Monday 23 October 2017

اشتاق الى الصورة الأولى

اشتاق الى الصورة الأولى


 

اننى اشتاق الى بساطة الأطفال ولكنى لست ادرى هل حقاً عندما كنت طفلاً كنت برئ ؟ كنت بسيط ؟
لقد تعلمت من الكتب المقدسة انة لا يوجد انسان بلا خطية حتى لو كانت حياتة يوم واحد , فحتى الطفولة التى عشتها بالطبع لم تكن على صورة كاملة , لم تكن بلا خطية , فلقد ورثت الخطية من رأس البشرية وظهرت نتائجها فى طبيعتى التى فسدت بسببها , فأنا اشتاق للبساطة والبراءة ولكنى لا أعتقد اننى كنت فى يوم بسيط فمن المؤكد اننى اشتاق الى الغير محدود , اشتاق الى الله لأنة هو الوديع والمتواضع هو البسيط وهو البرئ هو الكامل فى كل الصفات .
اشتاق ان اكون على صورتة ومثالة كما خلقنى منذ القدم , فلقد كنت فى صلب أدم قبل السقوط لذلك مازال الأشتياق الى الله موجود بداخلى رغم السقوط , لقد عجزت عن الوصول الى الصورة الأولى لذلك تجسد الله من أجل اعادة تكوينى من جديد .
فأشتاق لأكون كما المسيح لأنة أمرنا كونوا كاملين كما أن اباكم الذى فى السموات كامل , كونوا كاملين أى اسعوا فى طريق الكمال , بالطبع نحن لا نصل الى الكمال المطلق لأننا كائنات محدودة ولكن الوصية تأمرنا كونوا كاملين أى أن جهادكم ينبغى ان لا يكون له نهاية
فأنا لدى الرغبة ولكنى عاجز عن تنفيذ ما أشتاق الية , لأنى كما عزمت على فعل الخير الذى اريدة وجدت نفسي افعل الشر الذى لا أريدة
انة الجسد الترابى الذى يحن الى المادة لأنة مصنوع منها يجذبنى الى أصلة , بينما الروح تصارعة و تقاوم افكارة لأن مصدرها هو الله مباشرة . فلن يستريح قلبى طالما اننى بعيد عن الله , فستظل قلوبنا حائرة الى أن تستريح فى الله كما قال القديس اغسيطنوس .
أنة من الخطأ ان انظر الى عيوب الناس , فكل من حولى لهم عيوبهم الخاصة وضعفاتهم وسقطاتهم , فأعلم كل العلم أن الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله , فكل من حولى يحتاج الى دم المسيح لكى يطهرة من خطاياه وشرورة ولذلك لم يوجهنى المسيح الى انسان او ملاك من السماء بل وجهنى الى الاب السماوى لأنة مكتوب «كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ». فحقاً الله وحدة القدوس الذى لا عيب ولا خطية فية , فهو من يستحق ان ننظر اليه ونتعلم منة ونشتاق الية .
لقد قال معلم أولاد الملوك " تأمل يا أرسانيوس فيما خرجت من أجلة " وها أنا اردد الان تأمل يا ...... فيما خلقت لأجلـة , اننى خلقت لا لمتعة ارضية زائفة وانما خلقت لكى اتحد بالله و اسلك بالروح , اننى خلقت لا لكى تكون سعادتى مع انسان بل لكى اكون انا والانسان سعادتنا فى الله , اننى خلقت لا للجسد بل للروح , ان الجسد جماله غاش ومصيرة التحلل بينما الروح خالدة لأنها على صورة الله حينما خلقت , الروح باقية بينما الجسد ذاهب
" كَمَا يَشْتَاقُ الإِيَّلُ إِلَى جَدَاوِلِ الْمِيَاهِ، هكَذَا تَشْتَاقُ نَفْسِي إِلَيْكَ يَا اللهُ." تشتاق نفسي لمعرفتك معرفة قلبية لا معرفة ذهنية فقط , لقد قلت أعطنى قلبك فأنا اعترف لك اننى لم اعطيك قلبى ابداً من قبل , لذلك أصرخ اليك قائلاً
قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي."
قلباً جديد أستطيع ان اسلمة لك , قلب جديد يشتاق اليك , قلب جديدة لذتة فيك , قلب جديد يكون ملك لك وليس لأخر . لأنة مكتوب " الرب هو الإله. ليس آخر سواه" (تث4: 35)



خواطر : ابن الأنبا رافائيل

ابوتيج

التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Post a Comment

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
;