Saturday 21 October 2017

دخول مريم الهيكل

دخول مريم الهيكل

بعد‏ ‏مدة‏ ‏الرضاعة‏ ‏وهي‏ ‏ثلاث‏ ‏سنوات‏ كان ‏لابد‏ ‏أن‏ ‏توفي‏ ‏حنة‏ ‏النذر‏ ‏بأن‏ ‏تقدمها‏ ‏إلي‏ ‏الهيكل‏ نذيرة للرب كل أيام حياتها ‏لتقيم‏ ‏في‏ ‏بيت‏ ‏النذيرين‏. ‏وكانت‏ ‏أمها‏ ‏من‏ ‏وقت‏ ‏إلي‏ ‏آخر، ‏وفي‏ ‏المناسبات‏ ‏تذهب‏ ‏إليها‏ ‏تقدم‏ ‏لها‏ ‏احتياجاتها‏ ‏من‏ ‏أكل‏ ‏أو‏ ‏كسوة‏ ‏أو‏ ‏شئ‏ ‏من‏ ‏هذا‏ ‏القبيل

دخلت السيدة البتول والدة الإله القديسة مريم إلى الهيكل وهي ابنة ثلاث سنين، لأنها كانت نذرا لله، وذلك انه لما كانت أمها حنة بغير نسل، وكانت لذلك مبعدة من النساء في الهيكل، فكانت حزينة جدا هي والشيخ الكريم يواقيم زوجها، فنذرت لله نذرا، وصلت إليه بحرارة وانسحاق قلب قائلة "إذا أعطيتني ثمرة فإني أقدمها نذرا لهيكلك المقدس"، فاستجاب الرب لها ورزقها هذا القديسة الطاهرة فأسمتها مريم

وتعيد الكنيسة في‏ ‏اليوم‏ ‏الثالث‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏كيهك‏ ‏عيد‏ ‏دخول‏ ‏العذراء‏ ‏طفلة‏ ‏إلي‏ ‏الهيكل‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏أتمت‏ ‏مدة‏ ‏الرضاعة‏ ‏وهي‏ ‏ثلاث‏ ‏سنوات‏، ‏وهذا‏ ‏هو‏ ‏الترتيب‏ ‏الذي‏ ‏ننادي‏ ‏به‏ ‏لبناتنا‏ ‏ولسيداتنا‏ ‏أن‏ ‏الطفل‏ ‏ينبغي‏ ‏أن‏ ‏يرضع‏ ‏من‏ ‏صدر‏ ‏أمه‏ ‏ثلاث‏ ‏سنوات‏. ‏

وقد أودعت حنة بنتها مريم ‏‏إلي‏ ‏رواق‏ ‏النذيرين‏ ‏بالهيكل‏

وكان الهيكل ينقسم إلى:

‏1- القدس‏: ‏يدخل‏ ‏فيه‏ ‏الكهنة‏ ‏للتبخير‏ ‏وللصلاة‏

2- ‏قدس‏ ‏الأقداس: ‏يدخل‏ ‏إليه‏ ‏رئيس‏ ‏الكهنة‏ ‏مرة‏ ‏واحدة في‏ ‏السنة

3- رواق‏ ‏الكهنة‏: حيث كان ‏الكهنة‏ 24‏ فرقة‏، ‏وكل‏ ‏فرقة‏ ‏من‏ ‏الكهنة‏ ‏عليها‏ ‏الخدمة‏ ‏لمدة ‏15 ‏يوما‏ ‏في‏ ‏السنة‏، ‏فكان‏ ‏الكهنة‏ ‏يقيمون‏ ‏هذه‏ ‏المدة‏ ‏وينامون‏ ‏ويستريحون‏ ‏ويأكلون‏ ‏في‏ ‏رواق‏ ‏الكهنة‏.

4- ‏رواق‏ ‏الأمم: ‏وهم‏ ‏الناس‏ ‏الذين‏ ‏من‏ ‏غير‏ ‏اليهود‏ ‏وليسوا‏ ‏من‏ ‏جنسهم‏، ‏ولكن‏ ‏يميلون‏ ‏للعبادة‏ ‏اليهودية‏ ‏فخصصوا‏ ‏لهم‏ ‏مكانا‏ ‏سموه‏ ‏رواق‏ ‏الأمم‏.

هذه‏ ‏الأروقة‏ ‏الأربعة‏ ‏التي‏ ‏في‏ ‏الدار‏ ‏الخارجية‏ ‏وهي‏ ‏خارج‏ ‏القدس‏ ‏وقدس‏ ‏الأقداس‏. ‏

5- ‏رواق‏ ‏النذيرين: وهو خاص للأطفال‏ ‏النذيرين‏ من ‏الأولاد‏ ‏والبنات‏ ‏الصغار‏ ‏لأنهم‏ ‏يقيمون‏ ‏إقامة‏ ‏دائمة‏ لمدة ‏سنوات‏، ‏فخصصوا‏ ‏لهم‏ ‏مكانا‏ ‏اسمه‏ ‏رواق‏ ‏النذيرين‏، ‏مثل‏ ‏صموئيل‏ ‏وكانوا‏ ‏عشرات‏ ‏بل‏ ‏مئات‏ ‏الأطفال‏ ‏الأولاد‏ ‏والبنات‏ ‏الصغار‏ ‏كانوا‏ ‏يقيموا‏ ‏إقامة‏ ‏دائمة‏.

والعذراء‏ ‏مريم‏ ‏وهي‏ ‏طفلة‏ ‏بعد‏ ‏الثالثة‏ ‏من‏ ‏عمرها‏، ‏أقامت‏ ‏في‏ ‏بيت‏ ‏النذيرين‏، وكانت ترعاها حنة النبية بنت فنوئيل التى كانت تقول عنها من بطنها يأتى مشتهى الأجيال وأيضا كان يرعاها سمعان الشيخ وزكريا الكاهن أبو يوحنا المعمدان.

عمل المرأة فى الهيكل:

منذ القديم دخلت المرأة الهيكل لتؤدى عملين هامين هما:

1- الخدمة:

ذكر سفر الخروج أن هناك متطلبات للخدمة لعمل المرأة مثل المتجندات اللواتى تجندن عند باب خيمة الإجتماع وهن نذرن أنفسهن للرب للعمل فى خدمة اليهكل: "مِنْ مَرَائِي الْمُتَجَنِّدَاتِ اللَّوَاتِي تَجَنَّدْنَ عِنْدَ بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ" (خروج 38: 8).

كما تكلم سفر العدد عن شريعة النذير ولم يجعلها قاصرة على الرجال فقط: "1وَأَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى: 2«قُل لِبَنِي إِسْرَائِيل: إِذَا انْفَرَزَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ لِيَنْذُرَ نَذْرَ النَّذِيرِ لِيَنْتَذِرَ لِلرَّبِّ" (عدد 6: 1-2).

ومن هؤلاء النذيرات الخادمات الثلاث بنات أبناء هيمان أحد رؤساء جيش داود النبى "جَمِيعُ هَؤُلاَءِ بَنُو هَيْمَانَ رَائِي الْمَلِكِ بِكَلاَمِ اللَّهِ لِرَفْعِ الْقَرْنِ. وَرَزَقَ الرَّبُّ هَيْمَانَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ابْناً وَثَلاَثَ بَنَاتٍ. كُلُّ هَؤُلاَءِ تَحْتَ يَدِ أَبِيهِمْ لأَجْلِ غِنَاءِ بَيْتِ الرَّبِّ بِالصُّنُوجِ وَالرَّبَابِ وَالْعِيدَانِ لِخِدْمَةِ بَيْتِ اللَّهِ. تَحْتَ يَدِ الْمَلِكِ وَآسَافَ وَيَدُوثُونَ وَهَيْمَانَ" (أخبار أيام الأول 25: 5-6).

وهؤلاء الثلاث بنات زاد عددهن فى أيام عزرا الكاهن الكاتب إلى 200 "فَضْلاً عَنْ عَبِيدِهِمْ وَإِمَائِهِمْ فَهَؤُلاَءِ كَانُوا سَبْعَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ وَلَهُمْ مِنَ الْمُغَنِّينَ وَالْمُغَنِّيَاتِ مِئَتَانِ" (عزرا 2: 65).

وعن هؤلاء المغنيات والمسبحات المرنمات قال داود النبى:

"مِنْ قُدَّامٍ الْمُغَنُّونَ. مِنْ وَرَاءٍ ضَارِبُو الأَوْتَارِ. فِي الْوَسَطِ فَتَيَاتٌ ضَارِبَاتُ الدُّفُوفِ" (مزمور 68: 25).

ولعل هذا يرجع بنا إلى مريم أخت موسى النبى وهارون الكاهن التى أمسكت الدف بيدها وخرجت وجميع النساء وراءها بدفوف ورقص ثم رنمن ترنيمتهن المشهورة:

"فَاخَذَتْ مَرْيَمُ النَّبِيَّةُ اخْتُ هَارُونَ الدُّفَّ بِيَدِهَا وَخَرَجَتْ جَمِيعُ النِّسَاءِ وَرَاءَهَا بِدُفُوفٍ وَرَقْصٍ. وَاجَابَتْهُمْ مَرْيَمُ: «رَنِّمُوا لِلرَّبِّ فَانَّهُ قَدْ تَعَظَّمَ! الْفَرَسَ وَرَاكِبَهُ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ!»" (خروج 15: 20-21).

2- التكريس والعبادة:

وهو أشبة ما يكون بوضع الرهبنة والديرة الان، ومثال على ذلك حنة بنت فنوئيل النبية التى كانت من سبط أشير وعاشت مع زوجها لمدة 7 سنوات وبعد ترملها رفضت الزواج مرة ثانية ودامت فى ترملها 84 سنة عابدة بأصوام وصلوات لا تفارق الهيكل ليلا ونهارا (لوقا 2: 36-38).

ولأجل هذا دخلت مريم العذراء الهيكل لتحيا الحياتين معاً حياة الخدمة وحياة التكريس والعبادة.

وكن المكرسات فى العمل لخدمة الهيكل يقمن فى المكان الذى بناه سليمان الحكيم من داخل الهيكل ويسمى دار النساء.

التعليقات
1 التعليقات

1 comments:

Post a Comment

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
;