Friday 20 May 2016

وضح التقابل والتشابه فى هذا النص (إش 1: 16): اِغْتَسِلُوا. تَنَقَّوْا. اعْزِلُوا شَرَّ أَفْعَالِكُمْ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيَّ. كُفُّوا عَنْ فِعْلِ الشَّرِّ. "

وضح التقابل والتشابه فى هذا النص (إش 1: 16): اِغْتَسِلُوا. تَنَقَّوْا. اعْزِلُوا شَرَّ أَفْعَالِكُمْ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيَّ. كُفُّوا عَنْ فِعْلِ الشَّرِّ. " مع قول المسيح لة المجد " طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله ...


 

الأجابة :

دعوة للتوبة:

فضحهم الله أمام أنفسهم مظهرًا بشاعة الفساد الذي حلّ بهم دون أن يُحطمهم باليأس أو يجرح نفوسهم إنما بالحب الأبوي السماوي قدم لهم العلاج ليستر عليهم ويردهم إلى طبيعتهم الصالحة التي خلفهم عليها. هذا العلاج هو التوبة النابعة عن الإيمان والممتزجة بالحب، أما خطواتها فهي:

أ. الاغتسال: بقوله "اغتسلوا" [16] لا يقصد التطهيرات الناموسية، لأنه في اتهامه لهم يطلب ألا يقفوا عند الشكل الخارجي للعبادة، إنما عنى اغتسال المعمودية الذي فيه نخلع الإنسان العتيق لنحمل فينا الإنسان الجديد الذي على صورة خالقنا. هذا ما عناه الرب بقوله للنفس البشرية "حممتك بالماء" (حز 16: 9)، إذ جاء في نفس السفر "وأرشّ عليكم ماءً طاهرًا فتطهرّون من كل نجاساتكم... وأعطيكم قلبًا جديدًا وأجعل روحًا جديدًا في داخلكم" (حز 36: 25-26).

في العهد القديم لا يستطيع الكهنة أن يدخلوا الهيكل ما لم يغتسلوا أولًا وإلاَّ يموتوا (خر 30: 19-21)، ويقول المرتل: "أغسل يديّ في النقاوة فأطوف بمذبحك يا رب" (مز 26: 6). إنه غسل داخلي! يقول القديس الذهبي الفم: [لا يقصد غسل الماء الذي مارسه اليهود وإنما غسل الضمير.

"تنقوا"، إن كنا بالمعمودية نلنا الإنسان الجديد، إنما نلنا إمكانية       جديدة لنمارس الحياة الجديدة في المسيح، التي هي نقاوة القلب، كشرط لرؤية الله، إذ يقول

الرب: "طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت 5).

*    إذ تدخلون الجرن الصالح العظيم المجد اجروا بوقار في سباق الصلاح. فإن ابن الله الوحيد الجنس هو حاضر هنا ومستعد ليخلصكم، قائلًا: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وأنا أريحكم" (مت 11: 28). لقد أرتديتم ثوب معاصيكم الخشن ورُبطتم بحبال خطاياكم، الآن اسمعوا قول النبي: "اغتسلوا، تنقوا فتُمحى خطاياكم من أمام عيني" حتى ترنم جوقة الملائكة فوقكم قائلة: "طوبى للذي غفر اثمه وسُترت خطيته" (مز 32: 1). يا من تشعلون مشاعل الإيمان احفظوها في أيديكم غير مطفأة.

القديس كيرلس الأورشليمي

*    إذن إن كنا بالغتسال (في المعمودية) كما يقول النبي، في ذلك الجرن السرّي، تتطهر إرادتنا ويُنزع الشر عن نفوسنا، فإننا بهذا نصير أناسًا أفضل فنبلغ حالًا أحسن.

القديس غريغوريوس النيسي

ب. "اعزلوا شر أفعالكم من أمام عينيّ" . إذ ينال الإنسان النقاوة التي بها يُعاين الله يقدر أن يميز أعمال الشر عن العمل الإلهي، فيرفض كل ما هو شر، حتى لا يعرج بين الطريقين: الله والخطية.

نوالنا سر الاغتسال والتنقية يهبنا إمكانية إلهية للعمل الجاد في اكتشاف أنفسنا بالرب لندخل في غسل مستمر (بالتوبة) وتطهير من كل ما يتعلق بداخلنا من شر... نعترف لله بخطايانا فننعم بمصاعد مستمرة نحوه حتى نراه وجهًا لوجه.

*   ها أنتم ترون أنه في سلطانكم أن تُودعوا في قلوبكم إما مَصاعد أي أفكارًا تخص الله أو مهابط أي أفكارًا منحطة نحو الجسديات والأرضيات.

الأب سيرينيوس

نعترف بخطايانا ونعتزل شرنا فنرى الله فينا يعلن ذاته ومجده داخلنا. وكما يقول القديس أغسطينوس:[اظهر ذاتك لذاك الذي يعرفك فيكشف هو ذاته لك يا من لا تعرفه

"كفوا عن فعل الشر" . إن كنا بالتوبة الصادقة نعزل الشر عن عيني

الرب، فإن علامة إخلاصنا له أن نكف تمامًا عن كل عمل شرير. هذه عطية إلهية لكنها لا توهب دون طلبها بإيمان والحاح، مع جهاد ومثابرة.

*   إنه يود أن يقدم فرصة للتوبة لكل محبوبيه، مُثبتًا إياها بإرادته القادرة إذن، فلنطع إرادته العظيمة الممجدة؛ وإذ نضرع طالبين رحمته وحنو ترفقه، تاركين كل عمل بطال وخصام وحسد يقود إلى الموت، نعود إليه ونلقي بأنفسنا في مراحمه.

التعليقات
1 التعليقات

1 comments:

[…] وضح التقابل والتشابه فى هذا النص (إش 1: 16): اِغْتَسِلُوا. … […]

Post a Comment

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
;