Tuesday 24 May 2016

19- أليس من الأفضل أن نقول أن المعمودية قيامة مع المسيح وليس موتًا، لأن الموت لا يفيدنا بل يضرّنا، وإنما القيامة هي التي تفيد؟ كتاب اللاهوت المقارن (1) لقداسة البابا شنودة الثالث

19- أليس من الأفضل أن نقول أن المعمودية قيامة مع المسيح وليس موتًا، لأن الموت لا يفيدنا بل يضرّنا، وإنما القيامة هي التي تفيد؟






أليس من الأفضل أن تقول إن المعمودية قيامة مع المسيح وليس موتًا، لأن الموت لا يفيدنا بل يضرنا، وإنما القيامة هي التي تفيد؟


المعمودية هي موت مع المسيح وقيامة معه، كما شرح الرسول في رسالته إلي أهل رومية: (إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته، نصير أيضًا بقيامته. إن كنا قد متنا مع المسيح نؤمن أننا سنحيا أيضًا معه) (رو6: 5، 8).


وفي هذا الأمر لا يجوز لإنسان أن يعتمد علي فكره، ويخرج عن تعليم الكتاب، قائلًا إن الموت لا يفيدنا بل القيامة. وهوذا الكتاب يقول عن المعمودية:


(أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح، اعتمد لموته دُفِنّا معه بالمعمودية للموت) (رو6: 3، 4).


ويكرر هذا المعني في رسالته إلي كولوسي فيقول (مدفونين معه في المعمودية، التي فيها أيضًا أقمتم معه) (كو12:2).


وفي هذا النص نري المعمودية موتًا وقيامة معًا.. حقًا إن الذين يحتقرون الموت مع المسيح، لا ينالون بركة قيامته.




20- لماذا الموت في المعمودية، وما أهميته؟








وهنا نسأل: لماذا الموت في المعمودية؟ وما أهميته؟


أ) ليكون لنا شركة مع السيد المسيح. فالرسول لم يقل فقط أنه يدخل في قوة قيامته وإنما قال: (لأعرفه وقوة قيامته، وشركة آلامه، متشبهًا بموته) (في10:3). وقال في هذا أيضًا: (مع المسيح صلبت) (غل20:2).


وعبارة الموت مع المسيح تتكرر كثيرًا في (رو6).


ب) لابد للإنسان في المعمودية أن تموت طبيعته الفاسدة، لكي يأخذ طبيعة أخري جديدة. وهذا ما عبر عنه الرسول بصلب الإنسان العتيق في المعمودية فيقول في نفس الفصل من الرسالة إلي رومية (عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية، كي لا تعود نستعبد للخطية. لأن الذي مات قد تبرأ من الخطية) (رو6:6، 7) هنا فائدة الموت (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وليس الموت ضررًا كما يظن البعض فإن طبيعتنا الفاسدة من الخير لها ولنا أن تموت، لكي نقوم بطبيعة أخري علي صورة الله. أما الطبيعة الفاسدة فليست لها قوة القيامة مع المسيح. فمن الضرورة أن تموت لتحيا.


ج- لأننا في شركة الموت، نعترف ضمنًا أننا كنا تحت حكم الموت (أمواتًا بالخطية) (وأن المسيح قد مات عنا ودفن، ولذلك فنحن نعتمد لموته، مادامت أجرة خطيتنا هي الموت، مدفونين معه بالمعمودية. وذلك نستحق بركة القيامة مع المسيح.






د- بديهي أن القيامة معناها القيامة من الموت. فالذي يقوم مع المسيح في المعمودية. هو بالضرورة الذي مات ليقوم. لأنه إن لم يمت فكيف يقوم إذن؟

21- كيف يعتمد إنسان ليخلص من الخطية الأصلية (الجديّة) إن كان قد وُلِد من والدين قد تعمَّدا وتخلَّصا من تلك الخطية؟




إن حكم الموت لم نرثه من الوالدين المباشرين، حتى نخلص منه بمعموديتهما. إنما حكم الموت قد ورثناه من آدم وحواءمباشرة، من الإنسان الأول. وذلك لأننا كنا في صلب آدم حينما فسدت طبيعته وحكم عليه بالموت، فأصبح كل ما في صلبه مائتًا، ونحن خرجنا من صلب آدم تحت حكم الموت.


ولذلك أصبح حكم الموت هو علي كل ذرية آدم، وليس فقط علي قايين وهابيل وشيث.


وفي ذلك يقول الكتاب: (كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلي العالم، وبالخطية الموت. وهكذا اجتاز الموت إلي جميع الناس إذ أخطأ الجميع) (رو12:5). ويقول أيضًا: (لأنه في آدم يموت الجميع، هكذا أيضًا في المسيح سيحيا الجميع) (1كو22:15).


إذن الموت كان حكمًا علي كل البشرية، لأنها ذرية آدم. يولد كل إنسان محكومًا عليه بالموت، إذ كان في صلب آدم حينما حكم عليه الموت.


والخلاص من الموت هو خلاص شخصي، لكل فرد علي حده أيًا كان والداه، قد نالا الخلاص أم لم ينالاه. وهذا الخلاص يحتاج إلي التوبة والإيمان بدم المسيح والمعمودية، وباقي وسائط النعمة. ومع ذلك لا يوجد والدان بدون خطية..


وصدق المرتل في المزمور حينما قال: (لأني هانذا بالإثم ولدت، وفي الخطية حبلت بي أمي) (مز50) (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). إننا في الفساد نولد إلي أن نعتق من عبودية الفساد (رو21:8). ومتى سنعتق من هذا الفساد؟ يقول الرسول عن جسدنا (يزرع في فساد، ويقام في عدم فساد لأن هذا الفاسد لابد أن يلبس عدم فساد وهذا المائت يلبس عدم فساد) (رو21:8). ومتى؟ حينما يبوق فيقام الأموات.

22- هل المعمودية تُعاد؟






هل المعمودية تعاد؟! ألسنا نقول في قانون الإيمان (نؤمن بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا)؟ ألم يقل الكتاب المقدس (معمودية واحدة) (أف5:4).


الجواب:


نعم، قد قال الكتاب (معمودية واحدة). ولكن ليتنا نقرأ الآية كاملة، حيث تقول (إيمان واحد، معمودية واحدة) (أف5:4).


فحيثما يوجد الإيمان الواحد، توجد معه المعمودية الواحدة.


ولذلك نحن لا يمكن مطلقًا أن نعيد معمودية إنسان تَعَمَّد في كنيسة لها نفس إيماننا الأرثوذكسي.


كذلك المعمودية، ينبغي أن يقوم بها كاهن شرعي له كل سلطانه الكهنوتي الذي يسمح له بإجراء سر المعمودية المقدس، مؤمنًا بكل فاعلية هذا السر..


فمثلًا الكنائس التي لا تؤمن بسر الكهنوت، وليس لها كهنة، كما لا تؤمن بأن المعمودية سر، ولا تؤمن بفاعلية المعمودية كما نؤمن، فكيف نقبل معموديتها.


ونفس الوضع مع الكنائس التي تؤمن بسر المعمودية وفاعليته، وبسر الكهنوت ولكنها مغلقة علينا بحرم الآباء.


ينبغي أن تزال الحروم أولا، ثم نقبل أسرارها الكنسية.

اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث

13- إن كانت المعمودية ضرورية، فهل كل أنبياء العهد القديم اعتمدوا؟!






ولكن أنبياء العهد القديم مارسوا من رموز المعمودية ما أمكنهم ممارسته في أيامهم كالختان وعبور البحر. ومارسوا الاحتفال بخروف الفصح الذي يرمز إلي دم المسيح.والإجابة هي: لو كانت وصية المعمودية موجودة في أيامهم لكان يلزمهم العماد، كلن هذه الوصية وضعت في المسيحية فلماذا؟ لأن المعمودية هي موت مع المسيح والمسيح لم يكن قد مات في العهد القديم.




ولا يجوز أن نطالب أشخاصًا بشريعة لم تكن موجودة في أيامهم.







14- هل الخلاص هو بالكلمة وليس بالماء؟



هل الخلاص بالكلمة وليس بالماء؟


وهل قول الرسول عن الكنيسة: (مطهرًا إياها بغسل الماء بالكلمة) (أف26:5). تعني أن هذا الغسل كان بالكلمة؟ أي الخلاص بالكلمة.


وماذا عن باقي الآيات التي تدل علي لزوم الكلمة للخلاص مثل (مولودين ثانية لا من زرع يفني، بل مما لا يفني، بكلمة الله الحية الباقية إلي الأبد) (1بط23:1) وأيضًا (شاء فولدنا بكلمة الحق) (يع18:1) ولم يقل ولدنا بالمعمودية – أو خلصنا بالمعمودية!!



ما أهمية الماء للخلاص؟




مادام الرب قد قال (من آمن واعتمد خلص) إذن الخلاص يكون هكذا..ولكن عبارة من آمن، لابد أن يسبقها شيء آخر هو التعليم أو الكرازة لان الرسول يقول (كيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به؟ وكيف يسمعون بلا كارز؟) (رو14:10). من هنا جاءت أهمية الكلمة..


الكلمة أولًا، نتيجة لها يحدث الإيمان. ونتيجة للإيمان تتم المعمودية، ونتيجة للمعمودية الخلاص والولادة الجديدة.


ومع أن الخلاص والميلاد كلاهما بالمعمودية، إلا أنه لابد من الكلمة أولًا لأنها هي التي تقود إلي الإيمان، وبالإيمان المعمودية. لذلك قال الرسول (ولدنا بكلمة الحق) (مولودين بكلمة الله).. علي اعتبار أن الكلمة هي الأصل الذي قاد إلي كل هذا..


وقول الرسول عن الكنيسة: "مطهرًا إياها بغسل الماء بالكلمة" (أف26:5). فمعناه أن هذا التطهير تم بالمعمودية (غسل الماء).. بالكلمة أي التبشير والكرازة وخدمة الكلمة التي من نتيجتها كان الإيمان ثم المعمودية.


نلاحظ هنا قوله (بغسل الماء بالكلمة) ولم يقل بغسل الماء الذي هو الكلمة. ولو كان غسل الماء يعنى الكلمة، ما كان هناك داع لهذا التكرار (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). إنما غسل الماء بالكلمة معناه غسل الماء التي تم نتيجة لعمل الكلمة، فلولا الكلمة ومفعولها ما أقبل الناس إلى غسل الماء أي المعمودية.


أما من جهة عبارة "مولودين بكلمة الله" (1بط 1: 23) وعبارة "شاء فولدنا بكلمة الحق" (يع1: 18)، فنلاحظ فيهما أنه لم يذكر الإيمان؟! إن هذا مستحيل. ولكنه لم يذكر الإيمان هنا لأنه مفهوم ضمنًا.


الأشياء المفهومة ضمنًا، لا داعي لتكرارها في كل مناسبة. لا نستطيع في كل مناسبة أن نكرر عبارات: الكلمة - الإيمان - المعمودية - الميلاد الثاني..


إن الكرازة لها أهميتها. ولا ينكر أحد أهمية خدمة الكلمة. ولكن لا نستطيع مطلقًا أن نقول إنه يمكن لأناس أن يكونوا "مولودين بكلمة الحق" سواء آمنوا أم لم يؤمنوا هكذا أيضًا في المعمودية.


أما عبارة "غسل الماء بالكلمة، فتعنى الأمرين معًا: الكلمة والمعمودية ونلاحظ فيهما أيضًا أنه لم يذكر (الإيمان الذي هو مفهوم ضمنًا).


البروتستانت يركزون باستمرار على الإيمان. فهل عدم ذكر عبارة الإيمان في (أف5: 26، يع1: 18؛ 1 بط 1: 23).


يعني عدم أهمية الإيمان ولزومه؟ طبعًا لا. ففي بعض الأحيان عدم ذكر شيء لا يعني بالضرورة عدم لزومه، إنما قد يعني أنه مفهوم ضمننًا، هكذا في المعمودية.




15- ما هو مركز الماء في الخلاص والميلاد الثاني؟






إذا ما هو مركز الماء في الخلاص والميلاد الثاني؟




أ- أن كان الماء لم يذكر في عبارة "ولدنا بكلمة الحق" وعبارة "مولودين بكلمة الله" إلا أنه قد ذكر صراحة في قول الرب: "أن كان أحد لا يولد من الماء والروح، لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو5:3). هنا ولادة صريحة من الماء.


المقصود بالماء أن يكون ماءًا حقيقيًا وليس رمزًا..


ب- وهذا واضح في قبول إيمان كرنيليوس وأصحابه الأمميين وضمهم إلي عضوية الكنيسة.


هنا أشخاص أبرار. كان إيمانهم بدعوة من الله، وظهور ملاك لكرنيليوس ورؤيا لبطرس، وأمر إلهي. وقد بشرهم بطرس بالكلمة، وحل الروح القدس علي جميع الذين كانوا يسمعون الكلمة (أع44:10). وتكلموا بألسنة.


أكان كل هذا يكفي لميلادهم الثاني؟ أكان يمكن لبطرس أن يقول لهم: مبارك لكم جميعًا هذا الميلاد الجديد؟ كلا بل أن القديس بطرس قال بعد كل هذا: (أتري يستطيع أحد أن يمنع الماء حتى لا يعتمدوا باسم الرب) (أع10: 47،48).


ويعلق كاتب سفر أعمال الرسل علي هذا بقوله مباشرة: (إن الأمم قبلوا كلمة الله) (أع1:11). هنا إذن مكان الماء إلي جوار الكلمة. وهنا الماء لا يعني الكلمة، كما ظن البعض في ظن (أف26:5) (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).


ج- وهناك مثال آخر واضح للماء، في معمودية الخصي الحبشي؟:


لما آمن الخصي. يقول الكتاب: (وفيما هما سائران في الطريق أقبلا علي الماء. فقال الخصي: هوذا ماء. ماذا يمنع أن اعتمد. فقال فيلبس: إن كنت تؤمن من كل قلبك يجوز. فأجاب وقال: أنا أومن أن يسوع المسيح هو أبن الله.. فنزلا كلاهما إلي الماء،فيلبس والخصي الحبشي، فعمده) (أع8: 36-38).




هنا المعمودية ماء، تمامًا مثل معمودية كرنيليوس والذين معه، معمودية ماء حقيقي، كانت لازمة بعد الكلمة مباشرة، ولم يكن الماء فيها هو الكلمة.. فإن كان الخصي قد ولد بالكلمة، وغسل بالكلمة، ماذا كانت الحاجة إلي الماء..؟!




16- أهمية الماء ورموزه في المعمودية






وفي هذا المجال أود أن أتحدث عن موضوع هام هو:


أهمية الماء ورموزه:-




وذلك لنفهم لماذا اختير الماء للغسل والولادة الجديدة في سر المعمودية المقدس.. منذ البداية، في قصة الخليقة، والماء له علاقة بالحياة.


يقول الكتاب: (وروح الله يرف علي وجه المياه) (تك2:1). ويذكر أيضًا أن الله قال: (لتفض المياه زحافات ذات أنفس حية، وليطر طير..) (تك20:1). وهكذا خرجت الحياة من الماء، ونري ربطًا ما بين الماء وروح الله.


ونقرأ أيضًا أن الله يشبه ذاته بالماء. فيقول في تبكيته للشعب: (تركوني أنا ينبوع المياه الحي، لينقروا لأنفسهم آبارًا مشققة) (إر13:2). وكما ذكر هذا في العهد القديم ذكر نفس المعني في العهد الجديد في قوله السيد المسيح له المجد: (من آمن بي -كما قال الكتاب- تجري من بطنه أنهار ماء حي. قال عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه) (يو7: 38، 39).


ويشبه هذا قول السيد المسيح عن نفسه أنه المعطي الماء الحي في حديثه مع المرأة السامرية عن الماء الحي، إذا يقول: (بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلي حياة أبدية) (يو4 10-14). الماء إذا يرمز إلي الحياة، وأحيانًا إلي الروح القدس نفسه (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وما أجمل قول الوحي الإلهي في المزمور الأول عن الرجل البار إنه: (يكون كشجرة مغروسة علي مجاري المياه تعطي ثمرها في حينه) (مز3:1)أي ثمر الروح. ويعوزنا الوقت أن نربط بين الماء والحياة والروح القدس في الكتاب المقدس. الذي يستمر من أول سفر التكوين(تك 3:1). إلي آخر سفر الرؤيا (أنا أعطي العطشان ينبوع ماء الحياة مجانًا) (رؤ6:21) (وأراني نهرًا صافيًا من ماء حياة لامعًا كبلور، خارجًا من عرش الله والخروف) (رؤ1:22).


(من يعطش فليأت، ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجانًا) (رؤ17:22).


وفي عبور البحر الأحمر كان الماء يرمز للحياة والموت معًا. موت الإنسان العبد، وحياة الإنسان الحر، الخارج من الماء.


وفي لقان خميس العهد، كان الماء يرمز إلي التطهير. لذلك قال الرب بعد غسل أرجل تلاميذه قال لهم: (أنتم طاهرون..) (يو10:13). ويقول المرتل في المزمور: (أغسل يدي بالنقاوة).


لعل هذا هو غسل الميلاد بالكلمة، التطهير الذي نناله في حميم الميلاد الجديد. وينطبق عليه في المعمودية قول الرسول للعبرانيين: (مغتسلة أجسادنا بماء نقي) (عب22:10).




ولا أريد أن أترك الحديث عن الماء، دون أن اذكر معجزة عظيمة حدثت وقت صلب المسيح خاصة بالماء والدم.

17- الماء والدم






لما طعن الجندي جنب المسيح وهو علي الصليب، خرج من جنبه (دم وماء) (يو24:19).


فما الحكمة اللاهوتية من هذا؟


خرج من جنبه الدم الذي يعطي معني الفداء. ولكن كيف ننال نحن هذا الفداء نناله بالماء (المعمودية) لذلك حسن أن أجتمع علي الصليب الدم والماء، ليعطي الوسيلة للفداء.


إن دم المسيح الذي يطهرنا من الخطية نناله بالماء. ما أجمل -في سر الأفخارستيا- أن نمزج الدم بالماء.


ولعل موضوع الدم والماء يظهر واضحًا في قول القديس يوحنا الحبيب الذي شهد هذا الحادث (خروج الدم والماء) وهو إلي جوار الصليب:


(الذين يشهدون في الأرض هو ثلاثة: الروح والماء والدم. والثلاثة هم واحد (1يو8:5). إن الفداء الذي نناله توضحه هذه الآية.


الفداء قدمه لنا الدم (دم المسيح). ونحن ننال استحقاقات هذا الدم بالميلاد من الماء والروح.


إذن في المعمودية تجتمع هذه الثلاثة في الشخص الواحد المعمد: أعني الدم والروح والماء.

18- هل الماء في المعمودية له كل هذه الفاعلية؟




ولعل أحدًا يسأل: هل الماء له كل هذه الفاعلية؟




أ) إن هذا السؤال يذكرني بالاحتجاج الذي احتج به نعمان السرياني حينما طلب إليه إليشع أن يغتسل في الأردن لكي يطهر. فاستكثر هذا أن يكون الأمر مجرد غسل في الماء، وعندهم أنهار في دمشق أفضل من أنهار إسرائيل (2مل5: 10-12) ولكنه لما أطاع واغتسل، نال الطهارة بهذا الإيمان. وملاحظة بسيطة هنا. إن النبي أمره بالاغتسال في الأردن الذي صار فيما بعد نهر المعمودية أيام يوحنا المعمدان (مت6:3) فهل نستكثر علي الماء مفعوله، كما حدث مع نعمان السرياني؟!


إن الله يعطي النعمة بالطريقة التي يريدها. وهنا لم تكن النعمة في مجرد ماء الأردن، إنما السر في القوة التي وضعها الله في هذا الماء للتطهير.. ونفس الأمر نقوله إلي حد ما عن المعمودية كما سنشرح.




ب) مثال آخر: حينما شفي الرب الرجل المولود أعمي. وضع طينًا في عينيه وقال له:


(أذهب اغتسل في بركة سلوام. فمضي واغتسل وأتي بصيرًا) (يو9: 6، 7) كان يمكن بمجرد الإيمان أن ينال هذا الأعمى بصرًا. ولكن الله أراد أن يمنحه النور -والمعمودية استنارة- عن طريق الماء. فليكن مشيئة الرب فيما يريد. إننا لا نرسم له خططًا ينفذها تبارك اسمه..




ج- ومع كل ذلك نقول في الإجابة على هذا السؤال إن ماء المعمودية ليس مجرد ماء بسيط عادي. والإنسان المعمد لا يولد من الماء فقط، إنما من الماء والروح.


الروح القدس يقدس هذا الماء لكي تصبح له طبيعة خاصة يمكن بها لمن يغطس فيه أن يولد من الماء والروح (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وبهذا يأخذ استحقاقات دم المسيح في الفداء حينما -في هذا الماء- يدفن المعمد مع المسيح، ويشترك مع المسيح في موته، لكي يستحق أن يشترك معه في قيامته.


ولذلك فنحن أثناء تقديس ماء المعمودية، نسكب عليه من زيت الميرون المقدس الخاص بالمسحة المقدسة، مسحة الروح القدس، لكي يتقدس الماء بالروح. ومن يولد منه يولد من الماء والروح.




وفي تقديس هذا الماء يصلي الكاهن صلوات معينة خاصة بتقديس الماء وحلول الروح لتقديسه. وأيضًا يتلو تلاوات من كلمة الله. وهكذا فإن ماء المعمودية الذي نغتسل به يكون قد تقدس بالكلمة.

إن كانت المعمودية تجديدًا، فلماذا نُخطئ بعد المعمودية؟ اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث

10- إن كانت المعمودية تجديدًا، فلماذا نُخطئ بعد المعمودية؟




المعمودية تجديد حسب تعليم الكتاب (رو4:6). ولكنها ليست عصمة، نأخذ في المعمودية تجديد حسب تعليم الكتاب، ونعمًا جديدة، أو نأخذ طبيعة جديدة،


كما قال الرسول: (بمقتضى رحمته خلصنًا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس) (تي5:3).


هذه الطبيعة لها قوة وقدرة علي الحياة الروحية.


ولكن لا عصمة لنا طالما نحن في الجسد. هنا في اختيار. ومازلنا في حريتنا، نعمل الخير أو الشر، لأن نعمة التجديد التي أخذناها في المعمودية لا تلغي نعمة الحرية التي لنا، والتي نحن بها علي صورة الله ومثاله ولذلك فالصديق يسقط سبع مرات ويقوم.


أما العصمة أو إكليل البر، فنناله في الحياة الأخرى.


وفي ذلك يقول معلمنا بولس الرسول وهو ينسكب سكيبًا ووقت انحلاله قد حضر:




"وأخيرًا وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الديان العادل" (2تي8:4).




10'- هل تسري مفاعيل المعمودية إذا كان الكاهن الذي يجريها سيء السيرة؟







أو هو كالزارع الذي يلقي البذار في الأرض فتثمر، سواء كان هذا الزارع بارًا أو مخطئًا. المهم في البذرة وقوة الحياة التي فيها، وليس في يد الزراع التي تلقيها.إن النعم التي تأخذها في المعمودية هي من الله، وليست من الكاهن الذي هو مجرد خادم لله مانحها. تتوقف علي صدق مواعيد الله ومواهبه، ولا تتوقف علي سيرة الكاهن. إن الكاهن مثل ساعي البريد، يحمل لك خطابًا مفرحًا. سواء كان هذا الساعي جميل الخلقة أو دميمها، فالخطاب المفرح هو هو لا يتغير.


وأنت قد تشرب الماء في كوب من ذهب أو كوب من نحاس. والماء هو هو بنفس طبيعته لم يتغير بنوع الكأس الذي يقدم لك الماء فيه.




وهنا نحن نتكلم عن المعمودية وفاعليتها. ولا يجوز أن نخرج العقيدة من ناحيتها الموضوعية إلي نواح شخصية تتعرض لإدانة الآخرين، دون النظر إلي ما منحه الرب للبشر في المعمودية حسب كلمته الصادقة في الإنجيل.




11- كيف خلص اللص اليمين دون معمودية؟







وقد شرح قداسة البابا شنوده هذا الموضوع في كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي، وذلك في مقال بعنوان: ماذا كان جهاد اللص اليمين حتى خَلُصَ؟وفي إجابتنا عن هذا السؤال نقول إن اللص قد نال معمودية هي أفضل معمودية وكلنا نحاول أن نعتمد علي مثالها. لأنه ما هي المعمودية سوي موت مع المسيح كما شرح معلمنا بولس (رو6) واللص اليمين قد مات مع المسيح فعلًا، وصار موته بهذا الوضع معمودية ومثال ذلك معمودية الدم التي نقولها عن الشهداء الذين آمنوا بالمسيح، فقتلوهم في عصور الاضطهاد قبل أن ينالوا نعمة المعمودية بالماء. فصار موتهم هذا معمودية. ماتوا مع المسيح كاللص.




12- المعمودية وآية آمِن بالرب يسوع فتخلص







ولذلك فإن بعد قول الرسول هذا حدث أمران هما:إن كانت المعمودية لازمة هكذا، فلماذا قال الرسولان بولس وسيلا لسجان فيلبي (آمن بالرب يسوع فتخلص..) (أع31:16). ولم يقولا له آمن واعتمد. وهذا دليل علي كفاية الإيمان. أما الجواب هو أن الرسولين كان يكلمان إنسانًا غير مؤمن، مهما فعل لا يمكن أن يخلص بدون إيمان. لذلك كان عليهما أن يوجهاه إلي هذا الإيمان أولًا لكي يخلص. فإن قبل الإيمان، يشرحان له باقي الأمور اللازمة.



أ- (كلماه وجميع أهل بيته بكلمة الرب) (أع32:16).


ب- (اعتمد في الحال هو والذين له أجمعون) (أع33:16).


هكذا لا يجوز أن نضع أمامنا آية واحدة، وننسي باقي الآيات المتعلقة بالموضوع فإلي جوار إيمان سجان فيلبي، نضع عماد سجان فيلبي. وإلي جوار قول الرسولين: (آمن.. فتخلص). نضع أمامنا أيضًا قول الرب نفسه: (من آمن واعتمد، خلص) (1بط3: 21، تي 5:3).




أنظر تفسيرًا مفصلًا لهذه النقطة في كتاب البابا شنوده الثالث "الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي"، وسوف نقوم بإضافته لموقع الأنبا تكلا في القريب.

المعمودية بالتغطيس , معمودية الأطفال اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث



8- المعمودية بالتغطيس









2- نفس تعبير الصعود من الماء، نقرأ عنه أيضًا في قصة الخصي الحبشي لما عمده فيلبس. يقول الكتاب فنزل كلاهما إلى الماء ، فيلبس والحصى "فعمده ولما صعدا من الماء خطف روح الرب فيلبس" (أع 8: 38، 39). وهذا دليل على أن المعمودية كانت بالتغطيس ولو أنها كانت بالرش لاكتفى فيلبس بأن يرش الماء على الخصي حتى وهو في المركبة، دون الحاجة إلى أن "ينزلا كلاهما إلى الماء".1- واضح من الكتاب المقدس أن المعمودية كانت بالتغطيس وليس بالرش، حتى فى أيام يوحنا المعمدان نفسه. فالسيد المسيح نفسه اعتمد بالتغطيس. ولذلك يقول الإنجيل: "فلما اعتمد يسوع صعد من الماء" (مت 3 : 16 ؛ مر 1: 10). ولعله من الجميل ههنا أن كنيستنا تسمى عيد معمودية السيد المسيح بعيد الغطاس، ليتأكد هذا المعنى في أذهاننا.





3- كلمة معمودية Baptism معناها صبغة. ولا يمكن أن تتم الصبغة إلا بالتغطيس.





4- المعمودية هي عملية موت مع المسيح ودفن مع المسيح. كما يقول الرسول: "فدفنا معه بالمعمودية للموت" (رو 6: 4)، "مدفونين معه بالمعمودية" (كو 2: 13) وعملية الدفن لا يمكن أن تتم إلا بالتغطيس (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). والخروج من جرن المعمودية يشير إلى القيامة مع المسيح بعد الموت معه والدفن معه. أما الرش فلا يمكن أن يعبر عن عملية الموت والقيامة.





5- والمعمودية ولادة ثانية. والولادة هي خروج جسم من جسم، وتظهر في المعمودية واضحة بخروج جسم الإنسان من جرن المعمودية. ولا يعبر الرش مطلقًا عن عملية الولادة.





6- المعمودية هي غسل من الخطايا، كما قيل للقديس بولس الرسول (أع 22: 16). وكما يقول في رسالته إلى تيطس: "خلصنا بغسل الميلاد الثاني" (تى 3: 5). وعملية الغسل تحتاج إلى غمر بالماء، ويمثله التغطيس ولا يمثله الرش.





7- وكل من ينظر إلى أبنية الكنائس القديمة يجد فيها جرنًا للمعمودية. وهذا دليل على أنها كانت تتم بالتغطيس. لأن عملية الرش لا تحتاج إلى جرن.







بقيت النقطة الأخيرة من خلافاتنا في المعمودية عن البروتستانت وهى عماد الأطفال.










9- معمودية الأطفال









البروتستانت لا يعمدون الأطفال، إصرارًا على لزوم الإيمان قبل المعمودية واعتمادًا على قول الرب: "مَن آمن واعتمد خلص" (مر 16: 16) وأيضًا اعتمادًا على أن الطفل لا يدرك ماذا يحدث في المعمودية. فكيف تتم المعمودية بدون إيمان وبدون إدراك؟!





هذا رأيهم.





أما نحن فنصر على معمودية الأطفال للأسباب الآتية:






1- حرصًا منا على أبدية هؤلاء الأطفال، لأن الرب يقول: "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح، لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو 3: 5) فكيف يمكن أن نمنع عنهم العماد فنعرضهم لهذا الحكم الإلهي الذي لم يحدث أن الرب استثنى منه الأطفال حينما قال هذا...





2- بالمعمودية نُعطى الأطفال فرصة لممارسة الحياة داخل الكنيسة والتمتع بكل أسرارها الإلهية وبكل تأثيرها، وكل عمل النعمة فيها وفاعليتها في حياتهم. وبهذا نعدهم إعدادًا عمليًا لحياة الإيمان. وإن تركناهم خارجًا، نكون قد حرمناهم من وسائط النعمة والإيمان.











3- أما قول الرب: "مَن آمن واعتمد خلص"، فالمقصود به هو الكبار الذين في سن يسمح بإدراك معاني الإيمان. ولهذا نحن لا يمكن أن نعمد الكبار إلا إذا آمنوا عملًا بقول الرب (مر 16: 16). أما من جهة الأطفال فنطبق عليهم قول الرب أيضًا: "دعوا الأولاد يأتون إلى ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات" (مت 19: 14).





4- ومن جهة الإيمان، ليس عند الأطفال ما يمنع الإيمان مطلقًا، لأنهم لم يدخلوا في مرحلة الشك والفحص والتفكير التي عند الكبار (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وهم في إيمان يصدق كل شيء ويقبله فلا عندهم رفض الإيمان، ولا مقاومة الإيمان، ولا سلبيات تمنع ملكوت الله.





وعمادهم يتفق مع نظرية (الخلاص المجاني) التي يؤمن بها البروتستانت ويعلنوها بكل قوتهم.











5- ولو دققنا تمامًا على شرط الإيمان، لكان من الممكن أن نمنع من المعمودية أيضًا كل الكبار الذين ليس لهم النضوج العقلي أو الفكري الكافي لإدراك حقائق الإيمان وعمقها، مثل كثير من الريفيين ومن العمال ومن الأميين وأشباه المتعلمين، والذين ليس لهم قدر من الذكاء يدخل في عمق الحقائق اللاهوتية... ما نصيب كل أولئك من الإيمان...؟ فهل نمنعهم كما نمنع الأطفال أيضًا...؟!











6- يقول البعض: وماذا يحدث إن كبر الطفل ورفض الإيمان؟





يكون مثل المرتد... النعمة التي أخذها في المعمودية قد يرفضها بحرية إرادته. نحن نكون قد أدينا واجبنا من نحوه. ونتركه مثل أي إنسان بدأ بالروح وكمل بالجسد (غل 3: 3) ولكن الاحتمال الأكبر هو أن الطفل الذي نعمده في صغره، ويحيا في الكنيسة، ويذوق كل وسائط النعمة فيها، لا يكون عرضة للانحراف وترك الإيمان مثل الذي نتركه بلا عماد حتى كبره...











7- إن الذين ينكرون معمودية الأطفال، إنما ينكرون لزوم المعمودية للخلاص (مر 16: 16). لأنهم لو آمنوا بلزوم المعمودية ، لكان من الخطورة أن يحرموا الطفل من الخلاص.





وماداموا يشترطون الإيمان للخلاص، ويرون الأطفال بلا إيمان. فما مصير الأطفال في نظرهم، وهم بلا معمودية، وبلا إيمان؟ هل يخلصون بدونها؟... ويبقى السؤال بلا جواب...











8- ونحن نعمد الأطفال، لأن في الكتاب ما يشير ضمنًا إلى هذا، فيما ذكره الكتاب من عماد أسرة بأكملها، أو شخص وكل بيته ، وليس من المعقول أن كل هؤلاء الذين آمنوا، لم تكن في عائلاتهم أطفال. والأمثلة على هذا كثيرة في الكتاب، نذكر من بينها:





أ- عماد سجان فيلبى، قال له القديسان بولس وسيلا: "آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك" (أع 16: 31). والمقصود هو أن إيمانه سيكون الخطوة الأولى التي تقود أهل بيته إلى الخلاص ولذلك قيل بعدها: "وكلماه وجميع من في البيت بكلمة الرب" ثم يقول الكتاب: "واعتمد في الحال هو والذين له أجمعون وتهلل مع جميع بيته" (أع 16: 32 34). ولم يستثن الكتاب الأطفال من كل أهل بيت سجان فيلبى، بل قال عن عماده: "هو والذين له أجمعون" بما فيهم طبعًا من أطفال...





ب- في قصة ليديا بائعة الأرجوان قيل إنها "اعتمدت هي وأهل بيتها" (اع 16: 15).





ج- قال بولس الرسول: "وعمدت أيضًا بيت اسطفانوس" (1كو 1: 16). فهل كل هذه البيوت لم يكن فيها أطفال...





د- الذين اعتمدوا في يوم الخمسين، لم يذكر الكتاب أنه لم يكن بينهم أطفال.











9- وممارسة معمودية الأطفال قديمة في التاريخ. نذكر من بينها خلاف كان بين القديس أوغسطينوس والقديس جيروم حول أصل النفس وهل هي مولودة أم مخلوقة، وكان القديس أوغسطينوس يقول إنها تولد مع الإنسان والقديس جيروم يقول إنها مخلوقة. فقال القديس أوغسطينوس: [إن كانت مخلوقة فهي لم ترث خطية آدم. وإذن فلماذا نعمد الأطفال؟]. ولم يجد جيروم إجابة على هذا السؤال.





10- والكتاب المقدس لا توجد فيه أية واحدة تنص علي عدم معمودية الأطفال.





11- أما من جهة الإيمان، فنحن نعمد الطفل على إيمان والديه. وهذا الأمر -في جوهره- له أمثلة كثيرة جدًا في الكتاب المقدس.





أ- كان الختان يرمز إلى المعمودية كما سبق أن ذكرنا، وبه كان ينضم المختون إلى عضوية شعب الله. حسب العهد الذي أبرمه الله مع أبينا إبراهيم (تك 17: 12) ومعروف أن الختان كان يتم في اليوم الثامن حسب أمر الرب (تك 17: 12).





فالطفل في اليوم الثامن من عمره، ماذا كان يدرى عن العهد الذي بين الله وأبينا إبراهيم؟ وماذا كان يدرى عن عضوية شعب الله؟ لا شيء بلا شك. لكنه كان يختن بإيمان والديه بهذا العهد، ويصير عضوا في شعب الله ومستحقا الوعود التي منحها الرب لأبينا إبراهيم، كل ذلك بإيمان والديه.





ب - كان عبور البحر يرمز إلى المعمودية، أو كان معمودية في حد ذاته كما شرح القديس بولس الرسول (1كو 10). وكان يمثل الخلاص من عبودية فرعون، رمزًا للخلاص من عبودية الخطية والشيطانوالموت. وقد عبر البحر أشخاص كبار يعرفون وعد الله لموسى النبي، ويعرفون ماذا كانت عبوديتهم لفرعون، وما معنى خلاصهم منها بيد الله الحصينة. وبعبورهم البحر (أي بالعماد) خلصوا. ولكن ماذا عن الأطفال الذي حملتهم أمهاتهم أو آبائهم عابرين البحر بهم. لقد نالوا الخلاص بلا شك من العبودية، وتعمدوا، ولكن على إيمان الوالدين. لأن أولئك الأطفال ما كانوا يدرون عن هذه الأمور شيئًا.





ج- مثال ثالث قوى جدًا وهو خلاص الأطفال من سيف الملاك المهلك بدم خروف الفصح، حسب قول الرب لموسى عن ذبح الخروف ورش الدم على عتبات البيوت وقوائمها (فأرى الدم وأعبر عنكم). (خر 12: 13).





وكان دم خروف الفصح يرمز إلى دم السيد المسيح الذي به نلنا الخلاص، وكما قال القديس بولس الرسول: (لأن فصحنا المسيح ذبح لأجلنا) (1 كو 5: 7).





والسؤال الآن هو هذا: الأطفال الذين خلصوا بدم خروف الفصح: ماذا كان إيمانهم؟





ما الذي يعرفونه عن العهد بين الله وموسى حول الفصح والنجاة بدمه من الهلاك؟ لا شيء بلا شك ولكنهم خلصوا بإيمان آبائهم، الآباء الذين آمنوا بالدم وفاعليته وأهمية دم الفصح للنجاة من الهلاك.





ولكن هؤلاء الأطفال الذين خلصوا بالختان، وبدم خروف الفصح، وبعبور البحر الأحمر فهموا معاني هذه الأمور فيما بعد عندما كبروا. ولكنهم تقبلوا هذا الخلاص مجانًا في طفولتهم بإيمان الوالدين بعهود الله واتفاقاته مع البشر. ولما كبروا دخلوا في هذا الإيمان عمليا..







بعد هذا نجيب على الأسئلة التي يقدمونها حول المعمودية.








لزوم المعمودية اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث

6- المعمودية هي من عمل الكهنوت

المعمودية لابد أن يقوم بها كاهن شرعي.

والكتاب المقدس يرينا أن السيد المسيح لم يترك مسألة المعمودية إلى عامة الناس، إنما تركها لرسله القديسين، كما ورد في قوله لتلاميذه قبل صعوده: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابنوالروح القدس" (مت 28: 19).


ويؤيد هذا أيضًا ما ورد في (مر 16: 15، 16 ).


وواضح أن الرسل هم الذين قاموا بعمل التعميد كما يروى لنا سفر أعمال الرسل في كل انتشار الكنيسة الأولى. ثم تركوا العمل لتلاميذهم من الأساقفة. ومنهم للكهنة.

ولهذا كله، نحن لا نقبل أية معمودية لا يقوم بها كاهن.


ويُشترط في الكاهن أيضًا أن يكون كاهنًا شرعيًا , أي وُضعت عليه يد لها سلطان السيامة، ولا يكون هذا الكاهن محرومًا أو مشلوحًا، بل له السلطة الكهنوتية التي يمارس بها الأسرار.


ولعلنا بعد أن تكلمنا عن كل مفاعيل المعمودية فينا، وهذه التي لا يؤمن بها إخوتنا البروتستانت، ناسبين كل ذلك إلى الإيمان وحده... وبعد أن تحدثنا أيضًا عن أن المعمودية هي عمل الكهنة... لعل البعض يسأل:




لماذا تعيدون معمودية البروتستانتي الذي ينضم إلى الكنيسة الأرثوذكسية؟ نقول إننا نعطيه كل هذه الكنوز الروحية التي لم ينلها حينما تعمد في البروتستانتية... نسأله: هل نلت في المعمودية الخلاص؟ هل نلت فيها التبرير والتجديد ومغفرة الخطايا؟ هل اغتسلت فيها من خطاياك؟ هل لبست فيها المسيح؟ هل ولدت فيها ولادة جديدة؟


فإن كنت لم تنل شيئًا من كل هذه النعم في المعمودية التي أخذتها في البروتستانتية إذ لم تكن تؤمن بشيء منها يُنال بالمعمودية، فنحن نعطيك هذه كلها بالمعمودية التي لها كل هذه المفاعيل.


وسبب آخر هام. وهو أننا لا نعترف بمعمودية إلا التي تكون بواسطة كاهن شرعي كما قلنا. والبروتستانتية لا تؤمن بكهنوت للبشر يمارس الأسرار كما أنها لا تؤمن بالمعمودية كسر.


لذلك لا نقبل هذه المعمودية. ولا نقول أننا نعيدها، إنما نعمد المنضم إلينا بمعمودية على يد كاهن، تحمل فاعلية روحية لازمة للخلاص، وبدونها لا يخلص (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات)... مهما كانت المعمودية الأولى على اسم الثالوث القدوس، مادامت تنقصها ثلاثة أمور هامة، إذ أنها:

أ- ليست على يد كاهن.

ب- ليست سرًا.

ج- ليست لها فاعلية روحية.


7- لزوم المعمودية


نلاحظ منذ بدء المسيحية أن المعمودية كانت لازمة جدًا تتبع الإيمان مباشرة، ولم يستغنى عنها أحد. كانت كذلك في تعليم الرب، وكانت كذلك في الممارسة العملية.


فمن جهة تعليم الرب قال لرسله: "تلمذوا جميع الأمم... وعمدوهم" (مت 28: 19) وقال أيضًا: "مَن آمن واعتمد خلص" (مر 16 : 16). ولو كانت المعمودية مجرد علامة، ما أعطاها الرب كل هذه الأهمية...


وفى الممارسة العملية. لما آمن اليهود في يوم الخمسين، دعاهم القديس بطرس إلى المعمودية مباشرة، فقال لهم: "توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لمغفرة الخطايا" (أع 2: 38) واعتمد في ذلك اليوم ثلاثة آلاف نفس. ولا شك أنها كانت عملية صعبة ومنهكة وتأخذ وقتًا. ولولا أهميتها ما قام بها الآباء الرسل.


ولو كان الإيمان وحده يخلص، لماذا كانت الحاجة إلى معمودية كل هذه الآلاف؟ ما كان أسهل أن يقول لهم الرسول: "مادمتم قد آمنتم أيها الإخوة. اذهبوا على بركة الله فقد نلتم الخلاص، وهذا يكفى".


ونفس الوضع نجده في عماد الخصي الحبشي، الذي طلب بنفسه المعمودية بعد إيمانه مباشرة. وعمده فيلبس، فمضى فرحًا (أع 8: 36 ).


وشاول الطرسوسي اعتمد بعد إيمانه ودعوته لكي يغتسل من خطاياه (أع 22: 16)، وسجان فيلبى لما آمن، "اعتمد في الحال هو والذين له أجمعون" (أع 16: 23) وليديا بائعة الأرجوان لما آمنت اعتمدت هي وأهل بيتها (أع 16: 15) (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).


ولما آمن كرنيليوس، عمده بطرس هو وكل الذين كانوا يسمعون الكلمة "قائلًا أترى يستطيع أحد أن يمنع الماء حتى لا يعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح القدس كما نحن" (أع 10: 44، 47).


فلو كان الخلاص بالإيمان فقط، لماذا اعتمد كل الذين آمنوا؟

فاعلية المعمودية كتاب اللاهوت المقارن (1) لقداسة البابا شنودة الثالث

كتاب اللاهوت المقارن (1) لقداسة البابا شنودة الثالث


5- فاعلية المعمودية


1- المعمودية يتم بها الخلاص:


حسب قول السيد المسيح: "من آمن واعتمد، خلص" (مر 16: 16). ولم يقل : "من آمن خلص"، وإنما اشترط المعمودية إلى جوار الإيمان.


وقال القديس بولس الرسول "... بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" (تى 3: 5). وقال القديس بطرس الرسول عن الفلك "الذي فيه خلص قليلون أي ثمانية أنفس بالماء، الذي مثاله يخلصنا نحن الآن أي المعمودية" (1بط 3: 20، 21).




2- بالمعمودية ننال الميلاد الثانى، من الماء والروح:




أ) وذلك حسب قول السيد المسيح لنيقوديموس: "إن كان أحد لا يولد من فوق، لا يقدر أن يرى ملكوت الله" (يو 3: 3) ثم فسرها له بقوله "إن كان لا يولد من الماء والروح، لا يقدِر أن يدخل ملكوت الله" (يو 3 : 5)... وأضاف: "المولود من الروح هو روح... هكذا كل من ولد من الروح". وهكذا اعتبر كل من ولد من الماء والروح، يكون قد ولد من فوق، أو يكون قد ولد من الروح، هذا هو الميلاد الثاني.


والعجيب أن بعض البروتستانت يريد الهروب من هذه الآية بقوله: لم يقل الرب كل من يعتمد من الماء والروح، بل قال كل من يولد...!


ولا شك طبعًا أنهما تعبير واحد، لأنه ما معنى "يولد من الماء" سوى أنه "يُعَمَد" لأن المُعَمَد يخرج من بطن المعمودية. كما أن كلام القديس بولس الرسول يؤكد نفس المعنى...


ب) يقول القديس بولس: "بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني" (تى 3: 5) وقال عن الكنيسة: "مطهرًا إياها بغسل الماء بالكلمة" (أف 5: 26) واعتبر الرسول أن غسل الماء (بالمعمودية) هو غسل الميلاد الثاني، وهو غسل من الخطايا.




3- المعمودية هي غسل من الخطايا:


حسب الآيتين السابقتين.


وأيضًا حسب قول حنانيا الدمشقي لشاول الطرسوسي بعد أن دعاه الرب: "أيها الأخ شاول... لماذا نتوانى؟ قم اعتمد واغسل خطاياك" (أع 22: 16).


وهنا نرى أنه من نتائج المعمودية غسل الإنسان من خطاياه. وفي مثال شاول الطرسوسي هذا نرى عجبًا. لقد دعاه السيد المسيح بنفسه، ليكون رسولًا للأمم، وإناءً مختارًا يحمل اسمه (أع 9: 15، 16 ). ومع ذلك لم تغفر خطاياه بهذا اللقاء مع الرب، ولا بإيمانه ولا بصيرورته رسولًا، إنما ظل محتاجًا إلى المعمودية لكي يغسل خطاياه.


ولعل بولس الرسول كان يتذكر باستمرار هذا الغسل من الخطية بالمعمودية، فقال لأهل كورنثوس: "لكن اغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا" (1كو 6: 11) ذلك لأنهم اعتمدوا باسم يسوع المسيح، فنالوا المغفرة، كما قال القديس بطرس لليهود.




4- المعمودية بها مغفرة الخطايا:


وذلك أنه لما آمن اليهود يوم الخمسين ونخسوا في قلوبهم، قالوا ماذا نصنع أيها الرجال الأخوة؟ أجابهم القديس بطرس الرسول قائلًا: "توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا..." (أع 2: 38).


ولو كان إيمان اليهود في ذلك اليوم كافيًا لمغفرة خطاياهم، ما كان الرسول العظيم يطلب منهم أن يعتمدوا لمغفرة الخطايا...! وبخاصة في ذلك اليوم التاريخي يوم تأسيس الكنيسة، وهو يوم ترسى فيه مبادئ هامة للخلاص.




ولعل البعض يسأل: كيف تُغفَر الخطايا في المعمودية؟ فنجيب:


5- المعمودية هي موت مع المسيح وقيامة معه:


يقول الكتاب: "أجرة الخطية هي موت" (رو 6: 23) وقد بدأ طريق الخلاص بالموت، إذ مات المسيح عنا (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وكان لابد أن نموت مع المسيح أو على الأقل نتشبه بموته حسب قول الرسول: "لأعرفه وقوة قيامته، وشركة آلامه، متشبهًا بموته" (فى 3: 10). ونحن نفعل ذلك في المعمودية. وكيف؟


يقول الرسول: "أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح، اعتمدنا لموته، فدفنا معه بالمعمودية للموت" (رو 6: 3، 4) . ويستمر في تأكيد هذا التعبير فيقول: "متنا معه... دفنا معه، قد صرنا متحدين معه بشبه موته... إنساننا العتيق قد صُلب معه...".


ويقول الرسول أيضًا في (كو2: 12): "مدفونين معه في المعمودية" مؤكدًا نفس المعنى...


ولماذا كل هذا؟ يقول الرسول: "فإن كنا قد متنا مع المسيح نؤمن أننا سنحيا معه" (رو 6: 3 8).


المعمودية إذن لازمة للخلاص، لأنها شركة في موت المسيح. لأنها إيمان بالموت كوسيلة للحياة، واعتراف بأن أجرة الخطية هى موت.


وفى هذا الفصل من (رو 6) تبدو لنا ملاحظتان هامتان:


أ- عبارة: "دُفنا في المعمودية" تعنى التغطيس، كوضع الإنسان داخل القبر.


ب- يبدو من نتائج المعمودية أيضًا "صلب إنساننا العتيق".




وفى هذا الفصل أيضًا نتيجة أخرى للمعمودية وهى:


6- في المعمودية عملية تجديد:


يقول الرسول: "فدفنا معه بالمعمودية للموت، حتى كما أقيم المسيح... هكذا نسلك نحن أيضًا في جدة الحياة" (رو 6: 4) أي في الحياة الجديدة... هذه التي تُمنح لنا بالمعمودية. طبيعتنا إذن تتجدد في المعمودية. وكيف ذلك؟




7- في المعمودية نلبس المسيح:


يقول الرسول: "لأنكم كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح، قد لبستم المسيح" (غل 3: 27) هل توجد عبارة أقوى من هذه تدل على عظم فاعلية المعمودية؟!


تلبس المسيح... تلبس ما فيه من بر، يهبه لك كنتيجة للمعمودية، تلبس الخلاص الذي وهبه لك في المعمودية بدمه... تلبس الصورة الإلهية (تك 1: 26) التي فقدناها بالخطية الأولى.




ورموز إلى المعمودية في العهد القديم تعطى نفس المعنى:


أ- فمن ضمن هذه الرموز كان الفلك. وفيه يقول القديس بطرس الرسول: "... إذ كان الفلك يبنى، الذي فيه خلص قليلون أي الثماني أنفس بالماء، الذي مثاله يخلصنا نحن أيضًا بالمعمودية" (1بط 3: 20، 21).


نشرح أن المعمودية فيها الخلاص، بالماء، كما حدث في الفلك مع الذين خلصوا من موت الطوفان بفلك نوح، مثال المعمودية.


وهذا يؤيد ما سبق أن قلناه عن الخلاص بالمعمودية حسب قول الرب (مر 16: 16).


ب- ومن الرموز إلى المعمودية الختان.


ج- ومن الرموز للمعمودية في العهد القديم أيضًا، عبور البحر الأحمر.


وعن هذا الرمز يقول القديس بولس الرسول :"فإني لست أريد أيها الأخوة أن تجهلوا أن آباءنا جميعهم كانوا تحت السحابة، وجميعهم اجتازوا في البحر، وجميعهم اعتمدوا لموسى في السحابة وفي البحر".


والمعروف أن عبور البحر الأحمر كان خلاصًا للشعب من عبودية فرعون. وهو هنا يرمز إلى الخلاص الذي نناله في المعمودية من عبودية الخطية والموت، وعنصر الماء واضح في المثالين. وموسى يمثل هنا الكهنوت . كما كان نوح في مثال الفلك يمثل الكهنوت في عهد الآباء البطاركة (رؤساء الآباء)...


د- ومن رموز العهد القديم إلى المعمودية أيضًا ما ورد في (حز 16: 8، 9) حيث يقول الرب لأورشليم الخاطئة التي ترمز هنا إلى النفس البشرية في سقوطها: "ودخلت معك في عهد يقول السيد الرب فصرتِ لي. فحممتكِ بالماء، وغسلت عنكِ دماؤكِ، ومسحتك بالزيت" وهذا الماء والغسيل رمز للمعمودية، والزيت رمز لمسحة الروح القدس، وعبارة "صرتِ لى" تعنى انضمامها بهذا إلى جسد المسيح (عضويةالكنيسة).


المعمودية إذن فيها خلاص ومغفرة للخطايا، ليس حسب تعليم العهد الجديد فقط، إنما حسب رموزها في العهد القديم أيضًا في الختان، والفلك، والبحر الأحمر.


و-المغفرة التي ننالها في المعمودية يُعبر عنها قانون الإيمان تعبيرًا واضحًا جدًا في قوله: "نؤمن بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا".




8- في المعمودية انضمام لعضوية الكنيسة:


لا شك أن المعمودية كان يرمز لها الختان في العهد القديم. وفي ذلك يقول الرسول عن السيد المسيح: "وبه أيضًا ختنتم ختانًا غير مصنوع بيد، بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح، مدفونين معه بالمعمودية، الذي فيه أيضًا أقمتم بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات" (كو 2: 11، 12).


المعروف أنه في الختان يقطع جزء من الجسد، فيموت، إشارة في المعمودية إلى الموت الكامل. وكما أن الختان علامة لا تُمحى هكذا أيضًا في المعمودية.


وكما أن في الختان يسيل دم، كذلك الحياة الجديدة التي أتت بالمعمودية، كانت باستحقاق الدم الذي سفك عنا.


وكما أن المختون كان يعتبر بختانه عضوًا في شعب الله وفي جماعة المؤمنين (تك 17: 7) هكذا أيضًا المُعَمَد يصير عضوًا فى الكنيسة في شعب الله، عضوًا في جسد المسيح. وكما أن غير المختون كان يهلك ( تك 17: 14) هكذا أيضًا كل من لا يولد من الماء والروح (يو 3: 3، 5) لا يدخل ملكوت الله، لأنه لم يدخل في المعمودية ولم يدفن مع المسيح ولم يقم معه.


وكما أن الختان كان لازما وضروريًا وبأمر إلهي، هكذا أيضًا المعمودية لازمة للمغفرة ولعضوية جسد المسيح.


وكما أن الإنسان يموت مرة واحدة ويقوم، ويختن مرة واحدة، هكذا أيضًا المعمودية واحدة لا تتكرر لأن المُعَمَد لا يموت مع المسيح أكثر من مرة.


أما علاقة الختان والمعمودية بمغفرة الخطايا ، فيُعبر عنها الرسول في حديثه عن الختان الروحي، ختان المسيح، غير المصنوع بيد الذي فيه خلع جسم الخطايا، ويرمز للمعمودية، فيقول بعدها: "وإذ كنتم أمواتًا بالخطايا وغلف جسدكم، أحياكم معه مسامحًا لكم بجميع الخطايا" (كو 2: 11 13).

الخلاف بيننا وبين البروتستانت حول المعمودية

4- الخلاف بيننا وبين البروتستانت حول المعمودية

تتركز الخلافات في المعمودية حول خمس نقاط هامة هي:


1- ما هي أهمية المعمودية وفاعليتها فينا؟


هل حسب الإيمان الأرثوذكسي ننال بها الخلاص والتطهير والتبرير والتجديد والميلاد الثاني والعضوية في جسد المسيح؟ أم أن كل ذلك يُنال بالإيمان حسب المعتقد البروتستانتي؟ وعندئذ ماذا تكون فائدة المعمودية؟ هل هي مجرد علامة على المسيحية؟ أم هي مجرد طاعة للسيد المسيح الذي أمر بها؟ (مت 28: 19).


2- بواسطة من تتم المعمودية؟


نحن في الأرثوذكسية نشترط أن الذي يجريها للمؤمن لابد أن يكون كاهنًا شرعيًا. أما البروتستانت فلا يؤمنون بالكهنوت البشرى إطلاقًا. وعندهم تتم المعمودية بواسطة خادم ليس كاهنًا (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). من الجائز أن يكون شيخًا أو قسيسًا، أو شيخة أو قسيسة (عند الطوائف التي تسمح للمرأة بهذه الوظيفة). وعلى أية الحالات فإن الشيخ أو القسيس ليس من الكهنوت حسب المُعتقد البروتستانتي.



4- نحن نجرى المعمودية بالتغطيس، وهى عندهم بالرش.3- نحن نؤمن بالمعمودية سر من أسرار الكنيسة، والبروتستانت لا يرونها كذلك.


5- نحن نعمد الأطفال على إيمان الوالدين، أما البروتستانت فلا يؤمنون بمعمودية الأطفال، لأنهم يشترطون إيمان المُعَمَد ذاته.


ولكن بعض البروتستانت يوافقون على معمودية الأطفال على إيمان والديهم، وهكذا اتفق معنا الإنجيليون فى مصر.


وتبقى بعد هذا اعتراضات يقدمونها وتحتاج إلى إجابة، مثل:



أ- ما مدى كفاية الإيمان؟ ألا يكفى بدون معمودية؟


ب- كيف خلص اللص اليمين بدون معمودية؟


ج- هل الماء له مثل هذه القيمة التي تلد وتجدد...؟


د- لماذا يلزم وجود كاهن؟... وماذا إذا كان هذا الكاهن الذي يعمد المؤمن هو نفسه سيئ السيرة؟


هـ- إن كانت المعمودية تجديدًا، فلماذا نخطئ بعدها؟


و- كيف يرث الطفل خطية والديه اللذين سبق لهما العماد وغفرت خطاياهما؟


ز- هل الماء في المعمودية يرمز إلى الكلمة كما يقول الرسول عن علاقة المسيح بالكنيسة: "مطهرًا إياها بغسل الماء بالكلمة" (أف 5: 26).


وسنحاول أن نتناول في موقع الأنبا تكلا هذه النقاط واحدة فواحدة...

مجمل خلافاتنا مع البروتستانت | اللاهوت المقارن | البابا شنودة

3- مجمل خلافاتنا مع البروتستانت




الخلافات كثيرة: بعضها في العقيدة والإيمان، وبعضها في الطقوس، والبعض الثالث في النظام الكنسي، وفي أمور العبادة...


وأهم الخلافات بيننا وبين البروتستانتية ما يلي:

1- اعتقادهم بالطبيعتين والمشيئتين في السيد المسيح:


بينما تؤمن الكنيسة القبطية، أن طبيعة السيد المسيح اللاهوتية وطبيعته الناسوتية، متحدتان معًا في طبيعة واحدة، هي طبيعة الكلمة المتجسد. ونحن نؤمن أن السيد المسيح كامل في لاهوته، وكامل في ناسوته، وأن لاهوته لم يفارق ناسوته، لحظة واحدة ولا طرفة عين، لذلك لا نتكلم مطلقًا عن طبيعتين بعد الاتحاد، هذا التعبير الذي بسببه رفضنا مجمع خلقيدونية سنة 451 م.

Protestant



2- انبثاق الروح القدس:


يعتقد البروتستانت مثل الكاثوليك بانبثاق الروح القدس من الآب والابن، وهذا مخالف لعقيدة كنيستنا، التي تؤمن بانبثاقالروح القدس من الآب وحده، حسبما ورد في (إنجيل يوحنا 26:15).




3- عدم إيمانهم بأسرار الكنيسة السبعة:


وإن وجد عندهم شيء من ذلك، لا يسمونه سرًا. مثال ذلك: يوجد زواج عند البروتستانت، ولكنه مجرد رابطة أو عقد بين اثنين، وليس سرًا كنسيًا. كذلك توجد عندهم معمودية، ولكنها ليست سرًا كنسيًا بكل فاعليته... ويسمونها فريضة.




4- لا يؤمنون بالتقليد Tradition أو التسليم الرسولي:


فهم لا يؤمنون إلا بالكتاب المقدس فقط، ولا يقبلون كل القوانين الكنسية، ولا المجامع المقدسة وقراراتها، ولا يلتزمون بتعاليم الآباء. وبالتالي لا يقبلون كل ما قدمه التقليد من نظم كنسية.




5- لا يقبلون الكهنوت:


فهم إما ينادون بكاهن واحد في السماء وعلى الأرض، هو يسوع المسيح، دون أي كهنوت للبشر، وإما أن يقولوا إننا جميعًا كهنة، ولا فارق في ذلك بين إنسان وآخر، ومن يدعى (قسًا) من الطوائف البروتستانتية، لا يقصد به أنه كاهن، إنما هذا لقب يعنى عندهم أنه خادم أو راع، أو معلم، وليس كاهنًا يمارس الأسرار الكنسية.


وإن كانوا لا يؤمنون بالكهنوت، فمن باب أولى لا يؤمنون برئاسة الكهنوت، ويرون أن الكنيسة هي جسد واحد، له رأس واحد هو يسوع المسيح، ولا توجد رئاسة كهنوت من البشر، بحيث يرون رئاسة المسيح للكنيسة لا تسمح بوجود رئاسات بشرية. ونتيجة لهذا لا يؤمنون طبعًا بسلطان كنسي أيا كان...


نستثنى من كل هؤلاء الأنجليكان أو الاسقفيين، الذين توجد في كنيستهم، درجات الأسقف و القس و الشماس، ولهم أيضًا رؤساء أساقفة، مثل رئيس أساقفة كانتربرى Canterbury، ورئيس أساقفة يورك وغيرهما. ولكنهم يعتقدون بموضوع زواج الأساقفة، وقد رسموا حاليًا قسوسًا من النساء، وأسقفًا امرأة، وقد وضع قداسة البابا شنودة الثالث كتابًا خاصًا عن الكهنوت يمكن الرجوع إليه.




6- خلافات كثيرة في موضوع الخلاص:


من أهمها التركيز فقط على الإيمان، وعدم الاهتمام بكل ما عداه، وهنا يعتمدون على عبارة "آمن بالرب يسوع فتخلص..." (أعمال الرسل 31:1) (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ويرون أنه بمجرد إيمان الإنسان يخلص، في نفس لحظة إيمانه، وكأنهم بهذا ينكرون الأسرار اللازمة للخلاص، مثل المعمودية والتوبة، وينكرون دور الكنيسة في موضوع الخلاص، الذي يعتبرونه مجرد علاقة مباشرة مع الله.


ومن ضمن الموضوعات التي هي مجال خلاف: مدى إمكانية هلاك المؤمن إذا ارتد، فيرون أن المؤمن لا يمكن أن يهلك مهما سقط.


ومن الخلافات البارزة في موضوع الخلاص، مسألة الإيمان والأعمال. ففي تركيزهم على الإيمان يغفلون جانب الأعمال، وفي اهتمامهم بعمل النعمة، ينكرون لزوم الجهاد، وأكثر هؤلاء بعدًا عن التطرف من يقولون أن الإيمان ينبغي أن يكون إيمانًا عاملًا بالمحبة (غلاطيه 6:5).




7- ينكرون الطقوس:


البروتستانتية ضد الطقوس، وبالتالي لا يعترفون بأية ليتورجيات (صلوات طقسية)، لا يستخدمون ما عندنا من كتب طقسية، مثل: القطمارس katameooc، و الابصلمودية، وصلوات اللقان، وطقس السجدة، وطقوس البصخة والشعانين، والطقوس التي تصاحب كل سر من أسرار الكنيسة، وما إلى ذلك.




8- خلافات في المعمودية:


لعل من أهمها لزوم المعمودية للخلاص، كذلك لزوم المعمودية للأطفال، ولا يؤمنون بكل فاعلية المعمودية، ولا علاقة المعمودية بالولادة الجديدة، وبالتبرير وغفران الخطايا، وهكذا تتحول المعمودية في البروتستانتية إلى اسم بلا مفعول، لأن كل ما ننسبه إلى المعمودية من فاعلية، ينسبونه كله إلى الإيمان، وكأنها أصبحت مجرد علامة أو مجرد طقس، بينما هم لا يؤمنون بالطقوس... ومع ذلك ليس كل البروتستانت إيمان واحد في المعمودية، فمنهم من يوافق على معمودية الأطفال، ومنهم من يوافق أن المعمودية بالتغطيس.. مع خلافات أخرى.




9- لا يؤمنون بالاعتراف:


ونقصد عدم إيمانهم بالاعتراف على الآباء الكهنة من جهة، لأنهم لا يؤمنون أصلًا بكهنوت البشر، ومن جهة أخرى، لأنهم يرون الاعتراف على الله مباشرة، ويتبع هذا طبعًا، أنهم لا يؤمنون بالتحليل الذي يقرأهالكاهن على رأس المعترف، ولا يؤمنون بسلطان الحل والربط جملة.




10- لا يؤمنون بسر الأفخارستيا:


في البروتستانتية لا توجد قداسات، ولا ذبيحة إلهية، ولا يؤمنون باستحالة الخبز والخمر، إلى الجسد والدم الأقدسين، وهكذا لا يوجد تناول من هذه الأسرار المقدسة، وكل ما يفعلونه لتنفيذ وصية الرب (أنجيل لوقا 22: 19) هو احتفال في بعض المواسم، فيه كسر الخبز، لمجرد الذكرى، ويدعون ذلك فريضة وليس سرًا كنسيًا. وهكذا فإنه لا يوجد مذبح في الكنائس البروتستانتية، لأنه لا توجد ذبيحة... يستثنى من ذلك الانجليكان (الأسقفيين)، فعندهم مذابح وقداسات، ويؤمنون باستحالة الخبز والخمر إلى الجسد والدم.. (اقرأ المزيد حول هذا الأمر هنا في موقع أنبا تكلا).




11- خلافات بالنسبة إلى الكتاب المقدس:


على الرغم من اهتمام البروتستانت بالكتاب اهتمامًا كبيرًا، على الرغم من كلامهم عن (الحق الكتابي)، إلا أننا نأخذ عليهم هنا أمرين هامين:


أ- عدم إيمانهم ببعض أسفار الكتاب مثل طوبيا، يهوديت، يشوع بن سيراخ، باروخ، سفر الحكمة، المكابيين الأول والمكابيين الثاني، وبعض أجزاء أخرى من الكتاب... واعتبارهم إنها أبوكريفا، وعدم ضمها إلى الكتاب، مثلما تضم في ترجمة الكاثوليك للكتاب...


ب- لا يتعاملون مع العهد القديم بالاحترام اللائق لكل تعاليمه، كما لو كان السيد المسيح قد نقض الناموس أو الأنبياء، أو اعتبار أشياء جوهرية في العهد القديم، وكأنها كانت مجرد رموز، وانتهت في العهد الجديد! فإذا أثبتنا عقيدة بآيات من العهد القديم، لا يقبلون ذلك على اعتبار أنه من العهد القديم! وعلى هذا فإن الخط الذي يفصل بين الرمز والحقيقة الثابتة في العهد القديم، غير واضح أمامهم أو نختلف نحن معهم فيه...




12- لا يؤمنون بأصوام الكنيسة:


قد يقبلون الصوم كعمل فردى في أي وقت، ولكنهم لا يوافقون على أصوام محددة في مواعيد معينة يصومها كل الشعب، فهم لا يصومون الأربعاء والجمعة، ولا أسبوع الآلام، ولا الصوم الكبير، ولا صوم الميلاد، ولا صوم العذراء، ولا صوم الرسل، ولا باقي الأصوام، كما لا يؤمنون بالصوم النباتي. لا يقبلون قيدًا على الإنسان في أكله وشربه بأية صورة...




13- لا رهبنة في البروتستانتية:


لا يوجد نظام الرهبنة، إلا عند الأرثوذكس و الكاثوليك، أما الرهبنة فلا وجود لها في البروتستانتية، وكل رتب الخدام متزوجون. حتى في الكنيسة الأسقفية، التي هي في وضع متوسط بين الكاثوليكية والبروتستانتية، وتؤمن ببعض أسرار الكنيسة، كالكهنوت والأفخارستيا، لا يوجد فيها رهبنة، ولا تبتل، فالأساقفة ورؤساء الأساقفة، متزوجون أيضًا... سمعنا أخيرًا عن وجود رهبنة عند بعض الألمان البروتستانت...




14- لا يؤمنون بالصلاة على الموتى:


فلا يطلبون الرحمة لنفس الميت، ولا النياح له، كل ما يحدث أن يدخل جثمان الميت إلى الكنيسة، لتقرأ بعض الفصول وتلقى العظة، لمجرد تعزية أسرة المتوفى، أو للاستفادة من الموت، ولكن لا يصلون مطلقًا من أجل الميت، ولا يطلبون مغفرة، ولا يسألون الله من أجل أبدية هذا الذي انتقل.




15- لا شفاعة في البروتستانتية:


لا يؤمنون بشفاعة الملائكة، ولا العذراء، ولا القديسين، ولا شفاعة الموتى في الأحياء، ولا الأحياء في الموتى، لا وساطة إطلاقًا بين الله والناس. وهذا يقود إلى نقطة أخرى، أو تتسبب عنها، وهى:




16- عدم إكرام القديسين:


لا إكرام للملائكة ولا للقديسين، فلا يحتفلون بأعياد القديسين، كما نفعل نحن، ولا يقرأون في الكنيسة سنكسارًا يشمل سير القديسين، ولا توجد عندهم تماجيد للقديسين، ولا ذكصولوجيات، ولا تذاكيات، ولا صلاة مجمع، ولا إكرام لعظام القديسين، ورفات أجسادهم. وهذه النقطة تقود إلى نقطة أخرى وهى:




17- لا أيقونات ولا صور في البروتستانتية:


وقد أخذت (حرب الأيقونات)، دورًا هامًا في التاريخ، بينهم وبين الكاثوليك. فلا يؤمنون بوجود صور وأيقونات في الكنيسة، ولا بإيقاد شمعة أمام صورة أحد القديسين، ولا بنذر ينذر على اسمه، فهذا نوع من طلب شفاعة، وهم لا يؤمنون بالشفاعة. وتتعلق بهذا الموضوع نقطة أخرى وهى:




18- عدم بناء الكنائس على أسماء القديسين:


فلا تبنى كنيسة على اسم ملاك، أو شهيد، أو قديس، ولا تتسمى باسمه، إنما قد تتسمى الكنيسة، باسم المدينة أو الحيّ، مثل: الكنيسة الإنجيلية بشبرا، أو الكنيسة الإنجيلية بأسيوط... أو قد تتسمى الكنيسة باسم فضيلة، مثل: كنيسة الرجاء... ولكنها لا تحمل اسم قديس... أما الأسقفيون فتوجد عندهم كنائس بأسماء القديسين، مثل: كاتدرائية جميع القديسين في القاهرة مثلًا، أو كاتدرائية سان بول بلندن..




19- الكنيسة كبناء:


البعض يتطرف فينكر الكنيسة كبناء، على اعتبار أن الله مالئ السماء والأرض، لا يسكن مكانًا، ولكن عمومًا توجد كنائس للبروتستانت، ولكنها بلا هياكل، ولا حجاب، ولا تتقيد بمنارات أو قباب، وبلا أيقونات. كل ما فيها، منبر للوعظ ومقاعد، كالجمعيات التي تتخصص في الوعظ عندنا.




20- لا اتجاه إلى الشرق:


كنائس البروتستانت لا تتجه إلى الشرق، مثل كنائسنا، كذلك إذا وقفوا للصلاة، لا يتجهون إلى الشرق، بل في أي اتجاه، حسب موضع كل منهم.




21- لا بخور ولا شموع:


لا يستخدم البخور في الكنائس البروتستانتية، ولا يوجد طقس رفع بخور عشية، ولا طقس رفع بخور باكر، ولا تصحب الصلوات ببخور، والمبخرة غير موجودة في الكنيسة إطلاقًا، كذلك لا توجد شموع، ولا يصحبون قراءة الإنجيل، بإضاءة شموع.




22- لا توجد صلاة قنديل:


(أي صلاة مسحة المرضى)، سواء اعتبرت سرًا من أسرار الكنيسة أم لا، هم لا يؤمنون بالأسرار، أو بأية صلاة طقسية، ولا بالصلاة على المرضى، كسر كنسي، فيه تقديس الزيت والدهن به.




23- لا صلوات أجبية:


لا يؤمنون بالصلوات السبع التي للكنيسة، لا بمواعيدها ولا بمحتوياتها. ولا يلزمون بمبدأ الصلوات المحفوظة عمومًا. يصلى كل إنسان متى يشاء، وكيفما يشاء.


وهذا يقود إلى نقطة أخرى، وهى صلاة (أبانا الذي في السموات)، لا يستخدمونها في بدء الصلاة، ولا في نهايتها، ولا يلتزمون بها إطلاقًا، كما لا يلتزمون مطلقًا بصلاة المزامير، ولا مانع في بعض الاجتماعات، من أن تردد الصلاة الربانية، باعتبار أنه لا خطأ في ذلك، ولكن بغير التزام.




24- الحكم الألفي:


ويؤمنون أن السيد المسيح، سيأتي في آخر الزمان، ويحكم ألف سنة على الأرض، يكون فيها الشيطان مقيدًا. ويسود فيها السلام، ويرعى فيها الحمل مع الأسد...ولكن توجد اختلافات بين البروتستانت في تفاصيل الحكم الألفي.




25- لا يؤمنون بدوام بتولية العذراء:


بل يعتقدون أنها تزوجت بيوسف النجار، وأنجبت منه بنين، عرفوا باسم "أخوة يسوع" (أنجيل متى 13: 55، 56). ولا يكرمون العذراء، وكثيرًا ما يلقبونها باسم "أم يسوع"، ولا يوافقون على عبارة "الممتلئة نعمة" (لوقا 28:1)، بل يترجمونها "المنعم عليها"، وينكرون صعود جسد العذراء إلى السماء، الأمر الذي يعتقد به الكاثوليك والأرثوذكس، ولا يحتفلون بأي عيد من أعياد السيدة العذراء، وبعضهم يقول عن العذراء إنها "أختنا"!!




26- يؤمنون بحرية العقيدة وتنوعها:


فكل إنسان له الحق في أن يعتقد ما يشاء، ويعلم بما يشاء، وينشر ما يشاء من معتقدات، دون سلطة كنسية تمنعه، فهم لا يؤمنون بالسلطة الكنسية، ومن هنا نشأت عشرات المذاهب البروتستانتية، تختلف فيما بينها في كثير من العقائد، وإن كان يضمها إطار عام في بعض النقاط. ويقولون أن هذا لون من التعدد Plurality، يثرى فكر الكنيسة! وكأنه لا يلزم، أن يكون للكل إيمان واحد (رسالة أفسس 5:4).




27- مواهب الروح القدس:


كثير من المذاهب البروتستانتية، تؤمن باستمرار موهبة الألسنة، ويعتبرونها دليلًا على الملء بالروح، أو دليلًا على قبول الإنسان للروح القدس، والبعض يقبل وجودها، وانتشارها، ولزومها، ولكن ليس للكل. ولعل هذا واضح جدًا في طائفة الخمسينيين، وفي جماعات الكرزماتيك Chrismatic.




28- ينكرون الأبوة الروحية:


فلا يدعون أحدًا أبًا، ولا قسًا، ولا أسقفًا، معتمدين على فهم خاطئ لقول السيد المسيح للآباء الرسل: "لا تدعوا لكم أبًا على الأرض" (متى 9:23). وقد أجبنا على هذه النقطة بتوسع في كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنوده...




29- لا يستخدمون رشم الصليب


مع أهمية الصليب في البروتستانتية كوسيلة الرب لفداء البشر، إلا أنهم لا يكرمون الصليب، كما يكرمه الأرثوذكس. لا يوجد عندهم عيد للصليب، كما يوجد عندنا، ولا يبدأون الصلاة برشم الصليب، وباسم الآب والابن والروح القدس، كما نفعل نحن. ولا ينهونها كذلك. ولا يمسك رعاتهم صلبانًا في أيديهم، لأنه للرشم وللبركة، وهم لا يؤمنون باستخدام الصليب للبركة، ولا بصدور بركة عن الآباء الكهنة، ولا بطريق الرشم. ونشكر الله أن كثيرًا منهم يعلقون حاليًا صلبانًا على الكنائس، وما كانوا يفعلون ذلك من قبل.




30- عقيدة الاختيار




وفيها يؤمنون بعقيدة هي: اختيار الله البعض للخلاص، منذ الأزل، وعلى مبدأ النعمة المطلقة، وعلى مبدأ سلطان الله المطلق. وكما يقولون: "أن الله بمجرد مسرته قد اختار منذ الأزل بعضًا للحياة الأبدية... فرز الله لبعض من الناس، وتعينهم بالقضاء الإلهي للحياة الأبدية".

ليس الكل تعليمًا واحدًا | اللاهوت المقارن | البابا شنودة

2- ليس الكل تعليمًا واحدًا

ليس الكل تعليمًا واحدًا..ملاحظة هامة:


نحن في هذا المقال نتكلم عن الإطار العام عند البروتستانت. ولكن داخل هذا الإطار توجد بعض التفاصيل التي يختلفون فيها.


فمثلًا في المعمودية: الإطار العام عند البروتستنت هو عدم إعطاء المعمودية أهمية في موضوع الخلاص، فالخلاص عندهم بالإيمان.


ولكن من جهة التفاصيل: البعض يؤمن أن المعمودية بالرش، والبعض يراها بالتغطيس، والبعض يوافق على الأمرين... وكذلك البعض يوافق على معمودية الأطفال، والبعض لا يوافق. ولكننا نبحث الأمر من الناحية الموضوعية، دون أن نقصد طائفة بروتستانتية معينة... وهكذا مع باقي الخلافات...

الإيمان الواحد وصحة التعليم | اللاهوت المقارن | البابا شنودة

1- الإيمان الواحد وصحة التعليم



علم اللاهوت qeologia هو العلم الذي يتحدث عن الله تبارك اسمه، ولا يجوز أن يتحدث عن الله، إلا الذي عرفه أو على الأقل من قد تتلمذ على الذين عرفوه.


ويحتاج علم اللاهوت إلى دقة في التعبير، ودقة في التفسير، ومعرفة بالمصادر، التي يعتمد عليها، ويثق الكل بصدق إيمانها. ونحن (الكنيسة القبطية) ككنيسة تقليدية Traditional وكنيسة محافظة Conservative نحافظ على الإيمان الرسولي، المسلم لنا من القديسين (رسالة يهوذا 3:1)، ولا نبتدع شيئًا في الدين، ولا ننقل التخم القديم الذي وضعه آباؤنا (سفر الأمثال 28:22).


والإيمان في الكنيسة هو "إيمان واحد" (أفسس 5:4). والكنيسة تذكرنا كل يوم بهذا الإيمان الواحد، في قطعة نصليها باكر كل يوم من (أف 5:4).


هذا الإيمان الواحد، هو إيمان كل عضو من أعضاء الكنيسة، ومصدره الأساسي هو الكتاب المقدس. ثم أقوال الآباء القديسين، وقوانين المجامع المقدسة المعتمدة، وما تسجله في كتب البيعة، وبخاصة كتبالطقس الكنسي. وكلها موافقة للكتاب المقدس، وتسمى في مجموعها بالتقاليد الكنسية.


والميزان الذي نزن به التقليد السليم، اشتراط هام هو موافقته للكتاب المقدس. وفي ذلك يقول معلمنا بولس الرسول: "إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم، فليكن أناثيما" (غلاطيه 8:1-9)، أي محروم.



ولذلك كانت الكنيسة حريصة جدًا في عصورها الأولى، منذ أيام الرسل، على سلامة التعليم، حفظًا لسلامة الإيمان. وهكذا يقولالقديس بولس الرسول لتلميذه القديس تيطس أسقف كريت: "وأما أنت فتكلم بما يليق بالتعليم الصحيح" (رسالة تيطس 1:2).


وهذا التعليم الصحيح كان يتسلمه الآباء الأساقفة الأول من الرسل مباشرة، ليسلموه لأجيال أخرى أمينة على التعليم، فينتقل من جيل إلى جيل. وفي ذلك يقول القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف: "وما سمعته منى بشهود كثيرين، أودعه أناسًا أمناء، يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضًا" (رسالة تيموثاؤس الثانية 2:2).



مهمة التعليم هي عمل الإكليروس:

كان التعليم هو مهمة الآباء الرسل، ومن بعدهم تلاميذهم من الآباء الأساقفة و الكهنة، ثم الشمامسة. ولم يكن مطلقًا مهمةالعلمانيين.

السيد المسيح سلم مهمة التعليم للآباء الرسل، إذ قال لهم: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم... وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" (انجيل متى 19:28-20). وقال لهم أيضًا: "اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (إنجيل مرقس 15:16)، ولم يقل لعامة الناس.

واعتبر الرسل أن مهمة الكرازة، والتعليم، وخدمة الكلمة، وتسليم الإيمان، هي مهمتهم الأساسية. وقالوا في هذا: "وأما نحن فنواظب على الصلاة وخدمة الكلمة" (أع 4:6). وقال القديس بولس الرسول:"... بواسطة الإنجيل الذي جُعلت أنا له كارزًاورسولًا ومعلمًا للأمم" (تيموثاوس الأولى 11:1)، "كارزًا بملكوت الله ومعلمًا" (سفر الأعمال 31:28).

وقد سلم الرسول مهمة التعليم والكرازة لتلاميذه الأساقفة، فقال لتلميذه القديس تيموثاوس: "إكرز بالكلمة... عظ بكل أناة وتعليم" (2تى 2:4)... وقال لتلميذه تيطس الأسقف: "تكلم بهذه، وعظ ووبخ بكل سلطان" (تى 15:2)، وانتقل عمل التعليم أيضًا إلى القسوس، ورجال الكهنوت عمومًا، ذلك لأنه "من فم الكاهن تُطلب الشريعة" (سفر ملاخي 7:2).

ومن مجموعة الآباء الأساقفة، كانت تتشكل المجامع المقدسة، التي لها سلطان التشريع والتقنين في الكنيسة المقدسة. وكثير من الآباء الأساقفة كانت إجاباتهم في شئون الدين، تعتبر قوانين مقدسة، تعترف بهاالكنيسة الجامعة.

أما أمور الإيمان والعقيدة، فكانت مهمة الكنيسة، ممثلة في مجامعها وأساقفتها، ويشرحها الآباء الكهنة ويفسرونها للناس (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). أما العلمانيون فكانوا باستمرار في موقف المتعلمين.ولم يصر رجال الكهنوت معلمين فقط من فوق منابر الكنائس، وإنما أيضًا في موقف الإرشاد الروحي في الاعترافات وما إليها.

وأمور الإيمان والعقيدة، لا يجوز فيها للمعلمين أن يعلموا آراءهم وأفكارهم الخاصة، وإنما يعلمون الثابت في عقيدة الكنيسة، كما هي مسلمة لهم، لأنه لو أعطيت الحرية لكل إنسان، أن ينشر أفكاره الخاصة، لتعددت مذاهب التعليم، ولا يمكن أن نسمى هذه بعقيدة الكنيسة.

كل إنسان حر في عقيدته، وقد تنحرف حرية الاعتقاد، ولكن هذه كلها تكون خارج إيمان الكنيسة الواحد. والكنيسة المحافظة على الإيمان، الساهرة عليه، لا تسمح بهذا، ولا تعطى سلطة التعليم لكل أحد، وتراجع أقوال المعلمين على الإيمان المسلم للقديسين، ويبقى قول بولس الرسول: "إن كان أحد يبشركم بغير ما قبلتم فليكن اناثيما Anathema" (غل 9:1) ميزانًا ثابتًا...وأحيانًا يكون سبب الخطأ في الإيمان أو في التعليم، هو الخلطة مع مذاهب أخرى، والتأثر بها وبمعلميها، أو التتلمذ على أولئك أو على كتبهم.وأحيانًا يكون السبب في ذلك هو الاعتداد بالفكر الخاص، وعدم قبول تغييره، وعدم طاعة الكنيسة في ذلك، وربما يكون السبب هو وجود كبرياء في القلب، تقنع شخصًا بأنه على حق، وكل ما يعارضه مخطئ، وأنه يفهم ما لا يفهمه غيره...

وقد كانت الكنيسة طوال تاريخها، في ملء الحرص على سلامة التعليم، يكفى أن قسًا في الإسكندرية -هو أريوس- بسبب تعليمه الخاطئ، تدخل البابا القديس بطرس خاتم الشهداء، والبابا الكسندروس، الذي عقد مجمعًا لذلك في الإسكندرية، حضره مائة أسقف من أساقفة الإسكندرية وليبيا، ثم عقد المجمع المسكوني في نيقية سنة 325م. الذي حضره 318 أسقفًا، من كافة أنحاء العالم المسيحي، وكل ذلك من أجل قس أخطأ في التعليم، وصارت هناك خطورة من انتشار تعليمه. ولم يقل أحد: تترك الأمر لحرية الاعتقاد...!

من أجل بحث الخلافات العقائدية، وُجد علم اللاهوت المقارن. ومن أجل الوصول إلى وحدة في الإيمان، وُجد الحوار اللاهوتي.

وفي ظل الحوار اللاهوتي نقدم هذا الكتاب، بكل حب، وبطريقة موضوعية بحتة، دون أن نجرح شعور أحد.

فنحن نؤمن بروحانية الحوار اللاهوتي، وموضوعيته.

Friday 20 May 2016

تفسير آية (5) يا بيت يعقوب هلم فنسلك في نور الرب | تفسير سفر اشعياء الاصحاح 2

تفسير آية (5) يا بيت يعقوب هلم فنسلك في نور الرب | تفسير سفر اشعياء الاصحاح 2


 

التمتع بالمسيح "نور الرب"، إذ سمع إشعياء النبي: "يا بيت يعقوب هلم نسلك في نور الرب" [5]. السيد المسيح الحاّل في كنيسته هو بهاء مجد الآب ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته (عب 1: 3)، هو شمس البر والشفاء في أجنحتها (ملا 4: 2). يشرق على كنيسته فتصير هي ذاتها نورًا للعالم، تقدم النور للجالسين في ظلمة الخطية، تُقدم مسيحها لكل أحد.

هذه الدعوة الموجهة لبيت يعقوب للسلوك في نور الرب هي دعوة لرفع برقع الحرف عن الناموس لكي يكتشف بيت يعقوب "المسيا" المختفي وراء الكلمات، تتمتع بكلمة الله لا كوصايا حرفية وإنما كشركة مع المسيح النور الحقيقي.

من هم بيت يعقوب؟ يُجيب الشهيد يوستين: [يليق بنا هنا أن نلاحظ وجود نسلين ليهوذا، يوجد نسلان، كما يوجد بيتان ليعقوب؛ واحد مولود من لحم ودم والآخر من الإيمان والروح

تأمل وتفسير " هلم نتحاجج يقول الرب إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج إن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف.

تأمل وتفسير " هلم نتحاجج يقول الرب إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج إن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف. " 


 

 

الحب العملي تجاه المتألمين والمعوزين هو انعكاس طبيعي لخبرتنا مع الله المترفق بنا، الذي لا يتعالى علينا بل يطلب الحوار معه كأصدقاء له. يفتح أبواب مراحمه أمامنا نحن الخطاة، قائلًا: "هلم نتحاجج يقول الرب: إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج، وإن كانت كالدودى تصير كالصوف" 

هذه دعوة إنجيلية صريحة تعلن عن شوق الله نحو خلاص كل إنسان يقبل الشركة مع القدوس خلال الصليب.

الله في حبه وإن كان قد أثبت دينونة بني يهوذا المرعبة لكنه سرعان ما يطلب المصالحة. أنه ليس كالإنسان يوجه العناد بالعناد، والغضب بالغضب، إنما يسكب زيتًا مرطبًا على الجراحات الملتهبة، ليرد كل نفس إليه .

الله يطلب من الإنسان أن يدخل معه في حوار، بينما نجد أحيانًا بعض الأباطرة المسيحيين أغلقوا الباب أمام من أخطأوا، بل وأحيانًا نجد الرعاة حتى الوالدين يحملوا ذات الروح الغريب عن روح الله محب البشر.

الله يُريد أن يغسل دم خطايانا (القرمز والدودي) بدمه الطاهر فنصير كالثلج في البياض والصوف في النقاوة (نش 8: 5)، نصير ثوبه المضيىء كما في تجليه.

يرى البعض أن كلمة "نتحاجج Cheyene" هنا تعني نضع حدًا للتحاج، إذ يدرك الله أنه لم يعد أمام الإنسان ما ينطق به بسبب خطاياه التي صارت ظاهرة كاللون القرمزي الذي لا يُمحى، لهذا أراد أن يخرجه من المأزق ويفتح له باب الصفح الإلهي حتى لا يجرح مشاعره... حب إلهي عجيب!

بدعوته الموجهة إلينا لكي نتحاجج معه يسألنا أن نحكم على أنفسنا بأنفسنا، فإننا إذ ندرك خطايانا ونعترف بها فهو أمين وعادل لكي يغفرها لنا (1 يو 1: 9). نحكم على أنفسنا فلا يُحكم علينا.

*   ليته لا ييأس أحد من نفسه حتى وإن بلغ أقصى الشر، حتى وإن عبر إلى العادة في صنع الشر، نعم حتى وإن حمل طبيعة الشر نفسها لا يخف... عظيمة هي قوة التوبة، فإنها على الأقل تجعلنا كالثلج، نبيض كالصوف، حتى وإن كانت قد ملكت الخطية علينا وصبغت نفوسنا.

القديس يوحنا الذهبي الفم

*   إنه لا يذكر استحقاقاتنا الرديئة إنما لا يزال يتحنن علينا ويحثنا على التوبة.

*   في سلطان الله وحده أن يهب مغفرة الخطايا وأن يتهمنا بالمعاصي إذ يأمرنا أن نغفر لإخوتنا التائبين كل يوم "فيغفر لنا" (مت 6: 14).

القديس إكليمندس الروماني

ه. تقديس الحرية الإنسانية: يفتح الله أبواب محبته أمام الجميع لكنه لا يلزم أحدًا، فهو يطلب قلب الإنسان كتقدمة اختياريه؛ يقدم له الطريق ويهبه إمكانية العمل وفي نفس الوقت يترك له حرية الاختيار، إذ يقول: "إن شئتم وسمعتم تأكلون خير الأرض، وإن أبيتم وتمردتم تؤكلون بالسيف لأن فم الرب تكلم" [19-20].

*   ها أنتم ترون أنه يجب علينا أولًا أن نطهر أنفسنا (أي نحمل إرادة مقدسة) وعندئذ يُطهرنا الله.

*   نحن سادة، في إمكاننا أن نجعل كل عضو فينا آلة للشر أو آلة للبر.

*   يمكن للإنسان أن يتغير فجأة ويتحول من خزف إلى ذهب. ما يخص الفضيلة والرذيلة ليس (إلزاميًا) بالطبيعة، إنما يمكن تغييره بسهولة... إنني أعلم أن الكل يرغبون أن يطيروا إلى السماء من الآن، لكن الحاجة إلى إظهار الرغبة بالعمل.

القديس يوحنا الذهبي الفم

*   بقوله هذا [19] يبرهن أن القبول أو الرفض يعتمد علينا.

القديس إكليمنضس السكندري

يلاحظ هنا أن خطوات التوبة الواردة في [16-17] سبع: خطوتان سلبيتان في عدد 16(الاغتسال والكف عن الشر) وخمس خطوات إيجابية وردت في العدد 17، يلزم ممارستها.

وضح التقابل والتشابه فى هذا النص (إش 1: 16): اِغْتَسِلُوا. تَنَقَّوْا. اعْزِلُوا شَرَّ أَفْعَالِكُمْ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيَّ. كُفُّوا عَنْ فِعْلِ الشَّرِّ. "

وضح التقابل والتشابه فى هذا النص (إش 1: 16): اِغْتَسِلُوا. تَنَقَّوْا. اعْزِلُوا شَرَّ أَفْعَالِكُمْ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيَّ. كُفُّوا عَنْ فِعْلِ الشَّرِّ. " مع قول المسيح لة المجد " طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله ...


 

الأجابة :

دعوة للتوبة:

فضحهم الله أمام أنفسهم مظهرًا بشاعة الفساد الذي حلّ بهم دون أن يُحطمهم باليأس أو يجرح نفوسهم إنما بالحب الأبوي السماوي قدم لهم العلاج ليستر عليهم ويردهم إلى طبيعتهم الصالحة التي خلفهم عليها. هذا العلاج هو التوبة النابعة عن الإيمان والممتزجة بالحب، أما خطواتها فهي:

أ. الاغتسال: بقوله "اغتسلوا" [16] لا يقصد التطهيرات الناموسية، لأنه في اتهامه لهم يطلب ألا يقفوا عند الشكل الخارجي للعبادة، إنما عنى اغتسال المعمودية الذي فيه نخلع الإنسان العتيق لنحمل فينا الإنسان الجديد الذي على صورة خالقنا. هذا ما عناه الرب بقوله للنفس البشرية "حممتك بالماء" (حز 16: 9)، إذ جاء في نفس السفر "وأرشّ عليكم ماءً طاهرًا فتطهرّون من كل نجاساتكم... وأعطيكم قلبًا جديدًا وأجعل روحًا جديدًا في داخلكم" (حز 36: 25-26).

في العهد القديم لا يستطيع الكهنة أن يدخلوا الهيكل ما لم يغتسلوا أولًا وإلاَّ يموتوا (خر 30: 19-21)، ويقول المرتل: "أغسل يديّ في النقاوة فأطوف بمذبحك يا رب" (مز 26: 6). إنه غسل داخلي! يقول القديس الذهبي الفم: [لا يقصد غسل الماء الذي مارسه اليهود وإنما غسل الضمير.

"تنقوا"، إن كنا بالمعمودية نلنا الإنسان الجديد، إنما نلنا إمكانية       جديدة لنمارس الحياة الجديدة في المسيح، التي هي نقاوة القلب، كشرط لرؤية الله، إذ يقول

الرب: "طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت 5).

*    إذ تدخلون الجرن الصالح العظيم المجد اجروا بوقار في سباق الصلاح. فإن ابن الله الوحيد الجنس هو حاضر هنا ومستعد ليخلصكم، قائلًا: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وأنا أريحكم" (مت 11: 28). لقد أرتديتم ثوب معاصيكم الخشن ورُبطتم بحبال خطاياكم، الآن اسمعوا قول النبي: "اغتسلوا، تنقوا فتُمحى خطاياكم من أمام عيني" حتى ترنم جوقة الملائكة فوقكم قائلة: "طوبى للذي غفر اثمه وسُترت خطيته" (مز 32: 1). يا من تشعلون مشاعل الإيمان احفظوها في أيديكم غير مطفأة.

القديس كيرلس الأورشليمي

*    إذن إن كنا بالغتسال (في المعمودية) كما يقول النبي، في ذلك الجرن السرّي، تتطهر إرادتنا ويُنزع الشر عن نفوسنا، فإننا بهذا نصير أناسًا أفضل فنبلغ حالًا أحسن.

القديس غريغوريوس النيسي

ب. "اعزلوا شر أفعالكم من أمام عينيّ" . إذ ينال الإنسان النقاوة التي بها يُعاين الله يقدر أن يميز أعمال الشر عن العمل الإلهي، فيرفض كل ما هو شر، حتى لا يعرج بين الطريقين: الله والخطية.

نوالنا سر الاغتسال والتنقية يهبنا إمكانية إلهية للعمل الجاد في اكتشاف أنفسنا بالرب لندخل في غسل مستمر (بالتوبة) وتطهير من كل ما يتعلق بداخلنا من شر... نعترف لله بخطايانا فننعم بمصاعد مستمرة نحوه حتى نراه وجهًا لوجه.

*   ها أنتم ترون أنه في سلطانكم أن تُودعوا في قلوبكم إما مَصاعد أي أفكارًا تخص الله أو مهابط أي أفكارًا منحطة نحو الجسديات والأرضيات.

الأب سيرينيوس

نعترف بخطايانا ونعتزل شرنا فنرى الله فينا يعلن ذاته ومجده داخلنا. وكما يقول القديس أغسطينوس:[اظهر ذاتك لذاك الذي يعرفك فيكشف هو ذاته لك يا من لا تعرفه

"كفوا عن فعل الشر" . إن كنا بالتوبة الصادقة نعزل الشر عن عيني

الرب، فإن علامة إخلاصنا له أن نكف تمامًا عن كل عمل شرير. هذه عطية إلهية لكنها لا توهب دون طلبها بإيمان والحاح، مع جهاد ومثابرة.

*   إنه يود أن يقدم فرصة للتوبة لكل محبوبيه، مُثبتًا إياها بإرادته القادرة إذن، فلنطع إرادته العظيمة الممجدة؛ وإذ نضرع طالبين رحمته وحنو ترفقه، تاركين كل عمل بطال وخصام وحسد يقود إلى الموت، نعود إليه ونلقي بأنفسنا في مراحمه.

Thursday 19 May 2016

"الثور يعرف قانيه، والحمار معلف صاحبه، أما إسرائيل فلا يعرف، شعبي لا يفهم" وضح صدى النص تاريخياً وطقسياً

"الثور يعرف قانيه، والحمار معلف صاحبه، أما إسرائيل فلا يعرف، شعبي لا يفهم"  وضح صدى النص فى تاريخ كنيستنا القبطية الأرثوذكسية وفى طقوسها الروحانية ؟؟؟


لسفر اشعياء صدى كبير فى قراءات كنيستنا القبطية الأرثوذكسية ففى طقس قراءات اسبوع الالام تستخدم كنيستنا القبطية فى بصخة يوم الثلاثاء  نبوات الساعة السادسة هذا النص :
اشعياء 1 : 1 - 9

الفصل 1

1 رؤيا إشعياء بن آموص ، التي رآها على يهوذا وأورشليم ، في أيام عزيا ويوثام وآحاز وحزقيا ملوك يهوذا

2 اسمعي أيتها السماوات وأصغي أيتها الأرض ، لأن الرب يتكلم : ربيت بنين ونشأتهم ، أما هم فعصوا علي

3 الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه ، أما إسرائيل فلا يعرف . شعبي لا يفهم

4 ويل للأمة الخاطئة ، الشعب الثقيل الإثم ، نسل فاعلي الشر ، أولاد مفسدين تركوا الرب ، استهانوا بقدوس إسرائيل ، ارتدوا إلى وراء

5 على م تضربون بعد ؟ تزدادون زيغانا كل الرأس مريض ، وكل القلب سقيم

6 من أسفل القدم إلى الرأس ليس فيه صحة ، بل جرح وأحباط وضربة طرية لم تعصر ولم تعصب ولم تلين بالزيت

7 بلادكم خربة . مدنكم محرقة بالنار . أرضكم تأكلها غرباء قدامكم ، وهي خربة كانقلاب الغرباء

8 فبقيت ابنة صهيون كمظلة في كرم ، كخيمة في مقثأة ، كمدينة محاصرة

9 لولا أن رب الجنود أبقى لنا بقية صغيرة ، لصرنا مثل سدوم وشابهنا عمورة

 

واما فى تاريخ كنيستنا القبطية فنقرأ عن معجزة نقل جبل المقطم :

    كان المُعِز لدين الله الفاطمي رجلًا مُحِبًّا لمجالس الأدب، والمباحثات الدينية.. وكان هناك رجلًا يهوديًّا متعصبًا، اعتنق الإسلام لينال منصبه، وكان اسمه "يعقوب بن كلس". وكان مبغضًا للمسيحيين، خاصة "قزمان بن مينا الشهير بأبو اليمن".

      وفي يوم من الأيام أرسل الخليفة للأب البطريرك ليحدد موعدًا ليُحاجِج اليهود أمامه.. فاصطحب معه الأنبا ساويرس بن المقفع أسقف الأشمونين (بالصعيد).. فبدأ الأسقف باتهام اليهود بالجهل! وأفحم اليهودي باستشهتاده بالآية القائلة: "الثور يعرف قانيه، والحمار معلف صاحبه. أما إسرائيل فلا يعرف! شعبي لا يفهم!" (إش3:1).

      وكان من أثر ذلك أن تضايق الوزير بن كلس للغاية، وأخذ هو ورفيقه موسى في التفتيش في الإنجيل عن أي آية ترد له اعتباره.. فوجد "لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل، لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل، ولا يكون شيء غير ممكن لديكم." (مت 20:17)

      فأسرع وأراها للخليفة، وطلب منه أن يجعل النصارى يثبتون صحة هذا الكلام.. فأعجب الخليفة بالفكرة، وخاصة أنه فكَّر في إزاحة الجبل الجاثم شرق المدينة الجديدة (القاهرة)، أما إذا عجز النصارى عن تنفيذ هذا الكلام، فهذا دليل على بُطلان دينهم، ومن ثم تحتم إزالة هذا الدين!!

      فأرسل الخليفة للبابا وخيَّرهُ ما بين تنفيذ الوصية، أو اعتناق الدين الإسلامي، أو ترك البلاد، أو الموت! فطلب البابا من الخليفة ثلاثة أيام، ونادى بصوم واعتكاف إلى جميع الشعب.. وفي فجر اليوم الثالث ظهرت السيدة العذراء للبابا، وأرشدته بأن يخرج، والرجل الحامل الجرة الذي سيراه هو الذي سيتمم المعجزة على يديه..

      وبالفعل خرج وقابل القديس سمعان، وتحدَّث معه، عن حياته وروحياته، وسبب فقده لعينه.. إلخ. فقال القديس للبابا أن يصلي مع الشعب كيرياليسون 400 مرة ويصلي صلاة القداس وهم يحملون الأناجيل والصلبان والشموع.. وهو سيقف معهم خلف البابا كواحد من الشعب -ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء- وبعد ذلك يجب على البابابالسجود مع الكهنة، ويرشم الجبل بعلامة الصليب المقدسة.. وسيرى مجد الله..

      وبالفعل تم كل هذا بالضبط.. وبعد رفع يد البابا يده ورسم علامة الصليب المقدسة، إذ بزلزلة عظيمة تحدث، ومع كل قيام من سجدة يرتفع الجبل، ومع كل سجدة يندك الجبل وتظهر الشمس من تحته وهو يتحرك..

      وانزاحت الغُمة، ولكن القديس سمعان الخراز هرب من المجد الباطل.. إلى ساعة موته، وظهور جسده في مصر بعد ذلك..

بركة صلواته تكون مع جميعنا، ولربنا المجد الدائم إلى الأبد، آمين.

لماذا سمي سفر اشعياء بالانجيل الخامس ؟

لماذا سمي سفر اشعياء بالانجيل الخامس ؟


 

+ ُدعي بالإنجيل الخامس أو إنجيل أشعياء لأنه زاد عن جميع الأنبياء بكثرة نبواته عن المسيح كما دعي أشعياء بنبي الخلاص، فقد تحدث عن السيد المسيح من جهة ميلاده من العذراء (7: 14) مؤكدا لاهوته (9: 6) ، وأنه من نسل داود (11: 1)، ممسوح لأجلنا (11: 2)، معلن الحق للأمم (42: 1)، يسلك بالوداعة (42: 2)، يهب رجاء للكل (42: 3).


+ كما صور أحداث الصليب (ص53)، فاتحا بقيامته طريق الفرح للمفديين (35: 8 - 10)، معطيا لنا ملكوتًا جديدًا فيه يسكن الذئب مع الخروف.. أي يجمع مؤمنين من كل أمه ولسان (11: 6 -10)، كما تحدث عن الروح القدس (11: 2، 32: 15، 40: 13، 42:3، 44: 3، 61: 1، 63: 10).


+ الاسم الإلهي المحبوب لديه هو "القدوس" متأثرًا برؤياه مقتديًا بالسمائيين المسبحين الله: قدوس، قدوس، قدوس.


 

ماذا تعرف عن اشعياء النبى ؟


ماذا تعرف عن اشعياء النبى ؟


+ كاتب السفر أشعياء النبي معنى الاسم "الرب يخلص"، وهو من نسل ملوكي، ابن أموص أخو أمصيا ملك يهوذا، له شخصيته القوية وأثره الفعال علي رجال الدولة، وكان أشعياء مصلحًا اجتماعيًا.


+ قام بالعمل النبوي أكثر من 60 عامًا في أيام عزيا ويوثام وأحاز وحزقيا ملوك يهوذا، ويعتبر أعظم أنبياء العهد القديم، واستشهد منشورًا بمنشار خشبي في أيام منسى الملك.


+ قام هذا النبي في المملكة الجنوبية وتنبأ قبل السبي البابلي حوالي سنة 740 ق.م. وقد سمي بالنبي الإنجيلي.


 

من هو اشعياء النبى ؟

من هو اشعياء النبى ؟ 


اكلريكية ابوتيج 


لاهوت روحى " سفر اشعياء النبى "


اعداد الطالب الاكلريكى / اندراوس


 اللغة الإنجليزية: Isaiah - اللغة العبرية: יְשַׁעְיָהוּ - اللغة اليونانية: Ἠσαΐας - اللغة السريانية: ܐܫܥܝܐ - اللغة القبطية: `Yca`yac.


 


ومعنى الاسم "الرب يخلص" وهو النبي العظيم الذي تنبأ في يهوذا في أيام عزيا ويوثام وآحاز وحزقيا - ملوك يهوذا. ويرجّح أنه عاش إلى أن جاوز الثمانين من العمر، وامتدت مدة قيامه بالعمل النبوي إلى ما يزيد عن الستين عامًا . وكان اسم أبيه "آموص" (أش 1: 1) ويقول التقليد العبري أن آموص هذا كان أخ أمصيا ملك يهوذا. ويتضح من تاريخ أشعياء أنه كان يسهل عليه الدخول إلى ملوك يهوذا والتحدث إليهم، ولذا فقد ظن بعضهم أنه لا بد كان من دم ملكي أو على الأقل كان ذا ثروة طائلة. وواضح أيضًا أنه كان على ثقافة عالية. ويدل تاريخه على أنه كان يقطن أورشليم وأنه كان يعرف الهيكل والطقوس التي كانت تجري فيه تمام المعرفة. وفي سنة وفاة عزيا الملك (سنة 740 ق.م. تقريبًا) رأى أشعياء في الهيكل رؤيا فيها رأى الله وسمع دعوة الله له للاضطلاع بالعمل النبوي (أش 6: 1- 7) ويدعو أشعياء امرأته بالنبيّة (أش 8: 3) وقد أعطي ولداه اسمين رمزيين أحدهما "شآر يشوب" أي "البقية ترجع" (أش 7: 3) والثاني "مهير شلال حاش بز" أي "يعجل السلب ويسرع النهب" (أش 8: 1). وفي سنة 736 ق.م. تقريبًا وعد أشعياء الملك آحاز بأن الله سينقذ يهوذا من الهجوم المزدوج الذي يشنه إسرائيل، المملكة الشمالية، وآرام، على يد آشور ولكنه في نفس الوقت أنذر بأن آشور ستخرب يهوذا أيضًا (أش ص7). وبما أن آحاز رفض أن يقبل تعاليم أشعياء فقد سلّم النبي شهادته ورسالته لتلاميذه (ص 8: 16) ويظهر أنه اختفى من الحياة العامة إلى حين. أما حزقيا الملك فقد أبدى قبولًا لرسالة أشعياء. ولما مرض حزقيا تنبأ أشعياء بشفائه (أش ص38). ولما أظهر حزقيا رسل مردوخ بلادان، ملك بابل، على كنوزه أنذره أشعياء بأن هذه الكنوز والأسرة الملكية في يهوذا ستحمل جميعها في يوم ما إلى بابل (أش ص 39). وقد أخمدت جيوش سرجون الثاني ملك آشور ، في سنة 711 ق.م. ثورة قامت في أشدود (أش 20: 1). وقد قاوم أشعياء أي تحالف مع مصر ضد آشور (أش 20 و30 و31) وقد مثل هذا الإنذار تمثيلًا حيًا واقعيًا بأن سار حافي القدمين وليس عليه من الثياب سوى ثيابه الداخلية تشبهًا بما كانوا يفعلونه مع الأسرى (أش 20: 2- 4) ولكن بالرغم من احتجاجات أشعياء (أش 14: 29- 32) فإن يهوذا تحالف معالفلسطينيين في شق عصا الطاعة على سنحاريب الذي خلف سرجون على عرش آشور . فأتى سَنْحاريب وأخذ معظم مدن يهوذا وحاصر أورشليم وقد تنبأ أشعياء أثناء الحصار بأن الرب لا بد منقذ المدينة. وفعلًا اضطر سنحاريب إلى الانسحاب وقد ضرب ملاك الرب جيش الآشوريين ومات عدد كبير منهم وربما وقعت ضربة الله عليهم في شكل وباء حصد الكثيرين منهم (أش ص 37).


ويذكر سفر "صعود أشعياء" وهو واحد من الأسفار غير القانونية أن أشعياء مات منشورًا بالمنشار تنفيذًا لأمر الملك منسى. ويعتقد البعض أن في الرسالة إلى العبرانيين ص 11: 37 إشارة إلى استشهاد أشعياء، ولذا فربما كان دم أشعياء النبي من ضمن الدماء الزكية التي أراقها منسى في أورشليم (2 ملو 21: 16). ويعتبر أشعياء أعظم أنبياء العهد القديم قاطبة وذلك من عدة وجوه. فأسلوبه الأدبي الرائع يعتبر أجمل ما ورد في العهد القديم. وعدد المفردات التي يستخدمها أشعياء يفوق أي مقدار في اي من أسفار العهد القديم. وغالبية سفر نبوات أشعياء شعر عبري راقٍ. وبالإضافة إلى سفر نبواته فقد ورد في 2 أخبار 26: 22 أنه كتب حياة الملك عزيا . وقد كتب حياة للملك حزقيا في سفر يدعى "رؤيا أشعياء" (2 أخبار 32: 32). ولم تحفظ لنا هذه الأسفار التاريخية. ولكنها ربما كانت ضمن المصادر التي استقى منها كتّاب أسفار الملوك واخبار الأيام الكثير من معلوماتهم . وكان أشعياء مصلحًا اجتماعيًا .


ففي الاصحاحات من 1- 5 نراه يلوم شعبه أشد اللوم، ويوبخهم أقسى التوبيخ بسبب رشوتهم وتعويجهم القضاء وظلمهم للمسكين (ص 1: 23) ولأجل بذخهم وترفهم (ص 3: 16- 24) ولأجل طمعهم وجشعهم وسكرهم (ص 5: 11- 12) ولأجل انعدام الإحساس الخلفي عندهم (ص 5: 20). أما كسياسي فقد أدرك أشعياء تمام الإدراك وبإرشاد روح الله شؤون عصره والأحوال التي كانت سائدة فيه. فقد رأى سقوط دمشق قبل وقوعه ، وتنبأ عن سقوط السامرة قبلما سقطت. وكذلك تنبأ بامتداد سلطان الآشوريين على الشرق الأوسط (أش ص7). ورأى في المستقبل البعيد بابل والخطر المحدق منها بيهوذا (أش ص 39). وقد أدرك أن ليس من الحكمة في شيء أن يعتمد يهوذا على مصر في معاونته ضد آشور (أش ص 30 و31) وقد علَّم أشعياء بقوة أن الرب وحده هو سند الشعب ومعتمده وحليفه (أش ص 37). أما آراء أشعياء اللاهوتية فقد ارتفعت إلى السماء الأعلى. فآراؤه عن الله سامية للغاية. فقد رأى الله المثلث القداسة "قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض" (أش 6: 3) ومن ضمن عباراته التي يتميّز بها سفره هو وصفه لله بأنه"قدوس إسرائيل" (أش 1: 4) وكذلك علم بوضوح أن للعالم كله الهًا وربًا واحدًا الاله الحقيقي وحده، والاله الذي ستعترف به كل الأمم في النهاية (أش 2: 2و3). وإذ نظر أشعياء إلى المستقبل أمكنه بروح الوحي والإعلان أن يخترق حجب الزمن وأن يرى خلاص البقية الأمينة (أش 1: 9). ولكثرة نبواته عن المسيا (انظر مثلًا أش 9: 6 و7) فقد اعتُبر "النبي الإنجيلي" وتقتبس نبواته في العهد الجديد أكثر مما يقتبس أي سفر آخر في العهد القديم.


Wednesday 18 May 2016

اسكتش لشباب ثانوى كوميدى

اسكتش لشباب ثانوى كوميدى



إسكتش : انا عاوز ابقا قديس 
يدخل صموئيل وهو يرنم ترنيمة بصوت جهولا .. يدخل مراد فيفاجأ صموئيل
صموئيل إيه يا عم .. هو إنت .. مش تقول .. خضتني
مراد أه يا صموئيل .. أنا يا خويا .. مالك .. فيه إيه؟؟
صموئيل تعبان يا مراد يا خويا..
مراد إنت بقالك إسبوعين مش مظبوط .. إيه يالا .. بتحب ولا إيه؟؟
صموئيل نعم .. هي دي خلقة تتحب .. بتتريق عليّ ... أصل أنا بصراحة يا مراد يا أخويا ..
مراد أيوة .. مالك..
صموئيل بصراحة كدة .. بصراحة .. عايز أبقى قديس
مراد هاهاهاهاهاهاي ... عايز تبقى إيه...؟؟
صموئيل قديس .. دا أنا حتى لابس لبس مارمينا أهو بص...
مراد هاهاهاها .. إنت تبقى قديس .. إنت ؟؟ إنت ؟؟
صموئيل إيه مالك .. ؟ في إيه يعني ..؟ إنت مافكرتش في الموضوع دا قبل كدة..؟؟
مراد لأ طبعاً .. قديس .. يا ابني.. بس عارف يلا يا صاصا .. أنا نفسي أبقى ...
صموئيل أيوة .. ها..؟؟
مراد نفسي أبقى ... قسيس
صموئيل هاهاها إنت .. إزاي .. بأمارة إيه .. يلا دي خلقة قسيس دي ..؟؟
مراد يا سلام يعني دي خلقة قديس دي ..؟؟
صموئيل أيوة قديس..
مراد بأمارة إيه .. بأمارة سهر الليالي مع الواد جودة كوتشينة .. ودوحة روشنة .. كل يوم على القهاوي..
صموئيل عارف إن جودة كوتشينة .. ودوحة روشنة .. إن شاء الله إن شاء الله .. أول بس ما ربنا يفتح عليّ وأبقى قديس كدة . إن شاء الله من غير مقاطعة بقى هايبقوا تلاميذي في النسك والتبشير..
مراد هاهاهاهاهاها ياسلام .. ولما تيجي تصلي تقول بشفاعتهم وتقول يا رب بشفاعة القديس جودة كوتشينة .. ودوحة روشنة..
صموئيل آه وماله .. وبعدين أنا يوم ما هابقى قديس هافضل في الرايحة الجاية طول ما أنا ماشي أصلي وأقول .. تكلم يا رب لأن عبدك سامع .. تكلم يا رب لأن عبدك سامع..
مراد صموئيل صموئيل
صموئيل ربي وإلهي .. ربي وإلهي ..!!
مراد يالا فوق ...
صموئيل إنت بتتريق عليّ وتقطمني يلا يا مراد ..؟؟ ماشي ماشي .. براحتك براحتك .. بس خد بالك بقى .. إنت بقالك كتير بتتريق عليّ وأنا مش راضي أحرجك .. بس طالما إنت كدة بقى .. أنا هاحرجك هاحرجك .. بصراحة يا مراد .. إنت ماتنفعش تبقى قسيس ..
مراد ليه بقى إنشاء الله..؟؟
صموئيل مابلاش ..
مراد لا قول..
صموئيل بصراحة .. محدش هايرضى يجي يعترف عندك خالص . علشان إنت بصراحة يعني بصراحة .. راجل معقدها .. أحرجتك صح ؟؟ أحرجتك أحرجتك...
مراد أنا .. أنا .. طيب دا أنا كلي تفاؤل .. دا أنا الأمل نفسه .. دا أنا الناس يوم ما تيجي وتعترف لي ساعتها يابني .. ساعتها بس هاقول يا ابني ماتعيطش .. خلاص .. بس هاقول لك عملت إيه .. إنت إزاي تعمل كدة .. إنت ماتعرفشي إن أجرة الخطية .. موت .. موت .. يابني موت .. موووووت .. موت يا خاطي .. يا خاطي ..
صموئيل ماكنش قصدي يا أبونا .. ماكنش قصدي..
مراد وكمان بتتكلم .. اخرج برة .. أخرج برة .. برة الكنيسة خالص ماتعتبهاش لمدة 3 سنين .. برة .. برة.
صموئيل كدة برده يا أبونا .. الراجل يجي يعترفلك تطرده 3 سنين مش عيب دا..؟؟
مراد بقى كدة .. بقى كدة يا صاصا .. ماشي ماشي .. طيب .. أنا هسألك سؤال واحد .. إنت إزاي عايز تبقى قديس وإنت جسمك مليان بنيكوتين السجاير وزعازيع القصيب اللي كل يوم بتشربها وبتجري في دمك ..؟؟ أقول لك .. بلاش دي .. إنت عندك إنجيل جوة..؟؟
صموئيل عندي أهرام الجمعة جوة..
مراد لأ .. لأ إنجيل .. الإنجيل .. بلاش دي .. إنت عندك إيمان..
صموئيل الله الله .. هو إنت وصلت بيك للدرجة دي يا مراد .. إيمان اللي معايا في الدفعة .. تعرفها منين .. إنطق يلا .. إنطق تعرفها منين..؟؟
مراد لأ لأ .. مش إيمان دي .. الإيمان اللي بيه القديسين عاشوا .. اللي بيه القديس بسطفورس ذهبي الفم نقل جبل المقطم .. عارفه..؟؟
صموئيل أه طبعاً .. جبل المقطم .. اللي جنبه سور الصين العظيم.
مراد أيوة .. ورانا هنا في مدينة الأحلام .. أهو هو دا .. إنت بقى عندك غيمان القديس بسطفورس ذهبي الفم..؟؟
صموئيل وليه الإحراج دا يا مراد .. وبعدين بسطفورس ماكنش لوحده .. دا كان معاه ناس كتير قوي .. كان معاه ذهبي والفم ذات نفسه .. وعلى العموم .. أنا كمان هابقى قديس .. ويبقى عندي إيمان .. وأقول للجبل إنتقل من هنا لهنا .. الله الله .. الجبل وقع الجبل وقع ..
مراد يلا فوق .. فوق .. جبل إيه اللي وقع ..
صموئيل يبقى كدة واحدة بوحدة .. ماشي .. يعني طب قولي إنت بقى إزاي عايز تبقى قسيس . وإنت ماتعرفش حد .. إزاي هاتروح تفتقد الناس في بيتوها علشان يروحوا الكنيسة .. ويحضروا مدارس الأحد والاتنين .. إزاي تروح تفتقدهم ..
مراد يا ابني دا أنا يوم ما ابقى قسيس .. هاروح للناس واحد واحد في بيوتهم .. وأفتقدهم للكنيسة..
قوم يا أخي روح الكنيسة .. قوم يالا يا حبيبي علشان نروح الكنيسة .. قوم يالا يا أخي .. الله ماتقوم بقى يا أخي .. إنت مابتجيش غير بالضرب .. قوم يالا.. قوم..
صموئيل أنا رايح معاك يا بونا ..
مراد طيب يلا يا حبيبي..
صموئيل فوق .. فوق يابني إحنا مش عند الواد
مراد المهم .. لو خيروك بين الحياة الـfunny الحياة الـpeace كدة يعني .. وبين حياة الموت .. تختار إيه؟
صموئيل بين الحياة .. وحياة الموت .. إزاي يعني .. لأ طبعاً أنا سعاتها هاختار.. أختار طبعاً ... أنا صاصا الروش طبعاً..
مراد يا صموئيل إنت ليه مش عايز تبخر لآلهتنا العظيمة .. أبو الليف وأراطيس ..؟
صموئيل إزاي يعني أبخرلها .. دي مصنوعة من إيدين بشر .. زيينا...
مراد إنت بتغلط في آلهتنا العظيمة .. أيها الجنود .. خدوه إحبسوه . وإجلدوه على بطنه 4 جلدات حتى تخرج أحشاؤه منه .. تخرج .. تخرج .. وقصوا له رموش عينيه وضوافر رجليه ..
صموئيل لأ لأ بلاش ضوافر رجليا .. هابقى أقصهم أنا ..
مراد شفت هاتبيع المسيح علشان هايقصولك ضوافر رجليك .. كدة برده .. شفت إنك ماتنفعش قديس .. يا ابني القديسين دول ضحوا بحياتهم علشان المسيح..
صموئيل بقى إنت يعني اللي تنفع قسيس .. لأ طبعاً إنت ماتنفعش أساساً تبقى حاجة..
مراد يا ابني إنت إنسان عقيم فكرياً اساساً..
صموئيل إنت اللي ماتنفعش تبقى مسيحي أساساً..
جو هاي سوسو .. باي شيري .. باي شوشو .. بكرة في الكلية .. باي .. عند شجرة مريم هــا..!
مراد أهلاً أهلاً بالدنجوان ..
جو إنتم لسة في اللي إنتم فيه دا .. لسة بتتخانقوا .. طول عمركم هاتفضلوا كدة .. مدفونين بالحياة..
سامح إرجعوا .. إرجعوا .. إرجعوا يا ناس .. خلاص مافيش وقت .. إرجع يا مراد .. خلاص خلاص .. إرجعوا وتوبوا .. إصنعوا سبلاً تليق بالتقوى .. لأنه إقترب ملكوت السموات .. إرجعوا .. إرجعوا..
مراد إرجع يلا .. إرجع يلا إنت وهو ..
جو خلاص خلاص .. رجعنا بس المهم .. المهم دلوقتي .. الـlunch إيه النهاردة علشان أنا جعان طحن..
سامح يا بني هو فيه حاجة بتقعد في الشقة الفقرية دي .. ما إحنا لو عندنا إيمان .. كان الأكل يفيض ويزيد .. ونوزع الباقي على المغتربين اللي في الشقق التانية .. إنما لأ .. توبوا .. توبوا وإرجعوا .. إرجعوا ..
جو توبوا وإرجعوا لتأكلوا .. وتشبعوا .. خلاص خلاص .. أه إفتكرت .. أنا كنت سايب صينية بطاطس في التلاجة إمبارح..
صموئيل صينية .. إيه .. يلا .. صينية .. إيه اللي بتقوله دا..
سامح لأ لأ .. عنك إنت يا صموئيل .. هو صموئيل ما يقصدش طبعاً يحرجك ولا يقصد إن إحنا ماعندناش صواني .. نحط فيها البطاطس .. وبعدين هو فين البطاطس اللي تتحط في الصواني .. لأ لأ يا أخي .. عيش عيشة أهلك ..
جو أه إفتكرت .. طبق الفول .. طبق الفول أيوة .. كدة صح .. الـbeans
صموئيل أيوة إنعدل .. لأ أبداً .. مراد مسح بيه زوره الصبح..
جو إنت مش هاتبطل الحركات بتاعتك دي يا مراد..!
مراد هو بتاعك إنت .. دا أنا كنت فاكره تبع الشقة .. جاي مع العفش .. مع وصل النور مثلاً كدة يعني ..
جو طيب ... شوفولنا هناكل إيه دلوقتي..
صموئيل إحنا هناكل .. هناكل .. فراخ علي حكشة..
مراد معلش يا صاصا .. معلش يعني سؤال أخوي .. يعني .. هو يعني إيه فراخ..؟؟
صموئيل يعني إيه فراخ .. ! أه .. لأ إنتم جهلة بقى .. وإنت برضه مش عارف
جو لا مش عارف
صموئيل ليه يعني .. كدة .. دا الفراخ للجميع .. قصدي القراءة للجميع .. روحوا وإقروا .. أمال ماما سوزان فتحت المكتبات لمين .. ليكم طبعاً .. بص يا ابني إنت وهو .. أنا هاعمل فيكم جميل وأشرحلكم المخلوق اللي إسمه فراخ..
جو فراخ
مراد فرااااااااخ ... أنا نطقتها صح؟؟
صموئيل أيوة بس إبقى ريش بقك وإنت بتنطقها .. بص كدة .. "فراخ" بص يا ابني علشان ماتفضحوناش .. "الفراخ" دي كائن خرافي .. يحكى عنه في الأساطير ... دجاج القدماء .. الفراخ دي قد كدة .. لأ لأ .. ماتجيبش آخره .. دا مالوش آخر ..
سامح عظيم هو الرب .. وممجد على جميع أعماله..
صموئيل ويمشي على 7 أرجل .. 7 وراه و 5 قدامه .. وليه 18 ديل ..
مراد دا جبار قوي
سامح ليتمجد إسم الرب
صموئيل يلا إنت يلا .. إكتم علشان إنت شاب خنيق
جو هو دا اللي رحتوا علشان ترسموه..؟؟
صوئيل أمال إيه .. عندنا في الكلية .. في فنون تطبيقية .. 5 سنين نرسم في الفراخ .. في مادة الطبيعة الخاصة .. وبناخد كورس شهرين مع الكتاكيت..
مراد معلش .. أنا عارف إني قليل الأدب .. معلش .. يعني إيه كتاكيت..؟؟
صموئيل جهلة .. غوغاء .. الكتاكيت كائنات بحرية .. تعيش في البحار..
سامح كتاكيت .. فراخ .. إحنا لازم نصوم .. لازم نتحشف ونتقشف .. لازم نعيش حياة الزهد .. خلاص الباب على الأبواب .. الباب ضيق يا مراد
مراد مالكش دعوة .. أنا رفيع ... أنا هاعرف أعدي لوحدي ..
سامح الباب ضيق يا صموئيل
صموئيل أنا عارف البواب .. هايعديني .. أنا عارفه مالكش إنت دعوة..
جو يا جدعان هناكل إزاي دلوقتي ..؟ ألو يا ميمي .. يا فيفي .. أيوة يا .. مين اللي بتكلم .. أه أهلاً يا طنط .. يا صموئيل كلم مامتك..
صموئيل أيوة يا طنط .. أيوة يا ماما إزيك .. إزاي بابا وإخواتي .. إيه .. شلتوله اللوز .. خير خير .. يلا مش مشكلة .. المهم عامل إيه .. أنا كويس يا ماما .. كويس .. باعمل إيه.. بذاكر .. عايز فلوس يا ماما .. الكتب غالية أوي .. أه عايزين سجاير ..لأ ستاير .. خرطوشة ستاير .. الخرطوشة زي التوب .. بيتفرد لما نحب.. أه عندنا شبابيك كتير قوي.. وأكل يا ماما .. جعان .. تبعتي إيه .. أه إبعتي لي فراخ .. فراااااااااااخ .. سلام ياماما .. ماتنسيش الفراخ
صموئيل خلاص خلاص .. يا شباب المعونة جاية
مراد تسلم يا صموئيل .. تسلم
جو وإحنا هانستنى عقبال ما تيجي من البلد .. دي فيها أسبوع..
سامح الصيام .. خلاص الصيام على الأبواب .. على الأبواب..
صموئيل يلا إسمها المسيح على الأبواب .. أنا لسة قاريها في الخولاجي .. في الأصحاح القبل الأخير..
مراد المهم .. هناكل إيه
جو حرام .. حرام يا عالم
سامح أنا إفتكرت .. أنا لسة رامي طبق فول حمضان في الزبالة من 3 أيام .. إيه رأيكم..؟
صموئيل ودي عايزة كلام .. هاتة طبعاً .. هاته..
مراد فين صيام القديسين..؟؟
جو طبف الفول الحمضان وصلحه
سامح لحظة واحدة يا جماعة .. كله يشيل إيده ... لحظة نصلي ..
مراد طلبت معاه صلاة .. هي طلب دلوقتي ..
سامح اليوم من شهر كيهك أعاده الله علينا باليمن والبركات .. بإسم الله القوي القدير
جو دا هايعمل قداس يا با..
سامح وجاء قوم من الفيوم .. أهو قلتش حاجة .. من عندي أهه من الفيوم ..
جو ييه هيقعد فيها سنة دي
مراد قول يا فيومي قول
سامح أهه الفيوم .. قالكش المنيا .. قالكش أسيوط .. قالكش إسكندرية .. قالك الفيوم ..
صموئيل همّ عرفوا إسمك منين يالا يا سامح..؟؟
سامح شايفين.. أهل الفيوم القديسين الشهداء .. الأقوياء .. شايفين..
مراد الفيومين القدماء ..
جو وبعدين إيه اللي حصل .. كمل خلينا نخلص وناكل
سامح وجاء قوم من الفيوم .. وسرقوا الجسد "إخص .. طلعوا حرامية"
صموئيل يا عم إوعى بقى
جو (يشاور على طبق الفول) إنت سيبته في الزبالة 3 أيام بس..؟؟
مراد طب إبقوا سيبوه أسبوع بعد كدة..
جو ياه الحمد لله .. الواحد كان ميت من الجوع..
صموئيل الواحد ينزل يحبس الأكله دي مع جودة كوتشينة .. ودوحة روشنة..
مراد يا قديس
سامح صلاة الساعة الحادية عشر من النهار المبارك من أسبوع الآلام..
صموئيل يا ابني نام .. نام شوية بقى .. أسبوع الآلام إيه .. دا إحنا لسة كان إمبارح عيد الميلاد ولاالغطاس باين
جو المهم .. هانعمل إيه دلوقتي ..
مراد زي كل يوم .. إفتح التليفزيون نشوف أي حاجة تحرق الدم وخلاص
صموئيل شغل الكاست أي أغنية وخلاص.. ولا اي ترنيمة
جو أنا زهقان من الحاجات دي
مراد وصموئيل وأنا كمان
سامح توبوا .. توبوا وأرجعوا .. توبوا .. صلاة نصف الليل من النهار المباكر .. من مزامير يونان النبي بركاته معنا آمين ..
صموئيل يا ابني ريح شوية إلهي يخليك
جو بقولكم إيه .. أنا هاتصل بالبت بتاعتي أخرج معاها..
مراد على فكرة .. الواد بيكلم واحدة خلاسة أساساً..
صموئيل يا راجل .. خرسة
مراد أمال إيه ..!
صموئيل عرفت منين ؟؟
مراد شفته ماسك إيدها وبيعديها الشارع .. تبقى خارسة ولا مش خارسة..؟؟
صموئيل خارسة
جو خلاص أنا خارج ... عندي رانديفو
صموئيل أنا هانزل على القهوة أشوف العيال
مراد أنا هاقعد أنا واخينا بتاع الطقس دا ولا إيه..؟
سامح قام حقاً قام رئيس
صموئيل إنت مش لسة كنت في أسبوع الآلام.. قوام قومت المسيح..
جو بيني وبينكم أنا زهقان ومش عارف أعمل إيه..
صمويل أنا كمان .. بصوا أنا مش نازل
مراد بصراحة أنا زهقان من اللي أنا بعمله..
سامح رفع بخور عشية بركته معنا أمين .. وإرفع غضبك عنا وأعنا..
مراد مش حافظ حاجة في أوشية الراقدين ولا صلاة التالت .. يعني ممكن نحتاج نصليها على حد ..
سامح يا ابني كلنا ميتين عن العالم .. وإحنا هنا في غربة..
جو يووووووووه .. هانعمل إيه دلوقتي في الـTime الضايع دا ..
صموئيل بصراحة .. أنا بقالي أسبوع بأفكر وفكرت أكتر لما إختلفت معاك يا مراد .. وإتخانقنا .. لما إنت كنت غلطان..
مراد إنت اللي غلط..
صموئيل إنت اللي غلط..
مراد وصموئيل يووووه إحنا الإتنين غلط..
جو لأ لأ..
الكل إحنا كلنا غلط .. صح..؟
صموئيل (لسامح) وإنت معانا يا حلو .. إنت يا بيه
مراد غلطان ولا مش غلطان
جو إنطق
سامح أمين .. أمين .. هللويا .. تي ناهتي . تي ناهتي .. تي ناهتي .. يا بشر
الكل قول غلطان..
سامح غلطااااااااااااااان
جو بس على فكرة بقى اللي يعرف
الكل أبويا يروح يقوله..
مراد لأ لأ يا جدعان .. إحنا لازم نفكر في اللي إحنا فيه..
جو ولازم نفكر في حل للزهق اللي إحنا فيه..
سامح طب نعمل إيه..؟
صموئيل لازم نبتدي .. ونبتدي بخطوة إيجابية في حياتنا..
مراد أيوة لقيتها .. إحنا كل واحد فينا مالهوش هدف..
سامح صح .. كل واحد بيعمل اللي على كيفه..
صموئيل بس بيعمل إيه وليه مش عارف..
جو صح مش مشكلة .. إنك تصاحب وتهزر وتخرج .. بس تبقى عارف بتعمل إيه .. ويبقى لحياتك معنى ..
صموئيل القداسة مش بس اللبس والمعجزات .. صح .. لازم يبقى لحياتك معنى ..
مراد ولا القداسة إن إنت تبقى كاهن . صح .. لازم يبقى لحياتك معنى ..
سامح القداسة علاقة شخصية مع ربنا مش دروشة .. صح .. لازم يبقى لحياتك معنى..
صموئيل صح لازم يبقى فيه هدف
مراد إوعى تبقى ماشي وخلاص
جو إوعى تبقى عايش وخلاص
سامح لازم تفكر في اللي إنت فيه
الكل صح .. لازم يبقى لحياتك معنى .. هدف حياتك إيه..؟؟
الكل حياتك غالية .. لازم يبقى لحياتك معنى ..
مراد إحنا كلنا لازم نبقى رجالة
صاحب الشقة الإيجار يلا يا فيومي .. يلا يا أسيوطي .. يلا يا اسكندراني .. يلا يا بني سويفي .. الإيجار يلا إنت وهو ..
الكل إحنا عيال .. إحنا عيال

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
;