. وغدير من الإثم تدفق وسرعان ما أصبح سيل، حتى وصل إلى ذروة الخطية والتمرد على جبل الجلجثة. يقول الكتاب المقدس: "لأَنَّهُ بِالْحَقِيقَةِ اجْتَمَعَ عَلَى فَتَاكَ الْقُدُّوسِ يَسُوعَ، الَّذِي مَسَحْتَهُ، هِيرُودُسُ وَبِيلاَطُسُ الْبُنْطِيُّ مَعَ أُمَمٍ وَشُعُوبِ إِسْرَائِيلَ" (أع 27:4).

الآن دعونا ننظر إلى القسم الثالث من سفر التكوين

تجديد (الأصحاحات 12-50)

في سفر التكوين تم العثور على جذر آخر وهو عقيدة الخلاص. في الواقع يقدم لنا سفر التكوين هذا الموضوع الذي تم العثور عليه في جميع أسفار الكتاب المقدس الستة والستون. فعقيدة الخلاص تبدأ في سفر التكوين بقصة دخول الخطية والموت إلى العالم وتنتهي القصة في سفر الرؤية الذي يصور لنا السموات الجديدة والأرض الجديدة حيث لا يمكن العثور على أي أثر للشر والخطية فيهما.

قصة الخلاص في سفر التكوين جاءت بطرقتين: نبوة وأنماط

أولا النبوة:

أول نبوة عن المسيح جاءت في سفر التكوين 15:3 "وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ". وهي تتنبأ عن قدوم المسيح المخلص وانتصاره على الشيطان. كاتب العبرانيين يقول: "فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ" (عب 14:2)

أعطى الرب هذا الوعد لإبراهيم: " وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ" (تك 3:12). كما قال الرب ليعقوب: "4وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، وَأُعْطِي نَسْلَكَ جَمِيعَ هذِهِ الْبِلاَدِ، وَتَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ،" (تك 4:26). وفي البركة التي باركها يعقوب لإبنه يهوذا قال هذه النبوة: "10لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ" (تك 10:49). تحقيق هذه النبوات عن المسيح جاء في لو 32:1 وفي سفر الرؤية الأصحاح الخامس.

ثانيا الأنماط:

الأنماط هي صور أو رموز وتعابير مجازية توضح حقائق روحية. تعريف الرمز أو المجاز هو: قصة يكون فيها للناس والإماكن والإشياء معنا آخر وهو عادة تعليميا أكثر من المعنى الحرفي أو التاريخي. فيمكن لحدث تاريخي أن يكون له معنى مجازي  أو رمزي دون أن يفقد شيئا من قيمته التاريخية يقول بولس الرسول في غل 22:4- 24  "فَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ أَنَّهُ كَانَ لإِبْرَاهِيمَ ابْنَانِ ... وَكُلُّ ذلِكَ رَمْزٌ" هذا تاريخ ولكنه أيضا رمز.

سمعان بطرس أعلن في رسالته الأولى أن "الْخَلاَصَ الَّذِي فَتَّشَ وَبَحَثَ عَنْهُ أَنْبِيَاءُ، الَّذِينَ تَنَبَّأُوا عَنِ النِّعْمَةِ الَّتِي لأَجْلِكُمْ، 11بَاحِثِينَ أَيُّ وَقْتٍ أَوْ مَا الْوَقْتُ الَّذِي كَانَ يَدِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الْمَسِيحِ الَّذِي فِيهِمْ، إِذْ سَبَقَ فَشَهِدَ بِالآلاَمِ الَّتِي لِلْمَسِيحِ، وَالأَمْجَادِ الَّتِي بَعْدَهَا." (1بط 10:1-11) ففي الفقرة التالية سوف نبحث عن صور المسيح المتألم والممجد في سفر التكوين.

  • المسيح، شمس البر (تك 16:1). 16فَعَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ: النُّورَ الأَكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ، وَالنُّورَ الأَصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ، وَالنُّجُومَ قال الرب يسوع: "أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ" (يو 12:8). كما تحدث النبي ملاخي عن "شمس البر" التي ستشرق "وَلَكُمْ أَيُّهَا الْمُتَّقُونَ اسْمِي تُشْرِقُ شَمْسُ الْبِرِّ وَالشِّفَاءُ فِي أَجْنِحَتِهَا" (مل2:4). إذا يمكن تمثيل المسيح هنا بالشمس، كما يمكن تمثيل الكنيسة بالقمر الذي يعكس ضوء الشمس.

  • المسيح، صُوِر بآدم. فالمسيح هو آدم الآخير أو آدم الثاني. لكن على النقيض آدم الأول هو رأس الخليقة القديمة، أما آدم الثاني: المسيح هو رأس الخليقة الجديدة. (انظر 1كو22:15، 45-47؛ رو12:5-19).

  • المسيح، عريس الكنيسة (تك 18:2-24). قصة إحضار حواء كمعينا مناسبا لآدم هو صورة لما تم على جبل الجلجثة. فكما أَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا. وَبَنَى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ،كذلك عندما مات المسيح على الصليب وخرج من جنبه ماءا ودما ليحضر لنفسه كنيسة  مجيدة (أف 25:5-27).

  • المسيح، بر الله (تك 21:3). وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا.


في الكتاب المقدس الثياب غالبا ما تكون رمزا للبر. نقرأ في إش 10:61: "فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلهِي، لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ ..." في 1كو30:1 يقول: "وَمِنْهُ أَنْتُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرًّا وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً." في عدن كان ينبغي أن نضحي بحيوان بريء ليصنع من جلده أقمصة.

  • المسيح، حمل الله (تك 4:4). قدم هابيل خروفا مذبوحا على خلاف ما قدمه أخيه قايين الذي قدم من نتاج الأرض. هذا الخروف، مِنْ أَبْكَارِ غَنَمِهِ، صورة لتلك الشاة الصامتة التي سيقت إلى الذبح أي المسيح (إش 7:53) و(يو29:1)

  • المسيح، ملجأنا في يوم الدينونة. أنظر إلى تكوين 1:7 و 1:8 ثم إقرأ التفسير التطبيقي لعبرانيين 7:11. فالفلك هو صورة للمسيح ونوح وعائلته صورة للكنيسة التي تلجأ للمسيح وتحتمي فيه في يوم الدينونة.

  • المسيح، رئيس كهنة عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ (تك 18:14-20). عبارة عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ تشير إلى الكهنوت اللانهائي لمخلصنا الرب يسوع المسيح (إقرأ مز 4:110 وعب 7).

  • المسيح، صُور باسحق. هو الإبن المطيع والذبيحة المقبولة (تك 22). كم جميل أن تتصور هذه الحقيقة في شخصية إسحق! فقد تم تصوير المسيح باسحق في العناصر التالية:


1- كان اسحق مطيعا لأبيه وبالمثل قال يسوع: "أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي" (يو 30:5).

2- كان اسحق النسل حسب الموعد. قارن (تك 4:15) مع (لو35:1)

3- أطاع حتى الموت. قارن (تك 9:22) مع (في 8:2)

4- قام من الأموات (مجازيا). قارن (تك 12:22-13) مع (عب 17:11-19؛ 1كو 3:15-4)

5- اتخذ لنفسه زوجة من الأمم (تك 24)

  • المسيح، صُوًر بيوسف. في الواقع يمكننا أن نسرد أكثر من 100 تشابه بين المسيح ويوسف. ولكن هنا نظهر عدد قليل لدراستنا الشخصية:


1- المحبوب من والده. قارن (تك 3:37) مع (مت 17:3؛ 5:17)

2- مكروه ومرفوض من إخوته. قارن (تك 4:37) مع (يو25:15)

3- إخوته تأمروا لقتله، ومجازيا فعلوا ذلك. قارن (تك 20:37-27) مع (أع 23:2)

4- رُفِع من الجب. قارن (تك28:37) مع (أع 24:2)

5- ذهب إلى غير اليهود حيث قبلوه ورحبوا به. قارن (تك 1:39-6) مع (أع 46:13-48)

6- اتخذ لنفسه زوجة من الأمم. قارن (تك 45:41) مع (أف 23:5-32)

7- تصالح مع إخوته وباركهم. قارن (تك 1:45-8) مع (رو 25:11-26)

يوجد صور عديدة أخرى للمسيح في سفر التكوين. أقترح أن تبحث عن أمثلة أخرى في حواء وأخنوخ ورفقة وفي ظهورات المسيح قبل التجسد حيث َظَهَرَ الرَّبُّ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا (تك 1:18).

إن سفر التكوين يبدأ بالخليقة وينتهي بتابوت في مصر (تك 26:50). وفي بداية الجنس البشري نرى الفشل المحزن للإنسان ونعمة الله العظيمة. كما نجد الوعد الأول العظيم في تك 15:3 هذه الوعد الذي قفذ عبر القرون حتى تحقق في موت وقيامة المسيح الذي هو نسل المرأة.

المسيح، شمس البر

تك 16:1:فَعَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ: النُّورَ الأَكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ، وَالنُّورَ الأَصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ، وَالنُّجُومَ

يو 12:8: أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ

مل 4:2: «وَلَكُمْ أَيُّهَا الْمُتَّقُونَ اسْمِي تُشْرِقُ شَمْسُ الْبِرِّ وَالشِّفَاءُ فِي أَجْنِحَتِهَا

المسيح، صُوِر بآدم

  • 1كو 22:15 لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ

  • 1كو 45:15-47: 45هكَذَا مَكْتُوبٌ أَيْضًا:«صَارَ آدَمُ، الإِنْسَانُ الأَوَّلُ، نَفْسًا حَيَّةً، وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا». 46لكِنْ لَيْسَ الرُّوحَانِيُّ أَوَّلاً بَلِ الْحَيَوَانِيُّ، وَبَعْدَ ذلِكَ الرُّوحَانِيُّ. 47الإِنْسَانُ الأَوَّلُ مِنَ الأَرْضِ تُرَابِيٌّ. الإِنْسَانُ الثَّانِي الرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ


رو 12:5-19) مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.13فَإِنَّهُ حَتَّى النَّامُوسِ كَانَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْعَالَمِ. عَلَى أَنَّ الْخَطِيَّةَ لاَ تُحْسَبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ. 14لكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى، وَذلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ، الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي. 15وَلكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هكَذَا أَيْضًا الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا نِعْمَةُ اللهِ، وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ! 16وَلَيْسَ كَمَا بِوَاحِدٍ قَدْ أَخْطَأَ هكَذَا الْعَطِيَّةُ. لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ، وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ. 17لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ، سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ! 18فَإِذًا كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ، هكَذَا بِبِرّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. 19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً، هكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا.

المسيح، عريس الكنيسة

  • تك 18:2-24 21فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا. 22وَبَنَى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ. 23فَقَالَ آدَمُ: «هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ».24لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا

  • أف 25:5-32 . 25أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا، 26لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ، 27لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ. 28كَذلِكَ يَجِبُ عَلَى الرِّجَالِ أَنْ يُحِبُّوا نِسَاءَهُمْ كَأَجْسَادِهِمْ. مَنْ يُحِبُّ امْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ. 29فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ، بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ، كَمَا الرَّبُّ أَيْضًا لِلْكَنِيسَةِ. 30لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ. 31«مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا». 32هذَا السِّرُّ عَظِيمٌ، وَلكِنَّنِي أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ.


المسيح، بر الله

  • تك 21:3 21وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا.

  • إش 10:61: 10فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلهِي، لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ،

  • 1كو30:1: "وَمِنْهُ أَنْتُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرًّا وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً."


المسيح، حمل الله

  • تك 4:4 :وَقَدَّمَ هَابِيلُ أَيْضًا مِنْ أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا.

  • إش 7:53: 7ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ

  • يو29:1: 29وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ:«هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!


المسيح، ملجأنا في يوم الدينونة

  • تك 1:7: 1وَقَالَ الرَّبُّ لِنُوحٍ: «ادْخُلْ أَنْتَ وَجَمِيعُ بَيْتِكَ إِلَى الْفُلْكِ، لأَنِّي إِيَّاكَ رَأَيْتُ بَارًّا لَدَيَّ فِي هذَا الْجِيلِ

  • عب 7:11: 7بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ خَافَ، فَبَنَى فُلْكًا لِخَلاَصِ بَيْتِهِ، فَبِهِ دَانَ الْعَالَمَ، وَصَارَ وَارِثًا لِلْبِرِّ الَّذِي حَسَبَ الإِيمَانِ


المسيح، رئيس كهنة عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ

  • تك 18:14-20: 18وَمَلْكِي صَادِقُ، مَلِكُ شَالِيمَ، أَخْرَجَ خُبْزًا وَخَمْرًا. وَكَانَ كَاهِنًا ِللهِ الْعَلِيِّ. 19وَبَارَكَهُ وَقَالَ: «مُبَارَكٌ أَبْرَامُ مِنَ اللهِ الْعَلِيِّ مَالِكِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ،

  • مز 4:110: 4أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ».

  • عب 21:7: 21لأَنَّ أُولئِكَ بِدُونِ قَسَمٍ قَدْ صَارُوا كَهَنَةً، وَأَمَّا هذَا فَبِقَسَمٍ مِنَ الْقَائِلِ لَهُ:«أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ، أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ».


المسيح، صُور بإسحاق

  • 1- في الطاعة: تك 22 مع يو 30:5


أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.(يو 30:5)

  • 2- النسل حسب الموعد: (تك 4:15) مع (لو35:1) و(غل 16:3)


4فَإِذَا كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَيْهِ قَائِلاً: «لاَ يَرِثُكَ هذَا، بَلِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَحْشَائِكَ هُوَ يَرِثُكَ» (تك 4:15)

35فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ (لو 35:1)

16وَأَمَّا الْمَوَاعِيدُ فَقِيلَتْ فِي إِبْرَاهِيمَ وَفِي نَسْلِهِ. لاَ يَقُولُ:«وَفِي الأَنْسَالِ» كَأَنَّهُ عَنْ كَثِيرِينَ، بَلْ كَأَنَّهُ عَنْ وَاحِدٍ:«وَفِي نَسْلِكَ» الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ (غل 16:3)

  • 3- أطاع حتى الموت. قارن (تك 9:22) مع (في 8:2)


9فَلَمَّا أَتَيَا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ، بَنَى هُنَاكَ إِبْرَاهِيمُ الْمَذْبَحَ وَرَتَّبَ الْحَطَبَ وَرَبَطَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ.(تك 9:22)

8وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. (في 8:2)

  • 4- - قام من الأموات (مجازيا). قارن (تك 12:22-13) مع (عب 17:11-19؛ 1كو 3:15-4)


12فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا، لأَنِّي الآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ، فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي». 13فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكًا فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ، فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضًا عَنِ ابْنِهِ.(تك 12:22-13)

17بِالإِيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُجَرَّبٌ. قَدَّمَ الَّذِي قَبِلَ الْمَوَاعِيدَ، وَحِيدَهُ 18الَّذِي قِيلَ لَهُ:«إِنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ». 19إِذْ حَسِبَ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى الإِقَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ أَيْضًا، الَّذِينَ مِنْهُمْ أَخَذَهُ أَيْضًا فِي مِثَال.(عب 17:11-19)

3فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ، 4وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ،(1كو 3:15-4)

  • 5- - اتخذ لنفسه زوجة من الأمم (تك 24)


المسيح، صُوًر بيوسف

  • أ- المحبوب من والده. قارن (تك 3:37) مع (مت 17:3؛ 5:17)


3وَأَمَّا إِسْرَائِيلُ فَأَحَبَّ يُوسُفَ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ بَنِيهِ لأَنَّهُ ابْنُ شَيْخُوخَتِهِ، فَصَنَعَ لَهُ قَمِيصًا مُلَوَّنًا(تك 3:37)

17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً:« هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».(مت 17:3)

5وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً:«هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا».(مت 5:17)

  • • ب- مكروه ومرفوض من إخوته. قارن (تك 4:37) مع (يو25:15)


4فَلَمَّا رَأَى إِخْوَتُهُ أَنَّ أَبَاهُمْ أَحَبَّهُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ أَبْغَضُوهُ، وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُكَلِّمُوهُ بِسَلاَمٍ (تك 4:37)

25لكِنْ لِكَيْ تَتِمَّ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ فِي نَامُوسِهِمْ: إِنَّهُمْ أَبْغَضُونِي بِلاَ سَبَبٍ. (يو 25:15)

  • • ج- إخوته تأمروا لقتله، ومجازيا فعلوا ذلك. قارن (تك 18:37-27) مع (أع 23:2)


فَلَمَّا أَبْصَرُوهُ مِنْ بَعِيدٍ، قَبْلَمَا اقْتَرَبَ إِلَيْهِمِ، احْتَالُوا لَهُ لِيُمِيتُوهُ. 19فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «هُوَذَا هذَا صَاحِبُ الأَحْلاَمِ قَادِمٌ. 20فَالآنَ هَلُمَّ نَقْتُلْهُ وَنَطْرَحْهُ فِي إِحْدَى الآبَارِ وَنَقُولُ: وَحْشٌ رَدِيءٌ أَكَلَهُ. فَنَرَى مَاذَا تَكُونُ أَحْلاَمُهُ». 21فَسَمِعَ رَأُوبَيْنُ وَأَنْقَذَهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ، وَقَالَ: «لاَ نَقْتُلُهُ». 22وَقَالَ لَهُمْ رَأُوبَيْنُ: «لاَ تَسْفِكُوا دَمًا. اِطْرَحُوهُ فِي هذِهِ الْبِئْرِ الَّتِي فِي الْبَرِّيَّةِ وَلاَ تَمُدُّوا إِلَيْهِ يَدًا». لِكَيْ يُنْقِذَهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ لِيَرُدَّهُ إِلَى أَبِيهِ. 23فَكَانَ لَمَّا جَاءَ يُوسُفُ إِلَى إِخْوَتِهِ أَنَّهُمْ خَلَعُوا عَنْ يُوسُفَ قَمِيصَهُ، الْقَمِيصَ الْمُلَوَّنَ الَّذِي عَلَيْهِ، 24وَأَخَذُوهُ وَطَرَحُوهُ فِي الْبِئْرِ. وَأَمَّا الْبِئْرُ فَكَانَتْ فَارِغَةً لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ.

ثُمَّ جَلَسُوا لِيَأْكُلُوا طَعَامًا. فَرَفَعُوا عُيُونَهُمْ وَنَظَرُوا وَإِذَا قَافِلَةُ إِسْمَاعِيلِيِّينَ مُقْبِلَةٌ مِنْ جِلْعَادَ، وَجِمَالُهُمْ حَامِلَةٌ كَثِيرَاءَ وَبَلَسَانًا وَلاَذَنًا، ذَاهِبِينَ لِيَنْزِلُوا بِهَا إِلَى مِصْرَ. 26فَقَالَ يَهُوذَا لإِخْوَتِهِ: «مَا الْفَائِدَةُ أَنْ نَقْتُلَ أَخَانَا وَنُخْفِيَ دَمَهُ؟ 27تَعَالَوْا فَنَبِيعَهُ لِلإِسْمَاعِيلِيِّينَ، وَلاَ تَكُنْ أَيْدِينَا عَلَيْهِ لأَنَّهُ أَخُونَا وَلَحْمُنَا». فَسَمِعَ لَهُ إِخْوَتُهُ. (تك 18:37-27)

23هذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّمًا بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ (أع 23:2)

  • • د- رُفِع من الجب. قارن (تك28:37) مع (أع 24:2)


28وَاجْتَازَ رِجَالٌ مِدْيَانِيُّونَ تُجَّارٌ، فَسَحَبُوا يُوسُفَ وَأَصْعَدُوهُ مِنَ الْبِئْرِ(تك 28:37)

24اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضًا أَوْجَاعَ الْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ.(أع 24:2)

  • • ه- ذهب إلى غير اليهود حيث قبلوه ورحبوا به. قارن (تك 1:39-6) مع (أع 46:13-48)


وَأَمَّا يُوسُفُ فَأُنْزِلَ إِلَى مِصْرَ، وَاشْتَرَاهُ فُوطِيفَارُ خَصِيُّ فِرْعَوْنَ رَئِيسُ الشُّرَطِ، رَجُلٌ مِصْرِيٌّ، مِنْ يَدِ الإِسْمَاعِيلِيِّينَ الَّذِينَ أَنْزَلُوهُ إِلَى هُنَاكَ. 2وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يُوسُفَ فَكَانَ رَجُلاً نَاجِحًا، وَكَانَ فِي بَيْتِ سَيِّدِهِ الْمِصْرِيِّ.

وَرَأَى سَيِّدُهُ أَنَّ الرَّبَّ مَعَهُ، وَأَنَّ كُلَّ مَا يَصْنَعُ كَانَ الرَّبُّ يُنْجِحُهُ بِيَدِهِ. 4فَوَجَدَ يُوسُفُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ، وَخَدَمَهُ، فَوَكَّلَهُ عَلَى بَيْتِهِ وَدَفَعَ إِلَى يَدِهِ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ. 5وَكَانَ مِنْ حِينِ وَكَّلَهُ عَلَى بَيْتِهِ، وَعَلَى كُلِّ مَا كَانَ لَهُ، أَنَّ الرَّبَّ بَارَكَ بَيْتَ الْمِصْرِيِّ بِسَبَبِ يُوسُفَ. وَكَانَتْ بَرَكَةُ الرَّبِّ عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لَهُ فِي الْبَيْتِ وَفِي الْحَقْلِ، 6فَتَرَكَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ فِي يَدِ يُوسُفَ. وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ يَعْرِفُ شَيْئًا إِلاَّ الْخُبْزَ الَّذِي يَأْكُلُ. وَكَانَ يُوسُفُ حَسَنَ الصُّورَةِ وَحَسَنَ الْمَنْظَرِ(تك 1:39-6)

46فَجَاهَرَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا وَقَالاَ:«كَانَ يَجِبُ أَنْ تُكَلَّمُوا أَنْتُمْ أَوَّلاً بِكَلِمَةِ اللهِ، وَلكِنْ إِذْ دَفَعْتُمُوهَا عَنْكُمْ، وَحَكَمْتُمْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُسْتَحِقِّينَ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، هُوَذَا نَتَوَجَّهُ إِلَى الأُمَمِ.(أع 46:13-48)

  • • و- اتخذ لنفسه زوجة من الأمم. قارن (تك 45:41) مع (أف 6:3 و23:5-32)


45وَدَعَا فِرْعَوْنُ اسْمَ يُوسُفَ «صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ»، وَأَعْطَاهُ أَسْنَاتَ بِنْتَ فُوطِي فَارَعَ كَاهِنِ أُونَ زَوْجَةً.(تك 45:41)

6أَنَّ الأُمَمَ شُرَكَاءُ فِي الْمِيرَاثِ وَالْجَسَدِ وَنَوَالِ مَوْعِدِهِ فِي الْمَسِيحِ بِالإِنْجِيلِ.(أف6:3)

23لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ. 24وَلكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ. 25أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا، 26لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ،27لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ. 28كَذلِكَ يَجِبُ عَلَى الرِّجَالِ أَنْ يُحِبُّوا نِسَاءَهُمْ كَأَجْسَادِهِمْ. مَنْ يُحِبُّ امْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ. 29فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ، بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ، كَمَا الرَّبُّ أَيْضًا لِلْكَنِيسَةِ. 30لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ. 31«مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا». 32هذَا السِّرُّ عَظِيمٌ، وَلكِنَّنِي أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ(أف 23:5-32)

  • • ز- تصالح مع إخوته وباركهم. قارن (تك 1:45-8) مع (رو 25:11-26)


فَلَمْ يَسْتَطِعْ يُوسُفُ أَنْ يَضْبِطَ نَفْسَهُ لَدَى جَمِيعِ الْوَاقِفِينَ عِنْدَهُ فَصَرَخَ: «أَخْرِجُوا كُلَّ إِنْسَانٍ عَنِّي». فَلَمْ يَقِفْ أَحَدٌ عِنْدَهُ حِينَ عَرَّفَ يُوسُفُ إِخْوَتَهُ بِنَفْسِهِ. 2فَأَطْلَقَ صَوْتَهُ بِالْبُكَاءِ، فَسَمِعَ الْمِصْرِيُّونَ وَسَمِعَ بَيْتُ فِرْعَوْنَ. 3وَقَالَ يُوسُفُ لإِخْوَتِهِ: «أَنَا يُوسُفُ. أَحَيٌّ أَبِي بَعْدُ؟» فَلَمْ يَسْتَطِعْ إِخْوَتُهُ أَنْ يُجِيبُوهُ، لأَنَّهُمُ ارْتَاعُوا مِنْهُ.

فَقَالَ يُوسُفُ لإِخْوَتِهِ: «تَقَدَّمُوا إِلَيَّ». فَتَقَدَّمُوا. فَقَالَ: «أَنَا يُوسُفُ أَخُوكُمُ الَّذِي بِعْتُمُوهُ إِلَى مِصْرَ. 5وَالآنَ لاَ تَتَأَسَّفُوا وَلاَ تَغْتَاظُوا لأَنَّكُمْ بِعْتُمُونِي إِلَى هُنَا، لأَنَّهُ لاسْتِبْقَاءِ حَيَاةٍ أَرْسَلَنِيَ اللهُ قُدَّامَكُمْ. 6لأَنَّ لِلْجُوعِ فِي الأَرْضِ الآنَ سَنَتَيْنِ. وَخَمْسُ سِنِينَ أَيْضًا لاَ تَكُونُ فِيهَا فَلاَحَةٌ وَلاَ حَصَادٌ. 7فَقَدْ أَرْسَلَنِي اللهُ قُدَّامَكُمْ لِيَجْعَلَ لَكُمْ بَقِيَّةً فِي الأَرْضِ وَلِيَسْتَبْقِيَ لَكُمْ نَجَاةً عَظِيمَةً. 8فَالآنَ لَيْسَ أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمُونِي إِلَى هُنَا بَلِ اللهُ. وَهُوَ قَدْ جَعَلَنِي أَبًا لِفِرْعَوْنَ وَسَيِّدًا لِكُلِّ بَيْتِهِ وَمُتَسَلِّطًا عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ(تك1:45-8)

25فَإِنِّي لَسْتُ أُرِيدُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْهَلُوا هذَا السِّرَّ، لِئَلاَّ تَكُونُوا عِنْدَ أَنْفُسِكُمْ حُكَمَاءَ: أَنَّ الْقَسَاوَةَ قَدْ حَصَلَتْ جُزْئِيًّا لإِسْرَائِيلَ إِلَى أَنْ يَدْخُلَ مِلْؤُ الأُمَمِ،26وَهكَذَا سَيَخْلُصُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:«سَيَخْرُجُ مِنْ صِهْيَوْنَ الْمُنْقِذُ وَيَرُدُّ الْفُجُورَ عَنْ يَعْقُوبَ.(رو 25:11-26)

 

 


سفر اَلْخُرُوجُ


الموضوع الرئيسي لسفر الخروج هو الفداء. وترجمة العنوان العبري لهذا السفر هو "هذه هي الأسماء". وهذا العنوان يعتبر في وئام تام مع موضوع الكتاب لأن الخلاص مسألة فردية. أما الإسم "الخروج" فقد جاءت من النسخة السبعينية وهو يعني حرفيا "الهجرة".

ظل شعب إسرائيل في مصر لمدة 400 سنة في عبودية ورق. وأخيرا تذكرهم الله وأقام لهم موسى ليخلصهم من هذه العبودية ويخرجهم من أرض مصر. هذا السفر يسجل قصة فداء شعب إسرائيل. وهو يعتبر نموذحا لعملية الفداء في الكتاب المقدس. أهم خصائص الفداء هي:

1-    الفداء هو كلية من الله: كان شعب اسرائيل عاجز تماما عن خلاص نفسه. فرعون يصور الشيطان وقيوده التي يفرضها على شعب الله، كذلك مصر تصور العالم.

2-    الفداء يتم عن طريق شخص: موسى مخلص شعب اسرائيل، وهو صورة للمسيح مخلصنا.

3-    الفداء يكون بالدم: يقول الرسول بطرس: "18عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، 19بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ"(1بط 18:1-19).

4-    الفداء بالقوة: أظهر الله قوته عندما ميز بين شعب اسرائيل وشعب مصر (خر 11:7). وبذراعه القوية أخرج شعب اسرائيل من مصر وعبر البحر (خر 7:11).

يمكن تقسيم سفر الخروج بثلاثة طرق مختلفة

أ‌-        تاريخيا

1-      العبودية (خر1-14)

2-      التحرير (15-18)

3-      إعادة بناء (19-40)

ب‌-    جغرافيا

1-      مصر (خر 1-13)

2-      البحر الأحمر (14)

3-      سيناء (خر15-40)

ج- زمنيا

1-      موسى و40 عاما في قصر فرعون (خر1-14:2)

2-      موسى و40 عاما من الإعداد في الصحراء (14:2- 31:4)

3-      موسى و40 عاما من الخدمة مع دولة اسرائيل (5-40)

المسيح في سفر الخروج

بما أن الموضوع الرئيسي في سفر الخروج هو الفداء، إذا يجب أن يكون مليء بصور للمسيح وعمله. سوف نلقي نظرة على خمس صور نبوية محددة بالتفصيل. كذلك سوف ننظر إلى حياة كل من موسى وهارون باعتبارهما صورة للرب يسوع المسيح

عُلَّيْقَةُ تَتَوَقَّدُ بِالنَّارِ

في الأصحاح الثالث نجد قصة العليقة المشتعلة ودعوة موسى. كانت هذه الشجرة مثل أي شجرة أخرى. ولاشك أن موسى قد رأى الكثير منها قبل ذلك. لكن هذه الشجرة كانت تختلف عن باقي الشجيرات لأنها كانت مشتعلة ولم تكن تحترق. وصوت يخرج منها قائلا: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ»(عدد14). هذه الكلمات لا يمكن أن يقولها إلا شخص سرمدي (أزلي-أبدي)؛ شخص كائن غير قابل للتغيير. يقول أنه دائما سيكون كما كان قبل ذلك.

بعد عدة قرون من هذا الحدث جاء إنسان إلى العالم، إنسان مثل أي إنسان آخر، ولد في بيت لحم، تربى في متجر نجار، مجربا في كل شيء مثلنا دون أن يرتكب أي إثم. نسمعه يقول: "أنا هو الباب، أنا هو خبز الحياة، أنا هو نور العالم، أنا هو الراعي الصالح، أنا هو الطريق والحق والحياة، أنا هو الكرمة الحقيقية، قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن. كل هذه الأقوال نجدها في إنجيل يوحنا. كذلك كتب يوحنا :" وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا"(يو 14:1). هذا الإنسان الذي ولد في بيت لحم هو الله الظاهر في الجسد. على الرغم أنه كان إنسان مثل إي إنسان آخر إلا أنه كان مشتعل بألوهيته. الوحيد الذي يمكن أن يجرؤ ويقول للآب: " مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ" (يو 5:17).

خَروف الفِصْح

كانت اسرائيل مستعبدة لملك قوي في مصر. كيف أنقذهم الله بطريقة ينفذ بها عدله ويحافظ على قداسته ويظهر محبته ورحمته؟ خروج 12 يحكي لنا القصة؛ فقد أنقذهم الله عن طريق دم حمل الفصح. و1كو7:5 يقول بشكل قاطع: "لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا". كم هو جميل أن حمل الفصح هذا يُصور لنا موت حمل الله، الرب يسوع المسيح! وفيما يلي وجه الشبه:

1-  كان الحمل ذكرا، بلا عيب (خر 5:12). كذلك نحن أيضا افْتُدِينا بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ (1بط 19:1)

2-  تَحْتَ الْحِفْظِ أربعة أيام للفحص (خر 3:12-6). كذلك الرب يسوع المسيح وُضِع في الفحص من قِبل الأصدقاء والأعداء، وهو وحده يمكن أ، يقول: "مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟" (يو46:8)

3-  يجب أن الحمل يُذبح (خر6:12). كذلك قال المسيح عن نفسه: "24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ" (يو 24:12). لم تكن حياته كمثل أعلى أو كلامه كمعلم أو معجزاته هي التي تخلص، لكن سفك دمه كذبيحة كاملة هو ضمان خلاصنا.

4-  الإيمان بوضع علامة الدم على الباب (خر7:12). كذلك يو 36:3 يقول: "الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ"

5-  يرى الدم ويعبر (خر23:12). كذلك قال كاتب الرسالة إلى العبرانيين: "فَبِهذِهِ الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً. لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ.(عب 10:10-14)

6-  وَعَظْمًا لاَ تَكْسِرُوا مِنْهُ (خر46:12). كذلك يوحنا يقول لنا "وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ، لأَنَّهُمْ رَأَوْهُ قَدْ مَاتَ.(يو 33:19)

7-  الشعب محمي بدم الحمل، وهم يأكلون لحمه مشويا (خر8:12). هذه صورة للمسيح الذي بدمه يحمي المؤمنين، كذلك قارن مع مت 26:26 حيث "أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ:«خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي». كما تحمي الطائر الأم عشها؛ هي لا تأخذه وتطير به لكنها تحلق فوق العش لتحميه؛ كذلك يهوة وقف بنفسه في تلك الليلة في مصر يحرس (الترجمة الحرفية لهذا الفعل من العبرية هو حلق فوق)  بيوت إسرائيل التي وضعت دم الحمل على العتبة العليا والقائمتين وأبقى البكر في مأمن من الموت. ]ملحوظة الفعل العبري المترجم "يَعْبُرُعَنِ" في خر13:12،23،27 هو نفس الفعل العبري المترجم "يُحَامِي" في إش 5:31[

الْمَنَّ

عندما خلص الله شعب إسرائيل من مصر، وهم سائرين نحو كنعان أعطى لهم الرب الْمَنَّ غذاء لهم نازلا من السماء. يو 32:6؛35 يقول" "فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ مُوسَى أَعْطَاكُمُ الْخُبْزَ مِنَ السَّمَاءِ، بَلْ أَبِي يُعْطِيكُمُ الْخُبْزَ الْحَقِيقِيَّ مِنَ السَّمَاءِ، فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ" لاحظ التشابه الكبير بين الْمَنَّ والرب يسوع المسيح! جاء الْمَنَّ من السماء، هبة من الله، لم يفهم الشعب من هو، جاء عندما كان إسرائيل على وشك أن يموت، جاء حيث كان شعب إسرائيل مجتمع، كان يُجمع بشكل فردي، كان يُجمع عن طريق الانحناء،  كان محتقر من العديد، كان يسدد الإحتياج اليومي، وُضع في تابوت العهد.

الصَّخْرَةَ يَخْرُجُ مِنْهَا مَاءٌ

سفر الخروج إصحاح 17 يسجل تجربة شعب إسرائيل في رفيديم حيث لم يكن هناك ماء للشرب فأمر الله موسى أن يضرب الصخرة، فتتدفق منها المياه. الصخرة هنا هي صورة للمسيح كما يخبرنا الرسول بولس في 1كو 4:10: "وَجَمِيعَهُمْ شَرِبُوا شَرَابًا وَاحِدًا رُوحِيًّا، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ صَخْرَةٍ رُوحِيَّةٍ تَابِعَتِهِمْ، وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ." وهنا أيضا نرى وجه الشبه: كان الشعب يشكو ويتذمر على هذه النعمة (إقرأ أف 1:2-8)، كانت هذه النعمة مجانية وكثيرة (إقرأ رو20:5)، قريبة (رو 8:10)، متاحة لكل من يريدها (إش 1:55)، الماء المتدفق من الصخرة هو صورة للروح القدس الموهوب للمؤمنين (يو 37:7-40). لم يكن ممكنا للشعب أن يشرب من الماء المتدفق من الصخرة إلا بعد أن تُضرب الصخرة، كذلك لا يمكن أن يُعطى الروح القدس إلا بعد أن يموت المسيح.

الْخَيْمَةَ والْكَهَنوت

بينما احتلت قصة خلق العالم بأسره فصلين فقط في سفر التكوين احتلت قصة صناعة المسكن أو خيمة الاجتماع أربعة عشر فصلا في سفر الخروج. هذا يدل على أهمية الخيمة في عملية الفداء، وأن المسيح هو مركز وموضوع الوحي.

لدراستنا أذكر العناصر التالية عن خيمة الاجتماع التي تصور لنا طريقة الاقتراب إلى الله:

أ- كانت الخيمة بأكملها مثال لما هي في السموات (قارن خر8:25-9 مع عب 5:8 و23:9-24)

ب- تابوت العهد (قارن خر 1:25-22 ويو11:20-12)

تابوت العهد يرمز لحضور الله في وسط الشعب قارن عدد 33:10-36؛ 1صم19:4؛ يش1:3-17؛ رؤ 19:11). ومحتويات التابوت كلها صور للمسيح:

©     لوحي الشريعة: المسيح هو روح الناموس والمتمم له

©     الْمَنَّ: المسيح هو المن (يو48:6-51)، هو الخبز النازل من السماء، هو الذي يسدد الإحتياجات اليومية أثناء رحلة الحياة

©      عصا هارون: المسيح هو القيامة

ج- مائدة خبز الوجوه: المسيح يقوتنا ويوفر لنا الخبز اليومي

د- الشمعدان: المسيح نور العالم (رؤ 9:1-18)

ه- مذبح البخور: المسيح شفيعنا

و- المرحضة: المسيح يطهرنا وكلامه ينقينا

ز- المذبح النحاسي: صليب المسيح

ح- دهن المسحة: مسحة الروح القدس

ط- ملابس الكهنة: الذهب صورة للبر، الأزرق صورة للسماء، الأرجواني: تدل على المملكة، القرمزي الذبيخة

يقول كاتب العبرانيين: "23وَأُولئِكَ قَدْ صَارُوا كَهَنَةً كَثِيرِينَ من أَجلِ مَنْعِهِمْ بِالْمَوْتِ عَنِ الْبَقَاءِ، 24وَأَمَّا هذَا فَمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ، لَهُ كَهَنُوتٌ لاَ يَزُولُ. 25فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضًا إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ.(عب 23:7-25). كان هارون محدودا في كهنوته لأنه كان إنسانا خاطئا وعرضة للموت. لذلك هارون يعطينا صورة للمسيح مع بعض التناقض: فالمسيح قادر أن يفهم إحتياجاتنا إلى أقصى حد لأنه إنسان كامل؛ هو قادر أن يسدد هذه الإحتياجات لأنه هو الله؛ على الصليب هو قادر أن يحمل خطايا العالم كله والتكفير عنها؛ ومن على عرش المجد هو قادر أن يشفع فينا.

المسيح كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ لذلك هو شفيعنا إلى الأبد. ولكن كهنوته هو على نفس نظام هارون في الآتي: أولا: تم تعيين هارون من قِبل الله (خر 1:28) كَذلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضًا لَمْ يُمَجِّدْ نَفْسَهُ لِيَصِيرَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ، بَلِ الَّذِي قَالَ لَهُ:«أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ» (عب 5:5). ثانيا: فقط هارون يمكنه أن يدخل إلى المكان المقدس للتكفير(لا 1:16-3). 11وَأَمَّا الْمَسِيحُ، وَهُوَ قَدْ جَاءَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ لِلْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ، فَبِالْمَسْكَنِ الأَعْظَمِ وَالأَكْمَلِ، غَيْرِ الْمَصْنُوعِ بِيَدٍ، أَيِ الَّذِي لَيْسَ مِنْ هذِهِ الْخَلِيقَةِ، 12وَلَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُول، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيًّا. (عب 11:9-12)

السؤال الكبير

كيف يمكن لإله قدوس أن يقبل خطاة دون أن انتهاك لبره وعدله؟ الجواب هو ما جاء في سفر الخروج:" فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ" (خر 13:12). الدم سُفك، والخطية قد دينت، وإسرائيل خلُص.

 

 

 


سِفْرُ اَللاَّوِيِّينَ


هذا السفر يستمد اسمه من "لاوي" السبط الذي اختاره الله للقيام بخدمة خيمة الاجتماع. سفر اللاويين هو سفر العبادة والعمل والسلوك، فبطبيعة الحال يجب أن يلي الخروج أو سفر الفداء.

الكلمة الرئيسية لسفر اللاويين هي "القداسة" فقد جاءت 87 مرة في هذا السفر

والآية المفتاحية هي: " تَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لأَنِّي قُدُّوسٌ الرَّبُّ إِلهُكُمْ." (لا 2:19)

في الكتاب المقدس العبري يُسمى هذا السفر ויקרא وهي تعني وَدَعَا (لا 1:1). فقد دعا الله موسى ليتحدث معه. وسفر اللاويين تقريبا كله يتكون من الكلمات التي يتحدث بها يهوة في خيمة الاجتماع. الذبيحة هي أساس الإقتراب إلى الله؛ والكهنوت هو الطريق لذلك. كل تقدمة، كل قطرة دم تتحدث عن الْمَسِيحِ يَسُوعَ  الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرًّا وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً. (1كو 30:1).

يمكن تقسيم السفر كالآتي:

الذبائح: لا1:1- 7:6

شريعة التقدمات: لا 8:6- 38:7

مثال للتحذير: لا 10

إله قدوس يطلب شعب طاهر: لا 11-15

التكفير: لا 16-17

علاقات شعب الله: لا 18 – 22

الأعياد: لا 23

تعليمات وتحذيرات: لا 24 -27

يعتبر سفر اللاويين من أكثر الأسفار التي تعكس شخص المسيح. على كل تقدمة، عيد، احتفال، ملابس، إناء، مادة (باستثناء الخميرة) يمكن أن نكتب كلمة "المسيح". لكن دعونا نركز على الذبائح والأعياد لنرى فيها صورة الرب يسوع المسيح.

الذبائح والتقدمات

يمكن تحديد نوعين من الذبائح في سفر اللاويين

1- ذبيحة المحرقة: وهذه لا يأكل منها الإنسان، كلها للنار. وهي رَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ تثبت أن المسيح كان مقبولا لدى الله. ولذلك يستخدم الفعل يوقد مع هذه الذبيحة لا 1: 9، 13، 17 " ولم يقل يحرق كما في ذبيحة الخطية لا 4: 12 ؛ ففي الأصل العبري كلمة يوقد هي المستخدمة لإيقاد البخور فهذه الذبيحة لها رائحة زكية أمام الله أما الكلمة المستخدمة مع ذبيحة الخطية فهي تعني حرق بالمعنى العادي.

2- ذبيحة الخطية والإثم: وهذه يأكل منها الكاهن فقط؛ وهي تظهر أن الخاطئ غير مقبول لدى الله. ولكن عدل الله قد وقع على المسيح لكي يصبح بديلا عن الخاطئ

ذبيحة المحرقة (الأصحاح الأول)

  • هذه الذبيحة هي رَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ إذ َيُوقِدُ الْكَاهِنُ الْجَمِيعَ عَلَى الْمَذْبَحِ مُحْرَقَةً، وَقُودَ رَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ (9). كذلك أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً للهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً. (أف 2:5)

  • ذبيحة المحرقة يجب أن تكون ذكراً صحيحاً بلا عيب من البقر أو من الغنم (2-3). هذا يصور لنا الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ (عب 14:9).

  • هذه التقدمة تُقَدم طوعا: فعبارة "إذا قرب" تعني أنها اختيارية، كالنذور وفي الشكر وفي الفرح، وأن مقدم الذبيحة راضيًا عن هذا ولم يجبره أحد على ذلك. وهذا فيه إشارة للمسيح الذي قدم نفسه للموت بإرادته. قال الرب: "لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضًا.(يو 18:10).

  • ويسلخ المحرقة ويقطعها إلى قطعها (أي عند مفاصلها): السلخ يشير إلى الاستسلام والطاعة الكاملة. وهكذا كان المسيح مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ، وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ (أع 32:8). وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ (في 8:2).

  • مقدم الذبيحة يضع يده فوق رأس المحرقة (4)، أي أنه يتحد نفسه بالذبيحة لتكون عوضاً عنه؛ كذلك أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا (أف 2:5).


تَقْدِمَة الدقيق (الأصحاح الثاني)

هذه التقدمة أيضا اختيارية وهي رائحة سرور للرب؛ وهي لا ترمز إلى الكفارة أو الفداء لأن ليس فيها دم ولكنها ترمز لحياة المسيح النقية الطاهرة. وقد أخذت أشكالًا متعددة (دقيق -  فطير - فريك) حتى تناسب الفقراء والأغنياء؛ في كل الأحوال كله خبز وكله حبة حنطة وكله دقيق أي الكل يرمز للحياة. وهي تتكون من:

  • دقيق مطحون ناعم مع عدم وجود كتل فيه: وهذا يرمز إلى ناسوت المسيح الكامل المتوازن والمتكافئ. فكاتب الرسالة إلى العبرانيين يقول: "لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ" (عب 15:4).

  • وَيَسْكُبُ عَلَيْهَا زَيْتًا: يرمز للروح القدس، وهو يُسكب على الدقيق الفاخر، كذلك المسيح حُبِل به من الروح القدس؛ إذ قال الملاك لمريم:"اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ" (لو 35:1)

  • وَيَجْعَلُ عَلَيْهَا لُبَانًا: يعطي اللبان رائحة زكية عند تعرضه للنار. هكذا كانت حياة المسيح الزكية وخاصة وقت التجربة ووقت آلامه، كذلك يمثل البخور الصلاة والشفاعة، فالمسيح هو شفيعنا. يقول كاتب العبرانيين: "فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضًا إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ"(عب 25:7). كذلك يقول الرسول بولس: "مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ اَلْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضًا، الَّذِي هُوَ أَيْضًا عَنْ يَمِينِ اللهِ، الَّذِي أَيْضًا يَشْفَعُ فِينَا" (رو 34:8).

  • تُمَلِّحُ بالملح: الملح يُصلح الطعام ويحفظه من الفساد. وتستخدم أيضا هذه الكلمة للتعبير عن الكلام والتعليم الصالح إذ يقول الرسول بولس: "لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ، مُصْلَحًا بِمِلْحٍ، لِتَعْلَمُوا كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تُجَاوِبُوا كُلَّ وَاحِدٍ" (كو 6:4). فتعاليم المسيح صالحة وتحفظ حياتنا من الخطية فقد قيل عنه: "لَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ إِنْسَانٌ هكَذَا مِثْلَ هذَا الإِنْسَانِ!" (يو 46:7). لذلك أوصى الرسول بولس: "لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ بِغِنىً" (كو 16:3).

  • خالية من الخميرة: الخميرة ترمز إلى الخطية؛ فحياة المسيح خالية من الخطية "لأَنَّهُ كَانَ يَلِيقُ بِنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ مِثْلُ هذَا، قُدُّوسٌ بِلاَ شَرّ وَلاَ دَنَسٍ، قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ" (عب 26:7).

  • خالية من العسل: العسل يرمز إلى ملذات وشهوات العالم. وقد حذرنا الرسول يوحنا من محبة العالم وملذاته إذ قال: 15لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ. 16لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ: شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ. 17وَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ" (1يو 15:2-17).


أما الفرق بين تقدمة الدقيق وذبيحة المحرقة هو أن ذبيحة المحرقة كانت تقدم كلها على مذبح تأكلها النار فهي كلها للرب أما هنا فما يقدم لله على المذبح ملء قبضة والباقي للكهنة. والمعنى أن المسيح هنا قدم حياته لله (يرمز لها ملء القبضة) ولكنه أيضًا قدم نفسه للبشر لكي يكون لهم سر حياتهم.

ذَبِيحَةَ السَلاَمَةٍ (الأصحاح الثالث)

طقس ذبيحة السلامة موجود في لا 28:7-36. هذه الذبيحة اختيارية (إِنْ قَرَّبَ) وهي ذبيحة شكر وسلام وفرح وتأتي بعد ذبيحة المحرقة وذبيحة الخطية والإثم (إصحاح 7) وذلك لأنه لا يمكن أن يكون هناك سلام وشكر وشركة مع الله ومع الآخرين إلا بعد التطهير من الخطية.

  • هذه الذبيحة توقد على المذبح لأن المصالحة والسلام يتطلب الحكم بالعدل. وهذا ما صنعه المسيح على الصليب. إذ صَالِحَ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ. (كو 20:1)

  • كذلك هذه الذبيحة يأكل منها الكاهن ومقدمها وأصدقاؤه ومعارفه؛ إذا هذه الذبيحة تقدم صورة جميلة للمصالحة والشركة. وهي بذلك تمثل فريضة الافخارستيا (كلمة افخارستيا في اليونانية تعني "الشكر"). أليس هذا ما يقوله الرسول بولس: "16كَأْسُ الْبَرَكَةِ الَّتِي نُبَارِكُهَا، أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ، أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ الْمَسِيحِ؟ 17فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ، جَسَدٌ وَاحِدٌ، لأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِي الْخُبْزِ الْوَاحِدِ. 18انْظُرُوا إِسْرَائِيلَ حَسَبَ الْجَسَدِ. أَلَيْسَ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الذَّبَائِحَ هُمْ شُرَكَاءَ الْمَذْبَحِ؟" (1كو 16:10-18).

  • النَّفْسُ الَّتِي تَأْكُلُ لَحْمًا مِنْ ذَبِيحَةِ السَّلاَمَةِ الَّتِي لِلرَّبِّ وَنَجَاسَتُهَا عَلَيْهَا فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا.(لا20:7). أليس هذا هو نفس النص الموجود في 1كو 27:11-30 الذي يقول: " مَنْ أَكَلَ هذَا الْخُبْزَ، أَوْ شَرِبَ كَأْسَ الرَّبِّ، بِدُونِ اسْتِحْقَاق، يَكُونُ مُجْرِمًا فِي جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ.28وَلكِنْ لِيَمْتَحِنِ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ، وَهكَذَا يَأْكُلُ مِنَ الْخُبْزِ وَيَشْرَبُ مِنَ الْكَأْسِ. 29لأَنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ بِدُونِ اسْتِحْقَاق يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ، غَيْرَ مُمَيِّزٍ جَسَدَ الرَّبِّ. 30مِنْ أَجْلِ هذَا فِيكُمْ كَثِيرُونَ ضُعَفَاءُ وَمَرْضَى، وَكَثِيرُونَ يَرْقُدُونَ".


ذَبِيحَةَ الخَطِيَّةٍ والإثم (الإصحاح الرابع)

هذه الذبيحة لا يقال عنها أنها رائحة سرور للرب. وعلى النقيض مع ذبيحة المحرقة فإن ذبيحة المحرقة كلها للرب بينما ذبيحة الخطية كلها للإنسان. لأن في ذبيحة المحرقة ينظر الله إلى الخاطئ في شخص المسيح أما في ذبيحة الخطية فينظر الله للمسيح في شخص الخاطئ، لذلك هي لا تعطي رائحة سرور للرب. 21لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ (2كو 21:5). لذلك صرخ المسيح على الصليب: "إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟" (مر 34:15)

هنا نجد تقسيم لمقدم الذبيحة إلى قسمين:

القسم الأول: الكاهن الممسوح، وكل الجماعة، والرئيس

القسم الثاني: أحد أفراد الشعب

في القسم الأول نجد أن خطية رئيس الكهنة أو الرئيس (الملك) تساوي تماما خطية كل الجماعة. وفي هذه الحالة كان رئيس الكهنة يدخل بدم ذبيحة الخطية إلى الأقداس نيابة عن كل الجماعة. والمسيح رئيس كهنتنا الأعظم حمل خطية كل الجماعة وبِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيًّا (عب 11:9-12). لذلك نجد أن في القسم الأول الذبيحة من الذكور لأنها تمثل المسيح (العريس)، وهي أيضا لا يقال عنها رائحة سرور للرب. أما في القسم الثاني فالذبيحة من الإناث لأنها تمثل الكنيسة (العروس) (عب 13:13) التي يجب أن تصلب أهوائها مع شهواتها وتقدم نفسها ذبيحة حي (رو 1:12-2) ، وهى رائحة سرور للرب.

من مواصفات هذه الذبيحة:

  • هي عن خطأ السهو: والسهو يعني دون أن يدري أن فعلته قاتلة له. لذلك صلى المسيح على الصليب: «يَاأَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» (لو 34:23).

  • كان الكاهن يأخذ الذبيحة إلى خرج المحلة ويحرقها بالنار حتى تصبح رمادا. لِذلِكَ يَسُوعُ أَيْضًا، لِكَيْ يُقَدِّسَ الشَّعْبَ بِدَمِ نَفْسِهِ، تَأَلَّمَ خَارِجَ الْبَابِ. (عب 12:13).


ذَبِيحَةَ الإثم (الإصحاح الخامس)

هذه الذبيحة أيضا ليست رائحة سرورا للرب. والإثم هو نتيجة الخطية الأصلية الساكنة في الإنسان. ولأن نتيجة الخطية هي موت فكل من مس جثة أو نجاسة إنسان أو نجاسته يعتبر أنه ارتكب إثم الذي ينتج عنه الموت والنجاسة. والذبيحة هنا تستلزم اعتراف قبلها كذلك نحن إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ (1يو 9:1). أنظر كذلك 1يو 1:2-2 : "1يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ. 2وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا".

الأعياد اليهودية (الإصحاح 23)

سفر اللاويين 23 يبين لنا الجدول الزمني للأعياد المقدسة عند اليهود. هذه الأعياد السبعة هي تنبؤ بخطة الخلاص بدأً من صلب المسيح حتى نهاية العالم، فهي تعطي لنا في تسلسل المراحل المختلفة لخطة الله الفداء. لنلاحظ أن هذه الأعياد تنقسم إلى مجموعتين أساسيتين: المجموعة الأولى تشمل عيد الفصح، وعيد الفطير وعيد الباكورة وعيد الخمسين. أما المجموعة الثانية فتشمل عيد الأبواق ويوم الكفارة وعيد المظال. ولنلاحظ أنه يوجد فاصل زمني طويل بين عيد الخمسين وعيد الأبواق، هذا الفاصل الزمني يتوافق مع عصر الكنيسة الحاضر.

عيد الفصح: (4:23-5)

الشهر الأول اليوم الرابع عشر (14 نيسان).

  • معناه في العهد القديم: الحرية من عبودية فرعون

  • معناه في العهد الجديد: صلب المسيح ليحررنا من إبليس. فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا(1كو 7:5)


عيد الفطير: (6:23-8)

الشهر الأول اليوم الخامس عشر (15 نيسان)

  • معناه في العهد القديم: التخلص من خميرة مصر

  • معناه في العهد الجديد: خلع الإنسان العتيق. 7إِذًا نَقُّوا مِنْكُمُ الْخَمِيرَةَ الْعَتِيقَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا عَجِينًا جَدِيدًا كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ (1كو 7:5).


عيد الباكورة (الترديد): (9:23-14)

الشهر الأول اليوم السادس عشر (16 نيسان)؛ في غد السبت (11:23)

  • معناه في العهد القديم: يأخذ الكاهن حزمة من أول الحصاد ويرددها أمام الرب دليل لرضا الله عن الشعب

  • معناه في العهد الجديد: القيامة التي حدثت في غد السبت. وقد قبل الآب قيامة المسيح وأصبحت ضمان لنا:  وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ.(1كو20:15).


عيد الخمسين: (15:23-22)

الشهر الثالث اليوم السادس (6 سيوان)

  • معناه في العهد القديم: التمتع بكامل خيرات أرض الموعد

  • معناه في العهد الجديد: هو يوم الخمسين وحلول الروح القدس على اليهود والأمم (أع 2). والتمتع بجميع البركات الروحية في السماويات. 3مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ، (أف 3:1).


عيد الأبواق: (23:23-25)

الشهر السابع اليوم الأول (1 تشري)

  • معناه في العهد القديم: إنذار للاستعداد للأعياد التالية

  • معناه في العهد الجديد: وبالنسبة لكل إنسان يبدأ ملك المسيح على قلبه بالتوبة حين يسمع صوت البوق الخاص به (أي إنذار من الله) وبالنسبة للكنيسة كلها فبعد البوق الأخير يخضع الكل لله لأن الكل ليس بعد خاضعًا له 1كو 15: 24-28 + عب 2: 8.


يوم الكفارة: (26:23-32)

الشهر السابع اليوم العاشر (10 تشري)

  • معناه في العهد القديم: تذلل وصوم

  • معناه في العهد الجديد: حياة الجهاد في هذا العالم


في مساء يوم الكفارة كانت تبدأ سنة اليوبيل التي تتكرر كل 50 سنة. فالعتق يبدأ بالصليب حين قيد الله إبليس كو 2: 14، 15 + رؤ 20: 1-3. فبعد الصليب قيد الشيطان وبدأت الألف سنة وعتقنا المسيح من العبودية المرة.

عيد المظال: (33:23-44)

الشهر السابع اليوم الخامس عشر (15 تشري)



    • معناه في العهد القديم: غاية هذا العيد هو تقديم الشكر لله على أنتهاء العام الزراعي لذلك أسموه عيد الشكر. وهو تذكار لغربتهم في البرية حيث عاشوا في الخيام. وفي اليوم الثامن يعودون إلى بيوتهم. وأهم سمات هذا العيد الفرح الشديد. وفيه يقدمون كثير من العطايا فمخازنهم مملوءة من الخيرات. فيفرح الغنى ومعه الفقير.

    • معناه في العهد الجديد: سبعة أيام المظال تشير لغربتنا في هذا العالم ويأتي اليوم الثامن ليشير لأفراح الأبدية. 








سِفْرُ اَلْعَدَد


سفر العدد يسجل رحلة بني إسرائيل في البرية. الآية المفتاحية في هذا السفر هي "كُلَّ خَارِجٍ لِلْحَرْبِ" فقد جاءت 14 مرة في الإصحاح الأول. الموضوع الرئيسي في هذا السفر هو الخدمة والمسلك.



موقع هذا السفر بين أسفار موسى الخمسة هو ذات أهمية كبيرة.
فسفر التكوين يتحدث عن الخلق والسقوط.
وسفر الخروج يروي قصة الفداء.
وسفر اللاويين هو كتاب العبادة والعلاقات.
وسفر العدد  يركز على الخدمة والسلوك.


هذا هو النظام الإلهي، والنظام في حياة المسيحي. من المحزن أن أقول أن سفر العدد لا يسجل سلوكا مقدسا ومكرسا من شعب إسرائيل. كان بالأولى أن يُطلق عليه "سفر التذمر" بدلا من "سفر العدد". فبدلا من أن يصل بنو إسرائيل إلى كنعان في غضون أسابيع قليلة من مغادرتهم لمصر ساروا في البرية لمدة 40 عاما.

الخطوط العريضة للسفر

من سيناء إلى قادش برنيع (1-12)
تمرد في قادش برنيع، و38 عاما من التجول (13-33)
العودة إلى قادش برنيع وأحداث ذات الصلة (34-36)


دعونا ننتقل الآن إلى تحليل الموضوعات الرئيسية في سفر العدد من حيث صلتها بهدفنا العام، دراسة المسيح في العهد القديم.

تعداد شعب إسرائيل (الأصحاحات 1-9)

إن الطريقة التي تم بها ترتيب الشعب حول خيمة الإجتماع لها مغذى هام، فقد كان المسكن في الوسط وكانت تقع ثلاث أسباط على كل جانب من الخيمة. تذكر أن الخيمة وكل تجهيزاتها تتحدث مجازيا عن المسيح وعمله.

بعد أن طرد الله آدم وحواء من الجنة أَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ (تك 24:3). نجد أيضا هذه الملائكة على تابوت العهد. وفي حزقيال نقرأ مرة أخرى عن هذه المخلوقان الحية (حز 5:1-11، 14:10-15). وأخيرا نراها في سفر الرؤيا (رؤ 6:4-8). والكروب له أربعة أوجه: الْوَجْهُ الأَوَّلُ وَجْهُ ثور، وَالْوَجْهُ الثَّانِي وَجْهُ إِنْسَانٍ، وَالثَّالِثُ وَجْهُ أَسَدٍ، وَالرَّابعُ وَجْهُ نَسْرٍ.

على الجانب الشرقي من المعبد، كانت تقع ثلاث قبائل ، ونَحْوَ الشُّرُوقِ، رَايَةُ مَحَلَّةِ يَهُوذَا (3:2)، يَهُوذَا جَرْوُ أَسَدٍ (تك 49:9).  على الجانب الغربي كانت ثلاث قبائل مع رَايَةُ مَحَلَّةِ أَفْرَايِمَ حَسَبَ أَجْنَادِهِمْ إِلَى الْغَرْبِ (18:2)، الثور. وفي الجنوب، يعسكر ثلاث قبائل مع رَايَةُ مَحَلَّةِ رَأُوبَيْنَ إِلَى التَّيْمَنِ (10:2)، الإنسان.  وتقع القبائل الثلاث المتبقية في الشمال مع رَايَةُ مَحَلَّةِ دَانَ إِلَى الشِّمَالِ (25:2)، النسر.

هذه الصور الأربعة يمكن ان نراها للمسيح في الأناجيل الأربعة: متى: الملك (الأسد)، مرقس: الخادم (الثور)، لوقا: الإنسان، يوحنا: الله (النسر أو الديان).

وأنت تقرأ الأصحاحات التسعة الأولى من سفر العدد وتتابع كل التفاصيل، سوف تتعلم أن كل سبط وكل عائلة لها عملها التي تقوم به. كم هو رائع لو الكنيسة، جسد المسيح، تصبح على هذا المنوال!

النذير (إصحاح 6)

النذير هو شخص عادي(أي لم يكن من القادة الدينيين) نذر نفسه لخدمة الله. وهو يتميز ببعض الممارسات منها:

أولا: يمتنع عن المسكر والخمر وكل ما يمت إليه بِصِلَة. ثمرة الكرمة في الكتاب المقدس غالبا ما يرمز إلى الفرح العالمي، لكن فرح وسلام ربنا يسوع المسيح ليس من هذا العالم.

والجدير بالذكر أن المسيح قام بتحويل الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل، وشارك الخطاة ولائمهم فاتهمه اليهود أنه أكول وشريب خمر، أما هو فقد أراد أن يوجه أنظارهم إلى المفهوم الروحي للتكريس لا الوقوف عند الحرف القاتل والشكليات الناموسيّة.

ثانيا: النذير لا يُسمح له بالحلاقة أو لمس شعره. يتنبأ عنه إشعياء: "2نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْق مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ، لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيَهُ" (إشعياء 2:53). يقول الرسول بولس: "أَمْ لَيْسَتِ الطَّبِيعَةُ نَفْسُهَا تُعَلِّمُكُمْ أَنَّ الرَّجُلَ إِنْ كَانَ يُرْخِي شَعْرَهُ فَهُوَ عَيْبٌ لَهُ؟"(1كو14:11). ففي ترك الشعر تنازل عن الأمجاد واتخذ موقف ضعف أوصورة خادم أو عبد. وفي 7:2-8 يقول: "7لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. 8وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ." وأيضا في 2كو4:13: "أَنَّهُ وَإِنْ كَانَ قَدْ صُلِبَ مِنْ ضَعْفٍ، لكِنَّهُ حَيٌّ بِقُوَّةِ اللهِ. فَنَحْنُ أَيْضًا ضُعَفَاءُ فِيهِ، لكِنَّنَا سَنَحْيَا مَعَهُ بِقُوَّةِ اللهِ مِنْ جِهَتِكُمْ."

ثالثا: النذير يحفظ نفسه من النجاسة حتى عند انتقال أقربائه حسب الجسد (7). والمسيح مر بظروف مماثلة (لو60:9). كذلك في متى 47:12-50

السحابة (إصحاح 9)

عندما تم عد الناس في أماكنهم وكانوا على استعداد الرحيل كانوا ينتظرون حتى ترتفع السحابة وتتقدمهم حسب قول الرب (15:9-19). وبالمثل فإن المؤمن لديه قول المسيح: " أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».(يو12:8).

ليس فقط اسرائيل لديها عمود سحاب نهارا، لكن أيضا عمود النار ليلا. وبالنسبة للمؤمن فلنا نار الروح القدس لإرشادنا: "13وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ" (يو13:16).


عصا هارون التي أفرخت (الإصحاحان 16و17)

نشب تمرد داخل إسرائيل، بقيادة قورح وداثان وأبيرام، فقد أرادوا أن يغتصبوا وظيفة الكهنوت. كانوا يتهمون موسى وهارون قائلين: "مَا بَالُكُمَا تَرْتَفِعَانِ عَلَى جَمَاعَةِ الرَّبِّ" (3:16). فحكم الله عليهم بالموت إذ انشقت الأرض وابتلعتهم. ثم اجتمع كل جماعة بني اسرائيل وتمردوا على موسى وهارون بسبب هذا الحادث.

أكد الله كهنوت هارون عندما أخذ عصا لكل بيت من بيوت بني إسرائيل واسم كل رئيس سبط مكتوب على عصاه، واسم هارون مكتوب على عصا سبط لاوي، ثم تم وضع العصي حول تابوت العهد، وفي صباح اليوم التالي واحدة فقط من العصي وهي عصا هارون أزهرت وأثمرت اللوز، وهكذا أظهر الله بوضوح أن هارون وعائلته هو اختيار الله للكهنوت.

كذلك شخص الرب يسوع المسيح َتَعَيَّنَ ابْنَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ، بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ (رو4:1). قيامة المسيح أكدت لنا أنه كاهن أعظم إلى الأبد. جميع أديان العالم تشير إلى قادة أموات وإلى قبور لا تزال تحوي رفاتهم. المسيحيون وحدهم لديهم كاهن أعظم حي. "14فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَارِ" (عب 14:4).



البَقَرَةً الحَمْرَاءَ (إصحاح 19)

وضع الله لشعب إسرائيل مبدأ وطريقة التطهير. الذبيحة كانت بَقَرَةً حَمْرَاءَ صَحِيحَةً لاَ عَيْبَ فِيهَا، وَلَمْ يَعْلُ عَلَيْهَا نِيرٌ،(2:19). هذا يشير إلى شخصية المسيح التي هي بلا عيب، والذي لم يقع تحت نير لعنة الخطيئة. يأخذ الكاهن الذبيحة إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ وَتُذْبَحُ قُدَّامَهُ (3:19). وهذا نفس ما حدث مع ربنا يسوع المسيح. فأصبح البار بديلا للخطاة.

تُحرق الذبيحة كاملة، وهكذا قدم المسيح نفسه - كل جزء – لله. وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ خَشَبَ أَرْزٍ وَزُوفَا وَقِرْمِزًا وَيَطْرَحُهُنَّ فِي وَسَطِ حَرِيقِ الْبَقَرَةِ(6:19)، وَيَجْمَعُ رَجُلٌ طَاهِرٌ رَمَادَ الْبَقَرَةِ وَيَضَعُهُ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ فِي مَكَانٍ طَاهِرٍ(9:19). وبالمثل ذهب الرب يسوع خارج المحلة، على جبل الجمجمة وصُلب هناك، وبعد ما مات دُفن في قبر جديد. لكنه لم يبقى هناك، فقام من القبر، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِينا (عب 25:7).

وقد قيل لبني إسرائيل: " مَنْ مَسَّ مَيْتًا مَيْتَةَ إِنْسَانٍ مَا، يَكُونُ نَجِسًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ.(11:19). مجرد لمسة مائت كافية أن تجعل الشخص غير طاهر. فالموت هو نتيجة الخطية. ولقد وُضع كل الناس تحت طائلة الخطية. لأَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ (رو 10:3). حتى الإنسان المؤمن بيسوع، بعد أن يكون قد التقى بذبيحة المسيح، ويأتي ليتصل بالعالم، مجرد ارتكاب خطية واحدة كافية أن تكسر شركته مع الله وتجعله غير طاهر.

لمثل هذا الشخص النجس في إسرائيل يفعلون الآتي:  يَأْخُذُونَ لِلنَّجِسِ مِنْ غُبَارِ حَرِيقِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ وَيَجْعَلُ عَلَيْهِ مَاءً حَيًّا فِي إِنَاءٍ. وَيَأْخُذُ رَجُلٌ طَاهِرٌ زُوفَا وَيَغْمِسُهَا فِي الْمَاءِ وَيَنْضِحُهُ عَلَى الْخَيْمَةِ، وَعَلَى جَمِيعِ الأَمْتِعَةِ وَعَلَى الأَنْفُسِ الَّذِينَ كَانُوا هُنَاكَ، وَعَلَى الَّذِي مَسَّ الْعَظْمَ أَوِ الْقَتِيلَ أَوِ الْمَيْتَ أَوِ الْقَبْرَ.(17:19-18). فقد كان ذبح البقرة وحفظ رمادها لا يكفي، فلكي تكون الذبيحة فعالة كان لابد من استخدام رمادها مع مياه جارية لتطهير النجس.

هذا يتحدث بشكل واضح عن ماء الكلمة! قال الرب يسوع: "أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ" (يو 3:15). وكما كانت مياه إسرائيل جارية، كذلك يتحرك الروح القدس من خلال الكلمة ليطهرنا من خطايانا. قال الرسول بولس أن "المسيح أَحَبَّ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا، لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ" (أف 25:5). كذلك كتب يوحنا في رسالته الأولى: "وَلكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ. 8إِنْ قُلْنَا: إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا. 9إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ." (1يو7:1-9)

الحية النحاسية (إصحاح 21)

للمرة الثامنة، أثناء رحلة البرية، يتذمر بنو إسرائيل ويشتكون. لذلك أرسل الله لهم الحيات المحرقة ليدينهم. عندما كانوا يتعرضون للدغات هذه الثعابين كان السم ينتشر في جميع أنحاء أجسادهم. فكان الناس يموتون في جميع أنحاء إسرائيل. لذلك أمر الله  موسى أن يعد الحية النحاسية، وهي ثعبان يشبه تماما الثعبان الذي كان يلدغ الناس. َصَنَعَ مُوسَى حَيَّةً مِنْ نُحَاسٍ وَوَضَعَهَا عَلَى الرَّايَةِ، فَكَانَ مَتَى لَدَغَتْ حَيَّةٌ إِنْسَانًا وَنَظَرَ إِلَى حَيَّةِ النُّحَاسِ يَحْيَا.(9:21)

نحن نعلم أن هذه الحية النحاسية ترمز للمسيح الذي رُفع على الصليب من أجل خطايانا، لأنه قال: "«وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ، 15لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. 16لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." (يو14:3-16)

لاحظ هذه الحقائق الهامة:

1- الحية النحاسية الموضوعة على الراية هي منحة إلهية. كذلك الخلاص هو من الله

2- كانت هذه الهبة الإلهية مناسبة لكل الناس وفي متناول يد كل الشعب. كذلك خلاص المسيح كان مناسبا لكل الناس وفي متناول يد كل البشر. يقول إشعياء: "22اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ" (إش22:45).

3- كان المفعول الإلهي لهذه الحية أكيدا. يقول سفر العدد21 أن كل من ينظر إليها كان يحيا. كذلك الخلاص الذي أعده الله، لم يكن على الإنسان إلا أن يؤمن به ليناله.

مدن الملجأ (إصحاح 35)

نرى الرب يسوع المسيح مرة أخرى بطريقة فريدة من نوعها في هذا الإصحاح من سفر العدد. فمدن الملجأ تشير إلى المسيح الذي يحتمي فيه الخطاة من الدينونة. فمن قتل سهوا "أو من عمل بجهالة" (أع17:3) يذهب يحتمي في مدن الملجأ.

فالمؤمن الذي يخطئ، على الرغم أنه مذنب، له وعد من كلمة الله: "1إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ" (رو1:8). كذلك كاتب الرسالة إلى العبرانيين يقول: "18حَتَّى بِأَمْرَيْنِ عَدِيمَيِ التَّغَيُّرِ، لاَ يُمْكِنُ أَنَّ اللهَ يَكْذِبُ فِيهِمَا، تَكُونُ لَنَا تَعْزِيَةٌ قَوِيَّةٌ، نَحْنُ الَّذِينَ الْتَجَأْنَا لِنُمْسِكَ بِالرَّجَاءِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا" (عب18:6).

نعم يا أصدقائي، فصورة المسيح وعمله في سفر العدد تؤكد قوله: " وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي" (يو39:5).

 



 

سفر التَّثْنِيَة


اسم سفر "التثنية" يعني "الشريعة الثانية" أو "تكرار الشريعة". دعونا ننظر إلى المشهد: تياهان إسرائيل في الصحراء قارب على الانتهاء، موسى اقترب من نهاية حياته، وهم في سهول موآب مقابل أريحا، وموسى يتحدث إلى بني إسرائيل عن مستقبلهم.

العبارة المفتاحية في سفر التثنية هي: "إن سمعت" أو "إن لم تسمع". وإذا أردنا أن نلخص موضوع سفر التثنية في كلمة واحدة فسوف تكون هذه الكلمة "الطاعة". أما الآية التي نجد فيها وعد وتحذير يلخص فيها كل سفر التثنية فهي تثنية26:11-28: "«اُنْظُرْ. أَنَا وَاضِعٌ أَمَامَكُمُ الْيَوْمَ بَرَكَةً وَلَعْنَةً: 27الْبَرَكَةُ إِذَا سَمِعْتُمْ لِوَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا الْيَوْمَ. 28وَاللَّعْنَةُ إِذَا لَمْ تَسْمَعُوا لِوَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمْ، وَزُغْتُمْ عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا الْيَوْمَ لِتَذْهَبُوا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ تَعْرِفُوهَا."

يمكن تقسيم سفر التثنية وفقا لخطابات موسى كالآتي


أ- أربعون عاما من التجوال 1-4

ب- وعد بالبركة عند الطاعة وباللعنة عند العصيان 5-28

ج- العهد الفلسطيني 29، 30

د- تعيين يشوع كخليفة لموسى 31

ه- نشيد وداع موسى 32

و- البركة الأخيرة للأسباط، وموت موسى 33، 34

أهمية سفر التثنية

ضرورة الخضوع الكامل لكلمة الله: رومية 19:3

سفر التثنية يُظهر بكل بوضوح جمود الناموس وضرورة الخضوع الكامل لكلمة الله. كما يؤكد ذلك رسالة بولس الرسول لأهل رومية 19:3 التي تقول: "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَا يَقُولُهُ النَّامُوسُ فَهُوَ يُكَلِّمُ بِهِ الَّذِينَ فِي النَّامُوسِ، لِكَيْ يَسْتَدَّ كُلُّ فَمٍ، وَيَصِيرَ كُلُّ الْعَالَمِ تَحْتَ قِصَاصٍ مِنَ اللهِ."

المسيح هو الوحيد الذي أتم الناموس. هو اليهودي الوحيد الذي أطاع وصايا وتعاليم الله بالكامل وتمم الناموس المذكور في سفر التثنية.

اقتبس الرب يسوع من سفر التثنية ثلاث مرات وقت التجربة في البرية (قارن مت1:4-11 مع تث 3:8؛ 16:6؛ 13:6، 14؛ 20:10). بالتأكيد سفرا مهما بالنسبة للرب يسوع وقت التجربة يجب أن يكون مهما لنا أيضا!

تعليم كلمة الله للأولاد: تثنية 4:6-9

«اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. 5فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ. 6وَلْتَكُنْ هذِهِ الْكَلِمَاتُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ عَلَى قَلْبِكَ، 7وَقُصَّهَا عَلَى أَوْلاَدِكَ، وَتَكَلَّمْ بِهَا حِينَ تَجْلِسُ فِي بَيْتِكَ، وَحِينَ تَمْشِي فِي الطَّرِيقِ، وَحِينَ تَنَامُ وَحِينَ تَقُومُ، 8وَارْبُطْهَا عَلاَمَةً عَلَى يَدِكَ، وَلْتَكُنْ عَصَائِبَ بَيْنَ عَيْنَيْكَ، 9وَاكْتُبْهَا عَلَى قَوَائِمِ أَبْوَابِ بَيْتِكَ وَعَلَى أَبْوَابِكَ.

المسيح في سفر التثنية

في سفر التثنية يمكن أن نرى الرب يسوع بطريقتين: عن طريف النبوات وعن طريق الرمز. ففي تثنية 15:18 موسى يقول: "«يُقِيمُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لَهُ تَسْمَعُونَ." وبعد أن أطعم المسيح ال 5000 في الجليل قال الجموع: «إِنَّ هذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!» (يو14:6). كذلك أيضا في سفر الأعمال أثناء رجم استفانوس قال هذا المؤمن العظيم نقلا عن موسى ومشيرا للمسيح: " «هذَا هُوَ مُوسَى الَّذِي قَالَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: نَبِيًّا مِثْلِي سَيُقِيمُ لَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ. لَهُ تَسْمَعُونَ. 38هذَا هُوَ الَّذِي كَانَ فِي الْكَنِيسَةِ فِي الْبَرِّيَّةِ، مَعَ الْمَلاَكِ الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُهُ فِي جَبَلِ سِينَاءَ، وَمَعَ آبَائِنَا. الَّذِي قَبِلَ أَقْوَالاً حَيَّةً لِيُعْطِيَنَا إِيَّاهَا. 39الَّذِي لَمْ يَشَأْ آبَاؤُنَا أَنْ يَكُونُوا طَائِعِينَ لَهُ، بَلْ دَفَعُوهُ وَرَجَعُوا بِقُلُوبِهِمْ إِلَى مِصْرَ 40قَائِلِينَ لِهَارُونَ: اعْمَلْ لَنَا آلِهَةً تَتَقَدَّمُ أَمَامَنَا، لأَنَّ هذَا مُوسَى الَّذِي أَخْرَجَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا أَصَابَهُ!" (أع 37:7-40).

مدن الملجأ

تم تعيين ست مدن في إسرائيل كمدن ملجأ: ثلاثة على الجانب الشرقي من الأردن وثلاثة على الجانب الغربي (انظر تثنية 41:4؛ 19). وربما عبرانيين 18:6 تشير إلى هذا الإجراء. تؤدي طرق ممهدة إلى هذه المدن، وكانت البوابات دائما مفتوحة،  ويقول التقليد اليهودي أن علامات مكتوب عليها كلمة "ملجأ" منتشرة على طول الطريق. وقد كانت مدن الملجأ هي المكان الذي يهرب إليه أولئك الذين ارتكبوا جرائم قتل عن غير قصد أو عن جهل وغباء. أما المنتقم فيحاول الإمساك بالقاتل، ولكنه يتوقف فور أن هذا الأخير يصل ويختبئ في مدينة الملجأ.

إنها صورة رائعة لعمل المسيح! البشرية جمعاء تقف مذنبة. والمنتقم يحاول الإمساك بنا "لأن أجرة الخطية هي موت". ونحن بحاجة إلى مكان للاختباء.

وُضعت مدن الملجأ بالتساوي على طول الطريق، حتى إذا سقط القاتل في يد المنتقم يكون ذلك بسبب تقاعسه عن اتخاذ قرارا فوريا بالفرار واللجوء وليس بسبب عدم توافر مدن الملجأ. إذا مدن الملجأ تعتبر ترتيب إلهي، وفي اللحظة التي يعبر فيها القاتل عتبة مدينة الملجأ يصبح في مأمن، قد يلوح المنتقم بسيفه عند البوابة لكنه لا يستطيع النيل من القاتل. وبالمثل، لا يستطيع إبليس النيل من الذين هم في المسيح. بالإضافة إلى أن القاتل الذي دخل مدينة الملجأ يظل في مأمن حتى وفاة رئيس الكهنة. أما نحن فلديننا رئيس كهنة حي إلى الأبد، وبالتالي نحن في أمان إلى الأبد، لا يمكن أبدا لإبليس أن يضع سيفه علينا.

موسى

"آدا هابرشون" في كتابه  The Study of Typesذكر 67 تشابها و13 اختلافا بين موسى والمسيح. ما يلي بعض من أوجه التشابه بين موسى والمسيح فكل منهما:

1- طفل وسيم: خروج 2:2؛ عبرانيين 23:11؛ لوقا52:2

2- رفض المملكة: عبرانيين 27:11؛ متى 8:4-10

3- كان موضوع غضب الملك: عبرانيين 27:11؛ أعمال الرسل 27:4

4- عمل من أجل السرور الموضوع أمامه: عبرانيين 26:11؛ عبرانيين 12:2

5- خرج من مصر: متى 13:2-15

6- رُفض من إخوته: خروج 14:2؛ يوحنا 11:1

7- جعل البحر يطيعه: خروج 15:14، 16، 21؛ مرقس 39:4-41

8- كان الناس يريدون أن يرجموه: عدد 8:14-10؛ يوحنا 31:10-33

9- بارك إسرائيل قبل الفراق: تثنية 26:33-29؛ متى 33:23-39

10- قيامته متنازع عليها: يهوذا 9:1؛ متى 3:17؛ 12:28-18

11- مقترن بالترنيمة الأبدية: رؤية 3:15

موت موسى

الأصحاح الأخير من سفر التثنية يسجل وفاة موسى. عاش هذا الرجل أميرا في مصر لمدة 40 عاما، وعمل راعيا في الصحراء لمدة 40 عاما، وقاد إسرائيل لمدة 40 عاما. هل أخطأ؟ نعم، لكنه قاد شعب إسرائيل بأمانة! إلا أنه لم يدخل أرض الموعد بسبب عصيانه. وفي وفاته نرى أوجه الشبه بينه وبين موت وقيامة المسيح في النقاط التالية:

1- صعد موسى على الجبل ليموت (تث 1:34)، صعد المسيح على جبل الجلحثة ليصلب (يو 17:19-18)

2- كان موسى وحده منفردا مع الله (تث 6:34)، تلاميذ المسيح تخلوا عنه (مت 56:26)

3- ظل موسى محتفظا بقوته حتى مات (تث7:34)، كذلك المسيح ظل محتفظا بسلطانه حتى موته (يو 17:10-18)

4- مات موسى حسب قول الرب عندما أتم عمله (تث 5:34)، كذلك المسيح عندما أكمل عمله وضع حياته وأسلم الروح (مت 50:27؛ يو28:19-30)

5- لم تكن هذه آخر مرة نرى فيها موسى، فقد ظهر على جبل التجلي واقفا مع المسيح وإيليا بعد 1500 سنة من موته. من الواضح أن الشيطان حاول السيطرة على جسد موسى حتى يمنعه من الظهور مع الرب يسوع لكنه لم يقدر(يه 9)؛ كذلك الموت لم يستطع أن يمسك بيسوع (أع 24:2).

قد يرغب الشيطان أن يمنع قيامة المؤمنين، لكن المسيح بقيامته كسر شوكة الموت وانتصر عليه. وكما لم يستطع الشيطان أن يمنع ظهور موسى على جبل التجلي، كذلك لن يستطيع أن يمنع قيامة أولئك الذين ماتوا في المسيح. 3لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ. 4مَتَى أُظْهِرَ الْمَسِيحُ حَيَاتُنَا، فَحِينَئِذٍ تُظْهَرُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ فِي الْمَجْدِ.(كو 3:3-4). آمين

الأربع إصحاحات الختامية من سفر التثنية تحتوي على كلمات وداع موسى، حيث ينشد ببر ونعمة الرب في كل تاريخ إسرائيل من الطوفان إلى المجيء الثاني للمسيح.

 

التعليقات
1 التعليقات

1 comments:

[…] السيد المسيح فى اسفار موسي الخمسة […]

Post a Comment

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
;