Monday 23 October 2017

شريعة الخطبة عند اليهود

شريعة الخطبة

كانت مريم نذيرة للرب قبل ولادتها، كنذر أمها حنة قبل أن تلدها، أن تكون نذيرة للهيكل كل أيام حياتها، ولما خرجت مريم من الهيكل بعد ان بلغت سن 12 عام، شاءت العناية الإلهية ان يتولى امرها الشيخ ‏يوسف‏ النجار وكان ‏شيخا‏ ‏كبيرا‏ ‏وقورا، ‏وهذه‏ ‏حكمة‏ ‏لله‏ ‏لكي‏ ‏تكون‏ ‏مريم بالنسبة‏ ‏له‏ ‏كإبنة، ‏فشاء‏ ‏الله‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏يوسف‏ ‏هو‏ ‏الإنسان‏ ‏المناسب‏ ‏الذي‏ ‏يرعى ‏مريم‏.‏ وكان‏ ‏لابد‏ ‏احتياطا‏ ‏أن‏ ‏الآباء‏ ‏الكهنة‏ ‏يعقدو‏ ‏عقد‏ ‏زواج‏ ‏رسمي، ‏وهذا‏ ‏نوع‏ ‏من‏ ‏الزواج‏ ‏الذي‏ ‏نسميه‏ ‏الزواج‏ ‏البتولي‏.‏

وهذا‏ ‏ما‏ ‏قال‏ ‏عنه‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏ ‏في‏ ‏(حزقيال ‏44: 2‏) هذا‏ ‏الباب‏ ‏يكون‏ ‏مغلقا‏ ‏لا‏ ‏يفتح‏ ‏ولايدخل‏ ‏منه‏ ‏إنسان‏ ‏لأن‏ ‏الرب‏ ‏إله‏ ‏إسرائيل‏ ‏دخل‏ ‏منه‏ ‏فيكون‏ ‏مغلقا، وكما‏ ‏قال‏ ‏آباء‏ ‏الكنيسة‏ ‏إن‏ ‏هذه‏ ‏نبوءة‏ ‏عن‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏أنها‏ ‏تظل‏ ‏بتولا‏ ‏كل‏ ‏أيام‏ ‏حياتها، ‏وهي‏ ‏المعروفة‏ ‏بالعذراء‏ ‏بالألف‏ ‏واللام، ‏فكل‏ ‏بنت‏ ‏غير‏ ‏متزوجة‏ ‏نسميها‏ عذراء‏ ‏لكن‏ ‏مريم‏ ‏نقول‏ ‏العذراء‏ ‏بالألف‏ ‏واللام‏.‏

وفى ذلك قال القديس ماريعقوب اسقف اورشليم فى ميمره مايأتى:

لما بلغت مريم العذراء من العمر اثنتى عشرة سنة تشاور الكهنة وفى مقدمتهم زكريا فيما بينهم عما يكون من امرها فقرر قرارهم على خطوبتها ليوسف البار بأمر ملاك الرب الذى امر زكريا قائلا اجمع شيوخ وشبان يهوذا وخذ عصيهم واكتب على كل منها اسم صاحبها والتى تظهر منها علامة يكون صاحبها هو المختار لمريم، ففعل زكريا كما امره ملاك الرب وعند تسلم العصى لآربابها ظهر من عصا يوسف حمامة استقرت على رأسه، فسلم زكريا مريم اليه قائلا خذها واحفظها عندك لتكون لك امرأة فرضخ يوسف للآمر وسجد قدام الكهنة فأخذ زكريا الكاهن بيمين مريم الطاهرة ووضعها فى يمين يوسف وقال له يايوسف انظر انك من بيت الرب المقدس اخذت هذه الابنة والله تعالى هو الشاهد عليك بما تفعله معها فى امرها وصلى عليه الكاهن الصلاة حسب الناموس وباركها، فأخذها يوسف من تلك الساعة ومضى بها فى بيته.

كانت الخطبة في الشريعة اليهودية عهداً أبدياً لا ينفصم، وما الزفاف إلا حفل تنتقل فيه الفتاة من بيت أبيها لبيت رجلها، ووفقاً لهذه الشريعة كانت الفتاة المخطوبة بمثابة زوجة لخطيبها، ولو مات خاطبها أثناء فترة الخطبة وقبل الزفاف تُعتبر الخطيبة أرملة خاضعة لشريعة الزواج من أخي الزوج (تثنية 25: 5-10)؛ ولم يكن ممكناً للفتاة أو عائلتها أن يفُضَّا علاقة الخطوبة هذه إلا بكتاب أو وثيقة طلاق، كما أن هذه العادات أو الشريعة ما كانت لتسمح بوجود علاقة جنسية بين الخطيب وخطيبته قبل إعلان حفل الزفاف وإلا اُعتبرا في حُكم الزناة.

ووفقاً لهذه الشريعة، كانت العذراء مريم مخطوبة لرجل من بيت داود، اسمه يوسف (لوقا 1: 27)؛ كان يوسف رجلاً باراً، فحين عَرِفَ بأمر حبل خطيبته، لم يشأ أن يُشِّهرَ بها، أراد تخليتها سراً، ولكن فيما هو مُتفكر في هذه الأمور جاءته بشارة الملاك قائلة "يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك، لأن الذي حُبل به فيه هو من الروح القدس" (متى 1: 20).

التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Post a Comment

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
;