Tuesday 5 April 2016

نحميا 1 - تفسير سفر نحميا العهد القديم

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري


نحميا 1 - تفسير سفر نحميا


 

 

الآيات 1-4:-  كلام نحميا بن حكليا حدث في شهر كسلو في السنة العشرين بينما كنت في شوشن القصر. أنه جاء حناني واحد من اخوتي هو ورجال من يهوذا فسالتهم عن اليهود الذين نجوا الذين بقوا من السبي وعن أورشليم. فقالوا لي أن الباقين الذين بقوا من السبي هناك في البلاد هم في شر عظيم وعار وسور أورشليم منهدم وابوابها محروقة بالنار. فلما سمعت هذا الكلام جلست وبكيت ونحت اياما وصمت وصليت أمام إله السماء.

نحميا بن حكليا = من سبط لاوي لأن أخاه حنانى مذكور مع البوابين والمغنيين واللاويين (1:7). كسلو = الشهر التاسع.  السنة العشرين = هي لملك ارتحشستا وفي 1:2 ذكر شهر نيسان من السنة العشرين وهو الشهر الأول من السنة الجديدة وحل هذه المشكلة بسيط جدًا فهي السنة العشرين لملك ارتحشستا ومن المحتمل أن ملك ارتحشستا بدأ مثلًا في منتصف السنة ففي خلال هذه السنة العشرين لملكه سيمر الشهر التاسع أولًا ثم الشهر الأول من السنة الجديدة ثانيًا. شوشن = عاصمة فارس على بعد حوالي 300 كم شرق بابل وكان الملوك يشتون فيها ويصيفون في إكبتانا في الجبال. حنانى = أخا نحميا. رجال من يهوذا = رجال أتوا حديثًا من اليهودية. الذين بقوا من السبى = نسل المسبيين وهؤلاء كانوا في شر عظيم فالأسوار منهدمة وهم يلاقون مقاومة واحتقار من الشعوب المحيطة. جلست وبكيت = هو لا يبكى على ما فعلهُ نبوخذ نصر وهدمه للأسوار بل هو يبكى على الحال الذي عليه أورشليم خصوصًا عندما سمع أن مساعي عزرا لبناء الأسوار فشلت أو أن الأعداء هدموا ما بناه عزرا. وقوله جلست وبكيت تشير لما يجب أن يفعله كل منا حين تواجهه مشكلة ما، أن يختلى في خلوة مع الله ويصلى ويرجع إلى نفسه كما رجع الابن الضال إلى نفسه.

وصمت وصليت = الصلاة هي دعوة لله أن يتدخل ويحل المشكلة ومن المؤكد أن الله سيتدخل ولكن بدون صلاة فهذا يعنى أنني أريد حل المشكلة وحدي بدون معونة الله.

 

الآيات 5-11:-  وقلت ايها الرب إله السماء الاله العظيم المخوف الحافظ العهد والرحمة لمحبيه وحافظي وصاياه. لتكن اذنك مصغية وعيناك مفتوحتين لتسمعصلاة عبدك الذي يصلي اليك الآن نهارا وليلا لاجل بني إسرائيل عبيدك ويعترف بخطايا بني إسرائيل التي اخطانا بها اليك فاني أنا وبيت ابي قد اخطانا. لقد افسدنا امامك ولم نحفظ الوصايا والفرائض والاحكام التي امرت بها موسى عبدك. اذكر الكلام الذي امرت به موسى عبدك قائلًا أن خنتم فاني افرقكم في الشعوب. وأن رجعتم إلى وحفظتم وصاياي وعملتموها أن كان المنفيون منكم في اقصاء السماوات فمن هناك اجمعهم واتي بهم إلى المكان الذي اخترت لاسكان اسمي فيه. فهم عبيدك وشعبك الذي افتديت بقوتك العظيمة ويدك الشديدة. يا سيد لتكن اذنك مصغية إلى صلاة عبدك وصلاة عبيدك الذين يريدون مخافة اسمك واعط النجاح اليوم لعبدك وامنحه رحمة أمام هذا الرجل لاني كنت ساقيا للملك

الإله العظيم المخوف = الذي ظهرت عظمته في تأديب شعبه، ولكن تظهر عظمته بالأكثر في مراحمه لشعبه التائب وهذا هو رجاء نحميا لذلك قال الحافظ العهد = عهده مع إبراهيم وإسحق ويعقوب. لمحبيه وحافظى وصاياه = إن كنتم تحبوننى فاحفظوا وصاياي (يو 15:14). عيناك مفتوحتين = لترى ما يعانى منه شعبك فترحم وتسمع صلاة عبدك. بنى إسرائيل عبيدك = هم أخطأوا ولكنهم ما زالوا عبيد لله.

انا وبيت أبى قد اخطأنا = هو يصنع نفس ما صنعه عزرا. وهذا هو المنهج الروحي السليم لكل خادم. وما أتى في أيات 8، 9 لم يحدث حرفياً بل نجد معناه. فتفريقهم في الشعوب مذكور في تث 27:4 والوعد بالرجوع في لا 40:26-42+ تث4:30، 5 والكلام في تث 1:30-5 أقرب ما يكون لما أتى هنا. فمن هناك أجمعهم = كما يفتش الراعى عن الخراف الضالة حز 11:34-16. آتى بهم إلى المكان = أي إلى أورشليم والهيكل. وفي (8) اذكر الكلام = هكذا تصلى الكنيسة دائماً " أذكر يا رب كذا وكذا.. " وليس معنى هذا أن الله ينسى فنذكره. بل الله يفرح بهذا فهو علامة إيمان وثقة في الله وصدق وعوده . . لأنه يريدنا أن نكون واثقين في مواعيده التي سبق فقالها، كأننا نقول لقد وعدت يا رب ونثق أنك تذكر ونثق في أنك ستنفذ وعدك. ونحميا هنا يقول للرب اذكر فأنت وعدت بأن تجمع شعبك. شعبك الذي إفتديت = أي الذي أخرجته من أرض مصربقوة وذراع شديدة. فالآن نحن نسل هؤلاء وكما صنعت لهم إصنع بنا، هو يطلب بثقة من الله أن ينجز مواعيده. وهكذا نصلى بنفس المفهوم " كما كان وهكذا يكون من جيل إلى جيل...... "فيسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد" (عب 8:13). فالله الذي خلص في ذلك الزمان ما المانع أن يخلص الآن بل هو سيفعل.

ساقياً للملك = هي وظيفة سامية في بيت الملك. والله دبر لنحميا هذه الوظيفة ليُعين شعبه. فالله يضع رجاله في قصر الملك لينفذوا خطته. وهكذا كان الله يضع رجاله في قصور الملوك، فكان موسى النبي في قصر فرعون وعوبديا في قصر أخاب ودانيال في قصر نبوخذ نصر. ولاحظ أن نحميا مثل موسى فكان يمكن أن ينشغل بالحياة المرفهة في القصر ولكنه كان بقلبه هناك في أورشليم المحروقة بالنار ومع الشعب المحتقر ولكنه لم يحتقر فقرهم ولم يطلب راحته وسلامته (أع 23:7) ونحميا بسبب محبته لشعبه عرض نفسه للخطر فكان للملك أن يحيى وأن يميت.

التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Post a Comment

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
;