Tuesday 4 October 2016

عظة عن اللاطائفية الجزء الثانى

اللاطائفية:

تطور الفكر البروتستانتي  الإستراتيجي في الانتشار فبدأوا بإتباع طريقة جديدة في الانتشار تسمى "اللاطائفية".. تتمثَّل في الآتي:

يبدأ معك بأن يقول لك: "إياك أن تترك كنيستك، أو كهنتك، فنحن نحترم جميع الآباء الكهنة، ليس هذا فقط بل نحن أيضًا نحب أن نقرأ لقداسة البابا".. هذا حدث معي كثيرًا؛ فقبل أن أصبح كاهنًا قابلني أحدهم وسألني: "هل قرأت مقال قداسة البابا في وطني الأحد الماضي"؟ قلت له: "لا". فرد قائلًا: "أنا قرأتها". (يقصد أنه هو قرأها بينما أنا لم أقرأها!!) فلهم تكنيك معين في الكلام. فقال لي: "خليك في كنيستك مع الكهنة بتوعك، بس تعالى احضر اجتماعنا،؛ اجتماع روحي، مُعَزِّي، مُنْعِش". ما قاله  معناه أن فكرتهم عن اجتماعاتنا أنها ليست فيها روحيات وتبعث على النوم -هذا هو ما قيل لي بالضبط- فقلت له: "وما هي السِّمة الثانية المُمَيِّزة لاجتماعاتكم؟" قال: "السِّمة الثانية هي أننا لا نتكلم في اجتماعاتنا عن أي نقطة خلاف بيننا وبينكم"!! وهذه السمة الثانية التي قالها في حد ذاتها نقطة خطيرة جدًا جدًا، لأنه معنى ذلك أنك في اجتماعاتهم لن تسمع عن أساسيات الإيمان الأرثوذكسي الصحيح.. فلن تسمع عندهم على سبيل المثال عن: الكهنوت، أو  التناول، أو أي من القديسين الذين نحبهم ونتشفع بهم، أو المعمودية، أو الجهاد الروحي، كما لم تسمع عندهم عن "الأعمال" فنحن نختلف معهم في موضوع "الأعمال".  إذا كنت في اجتماعاتهم لن تسمع عن كل هذا، إذن فأنت لن تسمع عندهم إلا تعليم بروتستانتي صِرْف. كل هذا تحت بند: "إن ما نختلف فيه معكم في العقيدة لا نتكلم فيه، نحن نجتمع في اسم المسيح الواحد، واسم المسيح كافي جدًا". طبعًا هذا الكلام خطير جدًا.

إذن سماتهم (الأسلوب الذي يتبعونه):

1)   احذر من مهاجمة الكنيسة القبطية.

2)    احذر من أن تقول للأرثوذكسي "لا تذهب إلى كنيستك".

3)    ادعوه إلى اجتماعك ليسمع كلمة تعزية.

4)    تحميل النفس عاطفيًا عن طريق الانفعال والتأثر العاطفي والنفسي بالموسيقى والترانيم والعظة الحماسية..

التأثير بالعظة الحماسية أي يقول لك: "نحن نتكلم عن اسم المسيح المُخَلِّص، نتكلم عن الدم، وسنظل نتكلم عن الدم ونقول ما لم تسمعه في كنيستك. في كنيستك يكلمونك عن مارجرجس، الأنبا بيشوي، أبو سيفين، الأمير تادرس. بينما نحن نكلمك عن المسيح نفسه، فالمسيح واضح عندنا، ولا نتكلم إلا عن المسيح لأن ليس بأحد غيره الخلاص. نحن من كثرة حُبنا في المسيح، لدينا احتفالية اسمها "الإفخارستيا": كل يوم في الكنيسة. فهل بهذا نكون ضد المسيح؟! لماذا تلصقون بنا تهمة أننا لسنا مع المسيح؟!"

لذلك عليك الحذر لأنه عندما يقول لك "لا تترك كنيستك بل احضر اجتماعنا ونحن لن نتكلم عن نقاط الاختلاف بيننا"، هنا هو يجردك من الهويَّة والشخصية الأرثوذكسية.

5)   التركيز أيضًا على العاطفة من خلال الكلام عن الفضائل. مثل الكلام عن المحبة والتسامح والغفران، وهم بالفعل يقولون كلام جميل، ولكنهم لا يقولون كُل ما يجب أن يُقال.

ومن أقوال البابا شنودة عن الإنجيليين: "لا يصح أن نقول عنهم "إنجيليين" لأننا إنجيليين أكثر منهم، فنحن نأخذ الإنجيل كله، أما هم فيأخذون البعض ويتركون البعض الآخر". فمثلًا الآية التي تقول: "أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ الْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّوا عَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ، وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ، وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ" (رسالة يعقوب 5: 14، 15) هل ينفذ الإنجيليين هذه الآية؟! هل يحمل القس البروتستانتي زيت في جيبه؟! بالطبع لا. بينما كل قس قبطي يحمل معه دائمًا زيت لأنه ينفذ كلام الإنجيل بالكامل. بينما البروتستانت يقولون أن هذه الآية رمز! كيف تكون رمز وهي آية في العهد الجديد؟! هكذا هم في مناقشاتهم لا تستطيع أن تأخذ منهم إجابة واضحة سليمة، ولكنهم يجردونك من أساسيات إيمانك الأرثوذكسي الصحيح.

6)   العمل على نشر اجتماعات البيوت:

فمثلًا تقوم أحد السيدات بدعوة صديقاتها لشرب الشاي في منزلها، ثم تقترح عليهم قراءة الكتاب المقدس معًا وتكون قد رتبت وجود شخص لقراءة وتفسير الكتاب المقدس، معهم فيقولون بعض الترانيم معًا، ويقوم هذا الشخص بقراءة وتفسير الكتاب المقدس بطريقتهم. وعندما تجد هؤلاء الصديقات قد انجذبن لهذا الاجتماع، تقترح عليهم تكراره كل شهر، ثم كل أسبوع.. وهكذا.

لذلك الكنيسة القبطية متحفظة جدًا في موضوع اجتماعات البيوت، ما لم يكن هناك كاهنًا موثوق في منهجه العقيدي والإيماني حاضرًا هذا الاجتماع. غير ذلك تكون هذه الاجتماعات غير شرعية وغير مسموح بها من الكنيسة بالرغم من أن البعض قد يجد فيها تعزية لكن الحقيقة أنهم في هذه الاجتماعات يقولون ترانيم جميلة ويقولون تأمل جميل أيضًا في الكتاب المقدس، ولكنهم لا يذكرون أي شيء عن إيماننا الأرثوذكسي الصحيح الذي تسلمناه من آبائنا الرسل.

وأشهر صور اللاطائفية، جمعية ظهرت في مصر تُسَمَّى جمعية "خلاص النفوس" وكانت شهيرة جدًا. أتذكر أن أب اعترافي -بالطبع ذلك منذ زمن- أرسلني لأحضر أحد عظات هذه الجماعة وأكتب له تقرير عما يحدث في هذه الاجتماعات. بالفعل ذهبت وحضرت أحد هذه الاجتماعات ووجدت أن الواعظ قال عظة كان اسمها "الغطاء بالدم، احتمى بالدم"، وكانت العظة كلها عبارة عن كلام أجوف ليس له أي معنى، فكان الواعِظ طوال العظة يقول ويكرر جملة واحدة هي: "أدخل تحت غطاء الدم" وظل يكررها حوالي ساعة إلا ربع!!! ولكنه كان يفعل ذلك بطريقة انفعالية لدرجة أني وجدت الناس تبكي من الانفعال، ولم أفهم لماذا هذا البكاء!!!  كنت أتساءل في نفسي هل العيب في الوعظ أم في الناس؟! فليس هناك مبرر لبكاء الناس! وبعد أن انتهى من عظته قال بالنص: "الذي قبل الخلاص هذا اليوم باسم الرب يسوع يرفع يده". فرفع الناس أيديهم وبدأ الواعظ يسلم على الناس فردًا فردًا وإعطائهم نبذة قائلًا لكل منهم: "مبروك الخلاص"!! ووجهة نظرهم أن هؤلاء الناس كانوا تائهين يقدمون البخور في كنائسهم والآن فتح الرب بصيرتهم، وتقابلوا مع المسيح!! كلام مُستفَذ وكلام مُتْعِب وكلام ليس لهُ معنى أو موقع من الإعراب!

الخُلاصة: اللاطائفية تعني التطور من مرحلة التصادم إلى مرحلة الاحتواء والاحتلال النفسي. الإحتلال النفسي بما بأقوالهم: "المسيح واحد.. لا نتكلم عن نقاط الاختلافات.. لا نريدك أن تترك  كنيستك ولكن احضر اجتماعاتنا". والذي يذهب اجتماعاتهم 5 أو 6 مرات لا يعود إلى الكنيسة مرة أخرى! لماذا؟ هذا ما سأقوله لكم في النقطة التالية التي هي خطورة اللاطائفية.

سأستعير كلمة قالها نيافة الأنبا موسى الأسقف العام وأسقف الشباب عن اللاطائفية، حيث قال: "إن اللاطائفية لا تهاجم الأرثوذكسية ولكنها تمحو الأرثوذكسية"، وبتفصيل أكثر "إن اللاطائفية لا تهاجم الأرثوذكسية، ولكنها تمحو الشخصية الأرثوذكسية وتمحو الانتماء الأرثوذكسي، وتمحو الحياة الكنسية الأرثوذكسية" وسأوضح لكم كيف يحدث ذلك.

هم لا يهاجمون القداس بصورة مباشرة أبدًا. ولكنهم أيضًا لا يذكروا القداس بصورة إيجابية أبدًا. أي لا يمكن أنه سيحدث أن تجد عندهم مَنْ يحثك على التناول أو الاعتراف، أو أن يحثك أحدهم على اصطحاب أبونا لزيارة مريض للصلاة له وأخذ اعترافه ورشمه بالزيت، لا يمكن أن يحدث هذا أبدًا.. ولا يوجد ذِكْر للقداس أو صلاة مسحة المرضى عندهم. لن تسمع عندهم عن الرهبنة أو آباء الرهبنة.. لن تسمع عن القديس أنطونيوس الكبير ولا القديس أثناسيوس الرسولي، ولن تسمع قصص بستان الرهبان عن آبائنا الرهبان الذين جاهَدوا، وكيف جاهدوا، وإلى أيّ مدى تعبوا؟ فعندما يذهب أحد أبنائنا إلى هذه الطوائف ويظل بعيدًا عن الكنيسة القبطية سنة أو سنتين ولا يسمع في كنائسهم إلا نغمة واحدة، لا بد أنه سيحفظ هذه النغمة ولن يقول غيرها. بالضبط كما لو أنك جعلت إنسان مصري لا يعرف أي شيء عن اللغة الإنجليزية وأرسلته إلى أمريكا وعمره 12 أو 15 سنة وظل في أمريكا حتى أصبح سنه 40 أو 60 سنة مثلًا . هذا الإنسان إذا رجع مصر بعد هذه السنين لا بد أنه سيكون قد نسى اللغة العربية، ولا يتذكر إلا اللغة الإنجليزية لأنه لم يسمع غيرها لمدة سنين.. بالرغم من أنك لم تمنعه مِنْ أن يتكلم العربية ولكنه ظل سنين لا يسمع اللغة العربية ويسمع فقط الإنجليزية.

الصلاة عندهم كالآتي: لا يعترفون بالوقوف أمام الله للصلاة بخشوع! فالصلاة عندهم في أي مكان وبأي وضع أنت فيه (سواء كنت واقف في مجموعة، أو جالس في وضع غير ملائم للصلاة -رجل على رجل مثلًا - لا يوجد مشكلة) كل شخص يصلي بطريقته..  "المهم الصلاة بالروح والانسحاق بالروح ولا يهم وضع الجسد" -هذا ما يقولونه- "مَنْ يُريد أن يقف فليقِف ومَنْ لا يريد فليأخذ الوضع الذي يُريحه"!

أيضًا لا يعترفون بضرورة الصلاة بالأجبية، يقولون: "صلي كما تشاء، أنت حر، لكننا نميل للكلام الحُر مع الرب يسوع". تصوروا معي إذا ذهب لكنائسهم شخص لم يعتاد الصلاة بالأجبية، ماذا سيحدث؟! هذا الشخص في كنيستنا القبطية يحاول أب اعترافه معه دون كلل أو ملل لكي يجعله يعتاد الصلاة بالأجبية، فيبدأ معه بالمقدمة ومزمور، وفي الليل يطلب منه قراءة تحليل النوم وقطع صلاة النوم، ويظل يحاول معه سواء بالتشجيع أو بأي طريقة. هذا الشخص إذا ذهب في هذه المرحلة كنائسهم لن يمسك الأجبية مرة أخرى. ليس لأنهم يهاجمون الصلاة بالأجبية كما كانوا يفعلون من قبل، بل لأنهم يتبعون أسلوب آخر وهو قولهم: "كل شخص براحته كما يريد! لكن أيهما أفضل؟ أن تتكلم من قلبك أم أن تقرأ من كتاب؟! إن الكلام الذي تقوله من قلبك تشعر به، ما علاقتنا نحن بداود وما قاله داود؟!! أين كلامك أنت؟! الله يريد أن يسمع كلامك أنت".. وكلام من هذا القبيل.. طبعًا شخص متقلقل في الأجبية سيقول: "أتكلم من قلبي أحسن طبعًا". هذه هي طريقتهم وأسلوبهم في التأثير على أولادنا.

كنيستنا لا تمنع الكلام مع الله بحرية، بل تشجع أولادها على الكلام مع الله طوال النهار، ويقولون ما يريدونه، ولكن لا بد من وجود أوقات معينة للوقوف أمام الله والصلاة بالأجبية.

الخطورة أنهم لا يهاجمون الأرثوذكسية، وفي نفس الوقت يمحون الشخصية القبطية، ويمحون العقيدة المسيحية،  يقولون أنهم لن يتكلموا إلا عن الروحيات! فماذا عن وجوب المعمودية للخلاص! وردهم "أنت حر.. إذا أردت أن تُعَمِّد أولادك في كنيستك فأنت حر، وإذا لم تَرِد فأنت حر أيضًا". ونتيجة انتشار اللاطائفية قرأت في أحد الجرائد أنه أصبح هناك ما يسمى backyard baptism ؛ حيث تقيم الأسرة حفل "باربكيو" barbecue في حديقة المنزل ويقوم الأب بتعميد ابنه بنفسه في وعاء في حديقة المنزل دون استدعاء كاهن الكنيسة!! هذه هي آخر بدعة ابتدعوها، فلا داعي للكنيسة! ولا داعي للكاهن! تستطيع أن تُعَمِّد أولادك بنفسك! هذه هي اللاطائفية!

كل هذا أدى إلى عدم وجود أي روابط أو ضوابط، فعندما يذهب أحد أبنائنا إلى هذه الاجتماعات ويظل بعيدًا عن كنيستنا سنة أو اثنتين، عندما يعود يشعر أن القداس ثقيل، لأنه نسي نغمة "آجيوس أوثيئوس"، ولم يعد يحب إلا سماع النغمة الغربية التي يسمعها في الكنيسة الأخرى (دوم، دِش، دوم، دِش، دوم، دِش...). ويصبح هذا الإنسان مُهاجمًا للكنيسة القبطية تحت شعار: "اللاطائفية" فتجده يقول لك: "يا حبيبي أنا أدعوك لحرية مجد أبناء الله، وحرية مجد أبناء الله لا توجد في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية! تعالى عندنا لكي تتذوقها"! في يوم من الأيام عندما بدأوا معه قالوا له "لا نريدك أن تترك كنيستك، لكن تعال احضر اجتماعنا!"

خامسًا: كيف نواجه خطر بدعة اللا طائفية؟

1-    بالتوعية:

يجب تنبيه أولادنا وبناتنا وشبابنا: "إحذروا من اجتماعات البيوت". هذه العظة مثلًا تعتبر نوع من أنواع التوعية. حتى لو أن هناك اجتماع سمحت الكنيسة بصفة مؤقتة لِحِكمة معينة ولجذب بعض المسيحيين البعيدين عن الكنيسة أن يُقام في أحد المنازل، فلا بد أن يكون تحت إشراف الكنيسة ولفترة محددة بعدها يتم اجتذاب هؤلاء الناس للكنيسة وحضور اجتماعاتها، لكننا نرفض ونضع مائة علامة استفهام أمام أي اجتماع مُصِرّ أن يستمر في البيت. ليس هناك أي مبرر لذلك لأن الكنيسة حاليًا مليئة بالاجتماعات. هذا نوع من أنواع التوعية.

نوع آخر من أنواع التوعية: لا بد أن نكلم أولادنا في طفولتهم عن العقيدة والإيمان الأرثوذكسي، فينشأ الطفل مُتَشَبِّعًا بالعقيدة الأرثوذكسية.. هذا الطفل صدقوني حتى لو استطاع أحد أن يضحك عليه ويجذبه للكنائس الأخرى وذهب شهروشهرين سيرجع مرة أخرى لكنيسته؛ لأنه سيشعر أن هناك شيئًا كبيرًا ينقصه لا يجده في أي كنيسة غير كنيسته القبطية. وكمثال: يُمكن تحفيظ الأولاد ترانيم تُعَلِّمهم العقيدة.. فمثلًا يتم تحفيظ الأولاد ترنيمة عن المناولة وأهميتها ونجعلهم يرددون في هذا الترنيمة عبارة: "مأكل حق ومشرب حق" ، ويمكن أن تكون أبيات الترنيمة متضمنة مثلًا جمل مثل: "ولازم آجي القداس، ويثبت فيَّ وأنا فيه".. أو كلام آخر يُعَلِّم الأولاد العقيدة في ترنيمة تشدهم. فينشأ الطفل وهو يعرف عقيدته جيدًا ويحبها، فيتمسك بها عندما يكبر.

 

2-     الاهتمام بالنهضات الكنسية والاجتماعات:

كما اتفقنا أن الطوائف كانت بمثابة الفيروس الذي دخل الكنيسة وجعلها تُكوِّن أجسام مُضادة فأصبح هناك العديد من الاجتماعات والأنشطة في الكنيسة، وكلما كان الاجتماع ناجحًا كلما جذب الناس من بيوتهم. صدقوني أتذكر أنه في أحد المرات أثناء احد الاجتماعات في كنيستنا كان هناك أمطار شديدة وظننت أن الأغلبية لن تحضر (الحاضرين لن يزيدوا عن 50 فرد مثلًا).  ولكن حدث أن الذين حضروا في هذا اليوم 600 ولد وبنت تقريبًا.  نحن نحتاج أن تكون اجتماعاتنا قوية، وناجحة، وأن نبحث عمن أعطاهم الرب موهبة الكلمة، بلا مجاملة حتى لا تكون الاجتماعات مملة، وحتى تنهض الكنيسة.

3-    الافتقاد الرعوي:

يجب أن نعلم أن المنزل الذي تفتقده الكنيسة بانتظام، لن تدخله الطوائف الأخرى لأنه بيت مُحَصَّن وعين الكنيسة عليه، . وفي كنيستنا(1) قمنا بعمل جميل أتمنى أن يطبق في جميع الكنائس. بالطبع لدينا كما هو الحال عندكم ما يُسَمَّى "افتقاد جغرافي" حيث يكون كل خادم مسئول عن منطقة معينة وكل كاهن مسئول عن 3 أو 4 مناطق. ولكننا كوَّنا مجموعة من المتطوعين عددهم حوالي 30 رجل وامرأة، يقومون بخدمة تسمى "الافتقاد التليفوني". ونقوم بعمل حملات مدة كل منها ثلاثة أشهر: أحد هذه الحملات مثلًا يتم التركيز فيها على افتقاد السيدات الأرامل (الغير عاملات). ثم يليها حملة أخرى ثلاثة أشهر أيضًا يتم فيها التركيز على الشباب الذي يمتحن ثانوية عامة... وهكذا. بهذه الطريقة أصبحت الكنيسة قريبة من كل بيت لدرجة أن بعض الناس اشتكوا من كثرة الافتقاد وطلبوا منالكنيسة تقليل عدد مرات الافتقاد! طبعًا هؤلاء لم يعد لهم عُذر أو حِجة أن الكنيسة تهمل أولادها. فعندما تقوم الكنيسة بعمل افتقاد منظم، رعوي أو تليفوني.. وعندما تقوم الكنيسة بتوعية الناس، بلقاءات عقائدية يكون الكلام فيها بسيط كما فعلنا اليوم في هذه العظة.. وعندما ننهض باجتماعاتنا فتكون قوية تعليميًا وبطريقة جاذبة.. لن يذهب أبناءنا لاجتماعات أخرى خارج كنيستهم. فلن يفيد أن تقول لابنك "لا تأكل خارج المنزل" إلا إذا وفَّرت له وجبة شهية داخل المنزل. لن يستمع ابنك لكلامك إلا إذا وفرت له وجبة شهية داخل المنزل. هذا المثل فقط لتوضيح الفكرة. أقصد أننا إذا قدمنا لأبنائنا في الكنيسة الإيمان والعقيدة بصورة مبسطة وطبيعية وجذابة، صدقوني لن يخرجوا خارج الكنيسة.

 

ربنا يعطينا ويعطيكم..

ولإلهنا كل مجد وكرامة الآن وإلى الأبد آمين.

 

التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Post a Comment

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
;